البارانويا.. ما هي الأسباب والأعراض والأنواع وطرق العلاج؟
قد تتسبب البارانويا أو جنون الارتياب (Paranoia) في الشعور بعدم الثقة في الآخرين أو بالاضطهاد دون تهديد واضح كما تتسبب في العديد من الاضطرابات النفسي.
تُعرف البارانويا على أنها حالة نفسية تتسبب في الشك المفرط وغير المبرر تجاه الآخرين، حيث يعتقد المصابون بها أن هناك مؤامرات تُحاك ضدهم أو أن الآخرين يضمرون لهم العداء أو الأذى. يمكن أن تكون البارانويا عرضًا لمجموعة من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك اضطراب الشخصية المرتابة (Paranoid personality disorder) واضطراب الوهام (Delusional disorder) وانفصام الشخصية البارانويدي (Paranoid schizophrenia). فما هي أعراضها وأسبابها وكيفية علاجها؟
أعراض البارانويا
تختلف أعراض البارانويا حسب شدة الحالة والاضطراب الأساسي الذي يعاني منه المريض، حيث يمكن تقسيم الأعراض إلى ثلاثة أنواع رئيسي، كما يلي:
الأعراض الإدراكية
- الهلوسات البارانوية حيث يكون لدى المريض شك دائم وغير مبرر في نوايا الآخرين، حتى بدون دليل.
- الاعتقاد بأن الأحداث اليومية أو التعليقات العادية موجهة نحوهم بشكل شخصي.
- الأوهام والتفكير بأن هناك مؤامرات أو خطط ضده، حتى لو لم تكن هناك دلائل واضحة تدعم هذه الأفكار.
- الشك في ولاء وإخلاص الأصدقاء، الشركاء، أو الزملاء.
الأعراض العاطفية
- الشعور المستمر بالقلق والتوتر بسبب الشكوك.
- يصبح المريض سهل الانفعال والغضب بشكل مفرط.
- الخوف غير المنطقي المستمر من المؤامرات أو التعرض للأذى.
- الشعور بالعزلة والوحدة نتيجة للشكوك وعدم ثقته بالآخرين.
الأعراض السلوكية
- التصرف بعدائية أو دفاعية تجاه الآخرين بدون سبب واضح.
- العزلة الاجتماعية وتجنب الاجتماعات أو الأنشطة الاجتماعية خوفًا من التعرض للأذى أو التآمر.
- مراقبة الآخرين أو محاولة التجسس عليهم للتأكد من نواياهم.
- الدخول في مشاجرات أو صراعات متكررة مع الآخرين بسبب الشكوك.
الأعراض الجسدية (أحيانًا)
- الشعور بتوتر في العضلات نتيجة للقلق المستمر.
- التعب والإرهاق الدائم نتيجة للتوتر النفسي والعاطفي المستمر.
أسباب البارانويا
وفقًا لموقع WebMD تكون أسباب البارانويا متنوعة ومعقدة، حيث يمكن أن تنشأ من عدة عوامل بيولوجية ونفسية وبيئية، كما يلي:
- إذا كان أحد أفراد العائلة المقربين يعاني من اضطرابات نفسية، فقد يزيد ذلك من خطر الإصابة.
- يرتبط زيادة نشاط الدوبامين ببعض الاضطرابات النفسية التي تتضمن البارانويا.
- بعض الأمراض أو الإصابات التي تؤثر على الدماغ، مثل إصابات الرأس.
- التعرض لتجارب صادمة أو مؤلمة في الحياة، مثل الإساءة الجسدية أو النفسي.
- انخفاض الثقة بالنفس مما يزيد في الشك في نوايا الآخرين والشعور بالاضطهاد.
- الاضطرابات النفسية مثل الفصام واضطراب الهلع.
- النشأة في بيئة غير مستقرة أو معادية، حيث يتم التشكيك في نوايا الآخرين باستمرار.
- التعرض للتمييز، العنصرية، أو أي نوع من الضغوط الاجتماعية يمكن أن يزيد من الشعور بالاضطهاد والشك.
- قلة الدعم الاجتماعي أو العيش في عزلة.
- التعرض المفرط للمعلومات السلبية أو نظريات المؤامرة عبر وسائل الإعلام والتكنولوجيا.
- تعاطي المخدرات مثل الكوكايين والأمفيتامينات.
- بعض الأمراض مثل الزهايمر أو اضطرابات الجهاز العصبي المركزي.
- الإجهاد المستمر على الصحة العقلية والنفسية للفرد.
اقرأ أيضًا: إعادة التأهيل النفسي من الإدمان.. إليك أهم 10 نصائح لتجنب الانتكاسات
أنواع البارانويا
تتجمع أفكار جنون الارتياب في أربعة أنواع فرعية كما ورد على لموقع Cleveland Clinic:
- عدم الثقة: الشك بشكل مفرط في نوايا الآخرين وصعوبة في الثقة بالآخرين، بالرغم من عدم وجود أي دليل أو مبرر لهذه المشاعر.
