الملاذات الآمنة في 2024.. الفضة تتحدى الذهب
أجبرت حالة عدم اليقين الاقتصادي عالمياً وسط التحديات المتشعبة، إلى التحوط بالملاذات الآمنة للادخار، لكن المفارقة هي سطوع الفضة.
وتمكنت الفضة خلال عام 2024 من تحقيق مكاسب ونسبة صعود أعلى من أسعار الذهب على الصعيد العالمي، وذلك بفضل الإقبال المتزايد على الأصول الثابتة.
استقرار وتراجع بأفق الذهب في مصر.. ما علاقة «رأس الحكمة»؟
انطلق مسارها في 2023.. أضخم 10 مشاريع سكك حديد حول العالم
وعند المقارنة بين أداء الفضة والذهب منذ بداية العام، نجد أن الفضة سجلت ضعف مكاسب الذهب تقريبًا، مما يجعلها أحد أفضل السلع من حيث الأداء خلال هذا العام.
وعلى الرغم من أن العوامل التي تؤثر على الفضة والذهب تقريبًا متشابهة، إلا أن الفضة استفادت بشكل كبير خلال هذا العام.
ووفقًا لتحليل مؤسسة "جولد بيليون"، فإن سعر الفضة زاد بنسبة 32.4% منذ بداية عام 2024 وحتى 17 مايو/أيار 2024، ووصل إلى أعلى مستوى له منذ عام 2013 عند 31.59 دولار للأونصة.
بينما ارتفع سعر الذهب خلال نفس الفترة بنسبة 17.1% فقط، ووصل إلى أعلى مستوى تاريخي عند 2431 دولاراً للأونصة.
ويوجد فارق واضح في أداء كل من الفضة والذهب، ويمكن قياسه من خلال نسبة الذهب إلى الفضة، والتي تعبر عن كمية الفضة اللازمة لشراء أونصة واحدة من الذهب.
وانخفضت هذه النسبة بنسبة 8.5% خلال الأسبوع الماضي، ووصلت إلى أدنى مستوى لها منذ يناير/كانون الثاني 2023 عند 76.60، بعد أن بلغت 92.1 في يناير/كانون الثاني 2024، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2022.
وترجع هذه التغيرات الكبيرة في أداء الفضة إلى استفادتها من نفس العوامل التي استفاد منها الذهب، مثل ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بسبب المخاطر الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي.
وبالإضافة إلى ذلك، شهدت الفضة طلبًا استثماريًا متزايدًا بجانب الذهب.
ووفقاً لتحليل "جولد بيليون"، لاحظنا أن الفضة تبرز عن الذهب بفضل استفادتها من الطلب الصناعي الفعلي، حيث تعتبر عنصرًا حيويًا في العديد من الصناعات، وخاصة في تقنيات الطاقة النظيفة التي تحظى بمزيد من الاهتمام عالميًا في الآونة الأخيرة.
وأعلنت الصين، وهي واحدة من أكبر المستهلكين للفضة على مستوى العالم، عن تحفيز نقدي ضخم عن طريق بيع سندات سيادية طويلة الأجل بقيمة تصل إلى تريليون يوان (138 مليار دولار).
ومن المتوقع أن يؤدي هذا الإجراء إلى زيادة الطلب على الفضة، حيث ارتفع سعرها بالفعل بنسبة 11.8% خلال الأسبوع الماضي.
وتأثرت مخزونات الفضة في خزائن رابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA) بالطلب الصناعي المتزايد على الفضة.
وأظهرت البيانات أن كمية الفضة المحتفظ بها في خزائن لندن انخفضت بنسبة 0.6% في أبريل/نيسان مقارنةً بمارس/آذار. وفي المقارنة مع مخزونات يناير/كانون الثاني الماضي، تراجعت المخزونات بنسبة 3.3%.
وبالرغم من هذا الارتفاع الإيجابي في أداء وأسعار الفضة، لا يزال سعرها منخفضًا نسبيًا مقارنةً بسعر الذهب، فعلى سبيل المثال، سعر 76.6 أونصة من الفضة يعادل سعر أونصة واحدة من الذهب، مما يجعلها بديل استثماريًا أكثر جاذبية لفئة واسعة من المستثمرين.
ويؤكد نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب السابق بغرفة القاهرة التجارية، أن عدد غير قليل من المصريين لجأوا منذ نهايات عام ٢٠٢٣ وحتى الآن إلى تغيير دفة ادخاراتهم من المعادن النفيسة، واستبدلوا الفضة بالذهب باعتبار أن الأخير أعلى سعرا من الأول.
ويشيد نجيب باختيار المصريين الفضة للشراء باعتبار أن سعرها أقل كثيرا من الذهب في الوقت التي تحافظ فيه على سعرها في الأسواق في ظل ارتفاع أسعار الفضة عالميا ومحليا بالتوازي.
وبحسب المصدر نفسه فإن المصريين يلجؤون إلى شراء سبائك الفضة، فضلا عن المقتنيات الفضية الأخرى التي تسهل عليهم عملية إعادة بيعها مجددا بسهولة ويسر.
ومن خلال "العين الإخبارية" حثّ سكرتير عام شعبة الذهب السابق بغرفة القاهرة التجارية، المواطنين على الاعتماد على الفضة كملاذ آمن للادخار والاستفادة اللاحقة مم تلك المقتنيات.