العائدون من سوريا.. إرهابيون خرجوا من رحم الإخوان
أعمار ومؤهلات وظروف منفذي التفجيرات الإرهابية تباينت، ولكن هناك قواسم مشتركة تجمعهم أهمها الخروج من رحم الإخوان.
رغم اختلاف الأعمار والمؤهلات الدراسية والمستوى الاجتماعي لمنفذي تفجيري محافظة الغربية والإسكندرية اللذين وقعا في 9 أبريل/نيسان الجاري، ومنفذ هجوم الكنيسة البطرسية الملاصقة لمبنى الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة الذي وقع في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلا أن القاسم المشترك الذي يجمعهم، وفق ما كشفت أجهزة الأمن المصرية، هو السفر إلى سوريا والمشاركة مع الجماعات الإرهابية أمثال داعش وجبهة النصرة وفتح الشام في المعارك هناك.
هذا التشابه أثار انتباه خبراء الأمن الذين بحثوا عن قواسم مشتركة أخرى تجمعهم، فخرجوا جميعهم بنتيجة مؤداها أنهم خرجوا جميعا من رحم جماعة الإخوان الإرهابية، لأن داعش التي تبنت التفجيرات، هي إحدى المنظمات الإرهابية التي ولدت في مفرخة الإخوان.
وقال اللواء محمد زكي، الخبير الأمني مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن قتل النفس البريئة دون وجه حق، هو تجرد من الإنسانية، يشكل أساس عقيدة الإخوان وجميع التنظيمات التابعة لفكرهم، ومنها تنظيم داعش الذي تبنى تفجيرات الكنائس المصرية.
واتفق اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، مع الرأي السابق في الربط بين العائدين من سوريا والإخوان، وذهب إلى أن جميع الأحداث الإرهابية والهجمات متشابهة، وأن الفكر المتطرف واحد على مدار الأزمنة ولكن الجديد في الأمر هو لجوء هذه التنظيمات للتكنولوجيا الحديثة في تجنيد واستقطاب الشباب، مشيرًا إلى أن الجماعات الإرهابية جسد واحد بعقيدة إرهابية ثابتة خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية.
وأوضح أن الإخوان هي الجماعة الأم التي خرج من رحمها عشرات التنظيمات المتطرفة تحت مسميات مختلفة بهدف إبعاد الشبهة عنهم وعن قيادتهم واجتماعاتهم المستمرة" موضحًا أن جماعة الإخوان توصف بـ"الجماعة الاستخبارية" التي أنشئت على أيدي الاستخبارات البريطانية وتطورت بدعم الاستخبارات الأمريكية عام 1945، كوسيلة لتمزيق الشرق الأوسط وقتها.
وفي الوقت ذاته، رأى اللواء طلعت موسى الخبير العسكري والإستراتيجي،أن مصر لا تحتضن على أرضها أي دواعش، وأن طبيعة العناصر الإرهابية الموجودة في سيناء هي عائدة من سوريا وخلايا إرهابية تبدأ التحرك عقب تلقيها تعليمات من قيادات الإخوان أو التنظيمات الإرهابية الأخرى.
وبرهن موسى على هذا الربط بين الإخوان والجماعات الإرهابية الأخرى، بأنه خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي 2012-2013 دخلت بعض العناصر الإرهابية المتقاربة مع أفكار الإخوان إلى شمال سيناء، كما خرجت من مصر بعد 30 يونيو 2013 عناصر وشباب من الإخوان متجهين إلى سوريا عبر الحدود التركية، لتنفيذ أوامر مسؤولي التنظيم الإرهابي والعودة بأوامرهم مرة أخرى، كمحاولة لإثبات الذات والوجود وإرسال صورة غير حقيقة عن الوضع الأمني في مصر بارتكاب جرائم إرهابية.
العودة لدولة الستينيات
وحول طرق التصدي للعناصر الإجرامية وفكر الإخوان المتطرف الذي يولد تنظيمات إرهابية، قال المقرحي إن النظام السياسي في ستينيات القرن الماضي بمصر، كان أفضل الأنظمة السياسة في التعامل مع ملف الإخوان، وأن الرجوع لأسلوب الحسم والحزم والضبط، حقق نتائج كبيرة لتكبد هؤلاء الإرهابيين وقتها خسائر عديدة على مستوى التنظيم الدولي، ملمحًا أن طرق تنفيذ هذا الأسلوب ممكنة حاليًا لانكشاف أمر الإخوان ورموزها أمام الشعب المصري عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
ونوه المقرحي، إلى أن عملية إحياء فترة الستينيات ليس مقتصرًا على الجوانب السياسية فقط، بل العودة إلى تفعيل الدور الثقافي والتنويري الذي تقوم به مؤسسة الأزهر الشريف، وتطهير جميع المؤسسات الدينية من لغة التحريض وتفعيل الأدوار الوطنية الداعمة لدور أجهزة الأمن المصرية.
وشدد اللواء موسى على تطهير مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن أكثر من 13 ألف عنصر اخترقوا مؤسسات الدولة منذ عهد مرسي، الذي دعم وجودهم في جميع القطاعات العامة والخاصة بمصر، بهدف نشر التطرف فكريًا وتعميم لغة الإحباط واليأس بين المصريين.
وأشاد اللواء زكي بإعلان حالة الطوارئ، وقال إن "إعلان الطوارئ لمدة 3 أشهر، هو نافذة قانونية تسهل عملية الضبط الأمني وفقًا لإجراءات قانونية دستورية، فضلًا عن تسريع أسلوب لضبط المشتبه فيهم ومنفذي العمليات الإرهابية، وتوسيع دائرة الاشتباه وتفعيل مراقبة وسائل الاتصال والتواصل بين هذه العناصر".
aXA6IDMuMTM5LjEwOC40OCA= جزيرة ام اند امز