- الحساسية الشخصية: الميل إلى تفسير اللغة غير اللفظية للآخرين بشكل سلبي، عن طريق تعيين معاني سلبية لملاحظات الآخرين.
- أفكار المرجعية: وهي معتقدات خاطئة مفادها أن الارتباط بالأحداث العشوائية بشكل مباشر، ويمكن أن تنطوي على جنون الارتياب.
- الاضطهاد: الاعتقاد أن شخصًا ما أو شيئًا ما يسيء المعاملة للمريض أو يتجسس عليه أو يحاول إيذائه (أو أي شخص قريب منك).
علاج البارانويا
يتطلب علاج البارانويا تطبيق عدة استراتيجيات تشمل العلاج النفسي، الأدوية، والدعم الاجتماعي، كما يلي:
العلاج النفسي
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يهدف إلى تغيير أنماط التفكير والسلوك التي تسبب الشكوك غير المبررة والاضطهاد. يساعد المرضى على تحدي الأفكار الاضطهادية وتطوير استراتيجيات للتعامل معها.
- تطبيق العلاج النفسي الديناميكي: يركز على استكشاف الجذور العميقة للشكوك والاضطهاد من خلال فهم التجارب الماضية والعلاقات.
- الدعم الأسري: يمكن أن يكون مفيدًا في تحسين التواصل والدعم داخل الأسرة، خاصة إذا كان هناك تأثير للبيئة الأسرية على الأعراض.
العلاج بالأدوية
- مضادات الذهان: تُستخدم لتقليل الأوهام والهلوسات المرتبطة بالبارانويا، مثل ريسبيريدون، أولانزابين، وكويتيابين.
- مضادات الاكتئاب: قد تكون مفيدة إذا كانت البارانويا مرتبطة بالاكتئاب أو القلق.
- الأدوية المضادة للقلق: تُستخدم للتحكم في الأعراض المتعلقة بالقلق والتي قد تصاحب البارانويا.
الدعم الاجتماعي
- المجموعات الداعمة: يمكن أن توفر بيئة آمنة للمرضى لمشاركة تجاربهم والحصول على الدعم من الآخرين الذين يمرون بتجارب مشابهة.
- الدعم المهني: يشمل الدعم في مكان العمل للمساعدة في التعامل مع الشكوك والاضطهاد المحتملين في بيئة العمل.
- التدريب على المهارات الاجتماعية: يساعد المرضى على تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، مما يقلل من الشكوك تجاه الآخرين.
تعديل نمط الحياة
- النشاط البدني: يمكن أن يساعد في تقليل التوتر والقلق الذي قد يفاقم البارانويا.
- النظام الغذائي الصحي: التغذية السليمة تؤثر إيجابيًا على الصحة العقلية العامة.
- إدارة الإجهاد: تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوجا يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض.
البارانويا والهوس
البارانويا والهوس هما نوعان من الاضطرابات النفسية، لكنهما يختلفان في طبيعة أعراضهما وتأثيرهما على الفرد،. تتسبب البارانويا في عدم الثقة في الآخرين بشكل مفرط دون وجود أدلة كافية تدعم ذلك، كما يعتقد الشخص المصاب بالبارانويا أنه مستهدف من قبل الآخرين بشكل متكرر وبدوافع سلبية. ويصاحب البارانويا القلق المستمر والتوتر والاضطرابات النفسية الأخرى.
بينما يتميز الهوس بالأفكار أو الاعتقادات الثابتة والخاطئة لتي لا يمكن للشخص التخلص منها بسهولة. ويمكن أن تكون متعلقة بالتضليل، أو الاعتقادات الوهمية بالقوى الخارقة، أو الوهم بالاضطهاد، أو التصورات الخيالية الأخرى. ويتسبب الهوس بفقدان الاتصال بالواقع وقد يؤدي إلى سلوكيات غير مألوفة أو خطرة.
البارانويا والذهان
البارانويا والذهان هما اضطرابان نفسيان مختلفان لكنهما قد يتشابهان في بعض الجوانب. ولكن تتركز البارانويا على الشكوك وعدم الثقة في الآخرين، وتكون أكثر توجهًا نحو الآخرين والتوتر الاجتماعي، وقد تكون أكثر واقعية ويمكن للشخص المصاب بها التفكير بوضوح في بعض الأحيان.
بينما يتضمن الذهان الهلاوس والاعتقادات الثابتة والخاطئة. ويمكن أن يؤدي إلى انعزال الشخص عن العالم الخارجي، ويتسبب في انعدام الواقعية والتفكير المنطقي.
وأخيرًا، من الضروري نشر الوعي بين المرضى وأسرهم حول طبيعة البارانويا والأعراض والعلاج لتحسين التعاون مع العلاج، كما يمكن أن يكون هناك بعض الحالات الحادة التي يكون فيها المريض خطرًا على نفسه أو الآخرين، وقد يكون العلاج في المستشفى ضروريًا لضمان السلامة وتقديم الرعاية المكثفة.