تتعرض، منذ فترة، دولة الإمارات لحملة إعلامية مسيئة تتهمها زوراً بالتدخل في شؤون السودان الشقيق، مع أن المنظمات الدولية توثق بالبراهين أن جهود دولة الإمارات الدبلوماسية تتركز في مناشدتها دائماً على أن تتخذ هذه المنظمات كل ما يلزم لإنهاء هذا النزاع المسلح.
كما أن دولة الإمارات فنّدت تلك الافتراءات والمزاعم لإسكات هذه الأصوات التي تبين لها أن القصد من تلك الحملة المغرضة هو الوقيعة بين شعبي البلدين الشقيقين.
الحملة ضد دولة الإمارات تجدد نفسها، بين فترة وأخرى، من أصحاب النوايا السيئة ومن ذوي الأغراض السياسية الخبيثة التي اعتدنا عليهم، وهم يكررون تلك المزاعم وفق القاعدة الإعلامية "القص واللصق" فما يحدث اليوم للسودان قد نجده في مكان آخر بنفس المفردات والمنهجية، التي لا يجيدها إلا الفاشلون في إقناع الرأي العام الدولي في زمن كل شيء مفضوح من قبل أهل السودان أنفسهم.
غير أن الحملة على دولة الإمارات هذه المرة اختلفت قليلاً، وبعبارة أوضح تطورت من نطاق الإعلام والتسريبات مجهولة المصدر، إلى محاولة إضفاء طابع قانوني ودولي عليها. وذلك بمحاولة تسويق تلك الافتراءات في الأمم المتحدة وحشد مواقف أممية تتبنى تلك الادعاءات.
وهذا التوجه المعادي لدولة الإمارات، الذي لا يستند إلى أي أدلة أو شواهد، أصبح بحاجة إلى مواجهة رسمية حازمة ونهائية. وذلك لأن التفنيد والرد الإماراتي في الحملة الأولى التي كانت قبل أسابيع، اتسم بدرجة عالية من الدبلوماسية واحترام حسن الجوار والحرص على الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين والبلدين.
لكن السكوت عن تكرار الاتهامات والحملات الإعلامية المستمرة، ليس من ذهب. فكثيراً ما تختلط الأمور وتلتبس الحقائق على من يتلقى الأنباء المتلاحقة والإلحاح الإعلامي على بث رسائل معينة بأهداف خبيثة. ولا يمكن مطالبة كل إنسان أياً كان مستوى ثقافته أو معرفته السياسية، بأن يدقق ويراجع ويتأكد من صحة أو تلفيق الأخبار و"المعلومات" التي تصل إليه من مصادر لا يعلم صدقيتها ونواياها، سوى تلك الأبواق الإعلامية المنتمية إلى توجهات سياسية باتت محاربة من المجتمع العربي والإسلامي وتضيق عليها ساحات دول اللجوء التي يعيشون فيها هرباً من العدالة في بلدانهم.
ورغم أن دولة الإمارات ليست في حاجة إلى إعلان نواياها أو إثبات نزاهة أهدافها من كل التحركات التي تقوم بها في كل الاتجاهات، ربما يكون الرد الملائم على تصميم المغرضين ودخول مؤامراتهم مرحلة جديدة، بأن تتخلى ولو قليلاً عن الترفع الأخلاقي والتسامي عن تلك الصغائر. صحيح أن الواقع في النهاية يفرض نفسه وهو أبلغ رد على المشككين، لكن حتى الواقع يتعرض بدوره للتشويه والتزوير.
لذا يكون تبني سياسة إعلامية إماراتية نشطة وفعالة ووضع خطط عملية قابلة للتطبيق. ويكون هدفها الثابت كشف الحقائق أولاً بأول. طبعاً هذا، إلى جانب عرض الحقائق الخاصة بأدوار وأيادي الإمارات البيضاء والطويلة في مختلف المجالات ونحو كل الشعوب والدول، بما فيها السودان الشقيق.
فالإعلام الإماراتي والناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي عليهم دور جوهري ومهم. وهو كشف المواقف الحقيقية لبعض القوى والكيانات أو المؤسسات السودانية، التي تبحث عن مخرج من أزماتها الداخلية الحادة والوضع المأساوي الذي بات السودانيون يعيشونه تحت وطأة الحرب والانقسام العسكري والسياسي هناك.
إن الهدف من ذلك هو توضيح أن اتهام دولة الإمارات ليس إلا لتشتيت انتباه العالم وفي مقدمته السودانيون أنفسهم، عن الأطراف والأسباب الحقيقية المسؤولة عما يجري لهم. بينما تسعى دولة الإمارات بقوة وبشتى السبل إلى مساعدة السودانيين للخروج من أزمتهم وإعادة الأمن والاستقرار إلى السودان شعباً ودولة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة