متفجرات الكنيستين تبوح بأسرار خطيرة للأمن المصري
تشابه المتفجرات التي استهدفت كنيستين مصريتين يوم الأحد الماضي مع مضبوطات خلية إرهابية سابقة، يكشف عن أسرار خطيرة
تشابه بين نوعية المواد المتفجرة المستخدمة في تفجيري الكنيستين بمدينتي طنطا والإسكندرية في مصر، والمضبوطات التي وجدت بمصنع المتفجرات الذي ضبط خلال مداهمة أمنية لخلية إرهابية بمحافظة البحيرة في بداية الأسبوع الحالي، معلومات جديدة أشار لها أحد المصادر الأمنية بوازرة الداخلية المصرية في تصريحات إعلامية.
دلالات هذا التشابه إذا ثبت صحته بعد استكمال عملية التحريات الأمنية، تكشف -بحسب خبيرين استطلعت بوابة "العين" آراءهما- عن أسرار خطيرة؛ إذ تشير إلى أن منفذي تفجيري الإسكندرية وطنطا، ربما كانوا جزءا من الخلية الإرهابية التي ضبطت بالبحيرة، أو أنهما يتلقيان دعما لوجستيا واحدا.
ويرجح اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، في تحليله لدلائل هذه المعلومة، أن منفذي تفجيري طنطا والإسكندرية ربما يكونون جزءا من الخلية الإرهابية التي ضبطت بالبحيرة قبلها بيوم، مضيفًا أن التفجيرين ربما تم إعدادهما من قبل عملية الضبط، أو أن هذه العمليات الإرهابية هي رد من باقي أعضاء الخلية غير المضبوطين في المداهمة الأمنية الأخيرة، ما يؤكد على فشل الإرهابيين في مواجهة نجاحات رجال الشرطة والجيش المصري في حملاتهم الأمنية المستمرة بشمال سيناء والصعيد والقاهرة.
ويؤكد نور الدين على أنه إذا ثبت وجود رابط وعلاقة بين خلية البحيرة ومنفذي تفجيري الغربية والإسكندرية، فإنه يمكن حينها قراءة هذه التفجيرات الإرهابية البائسة على أنها محاولة للتشكيك في قدرات الأمن المصري.
واعتبر مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن تفعيل حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، بجانب تحديد اختصاصات وأعضاء المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب المتعلق بتسريع إجراءات الضبط والمحاكمات وفقًا للقوانين، أكبر رد على جميع محاولات الخلايا الإرهابية الفاشلة.
وفي السياق ذاته، قال الخبير الأمني اللواء علي عبدالرحمن، إن عملية التطابق بين المتفجرات تتم بعد اختبار المعمل الجنائي للآثار المتبقية من التفجيرين، وأن عملية التشابه لا تحمل أية أدلة إلا في حالة وجود أدلة أخرى قوية تدعم فكرة انتماء منفذي التفجيرين إلى خلية البحيرة، مشيرًا إلى أن هذه الأدلة الداعمة لهذا التحليل تتمثل في حالة العثور على أسماء المنفذين مع أحد مضبوطات الخلية، أو في حالة اعتراف أحد المضبوطين في الخلية على منفذي الهجومين الإرهابين، وأنهما جزء من الخلية.
واعتمد عبدالرحمن الخبير الأمني، في تحليله لتطابق المتفجرات، وارتباط العناصر الإرهابية بكيان تنظيمي واحد، على حجم المتفجرات التي استخدمت في تنفيذ تفجيري طنطا والإسكندرية والمضبوطات التي وجدت مع خلية البحيرة، منوهًا بأن الكيانات الإرهابية عندما ترسل دعما ماديا وعينيا لعناصرها تقدم كمية متفجرات كبيرة، ويتم توزيعها على أكثر من خلية إرهابية، خاصة أن حجم الحزامين الناسفين والمتفجرات المستخدمة في الحادثتين لا يقل عن 9 كيلوجرامات في كل هجوم.
وتوقع أن يكون منفذو تفجير الكنيستين قد حصلوا على دعم من جهة واحدة قامت بتوزيع المتفجرات والعبوات الناسفة بين خلايا في طنطا والإسكندرية والبحيرة، ولكن لا يشير هذا الدليل في الوقت نفسه إلى أن الخلايا الثلاث هم خلية إرهابية واحدة ومرتكبي التفجيرين لهما علاقة بخلية البحيرة، معتبرًا أن هذا التحليل تنبيه لأجهزة الأمن لضرورة تتبع باقي الخلايا النائمة في محافظات الدلتا.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA=
جزيرة ام اند امز