وجه سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأطراف “COP29”، اليوم الإثنين، الشكر إلى دولة الإمارات على ما بذلته من جهود دؤوبة خلال رئاستها "COP28" .
ورحب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بممثلي نحو 198 دولة (197 دولة والاتحاد الأوروبي)، موجهاً الشكر بشكل رئيسي إلى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر ورئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28 على العمل الدؤوب، حيث يقومون بتسليم الراية إلى أذربيجان والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) مختار باباييف، مقدماً التهنئة لهم على المرافق الممتازة التي تصاحب فعاليات المؤتمر في العاصمة باكو.
وأضاف أنه يجب الاتفاق في باكو على هدف عالمي جديد لتمويل العمل المناخي، مشيرا إلى أنه إذا لم تستطع ثلثا دول العالم على الأقل تحمل خفض الانبعاثات بسرعة، فإن كل دولة ستدفع ثمناً باهظاً، وإذا لم تتمكن الدول من بناء القدرة على الصمود في سلاسل التوريد، فسينهار الاقتصاد العالمي بأكمله ولا يوجد بلد محصن.
وقال إنه يجب الاستغناء عن أي فكرة تعتبر التمويل المناخي عملا خيرياً، موضحا أن الهدف العالمي الطموح الجديد للتمويل المناخي يصب في مصلحة كل دولة، بما في ذلك أكبر الدول وأغناها، مؤكدا أن مجرد الاتفاق على هدف لا يكفي، بل يجب العمل بجد لإصلاح النظام المالي العالمي من خلال منح الدول المساحة المالية التي تحتاج إليها.
وأكد سيمون ستيل أنه لا يعتمد على الآمال والأحلام في مواجهة الأوقات والمهام الصعبة، ولكن ما يلهمه فقط هو براعة الإنسان وإرادته وقدرته على السقوط والنهوض مراراً وتكراراً، حتى يصل إلى الغاية المنشودة وهي تحقيق الأهداف.
وشدد ستيل على أن العملية التفاوضية باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ هي المكان الوحيد لمعالجة أزمة المناخ المتفشية، والعمل على حلها من خلال تحمل مسؤولية التطبيق والمحاسبة.
أضاف الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، قائلا "نحن نعلم أن عمليتنا ناجحة، وبدونها تتجه البشرية نحو خمس درجات من الانحباس الحراري العالمي".
وتابع "في هذه القاعات نتفاوض على قطع محددة من لغز التغير المناخي كل عام، يمكن أن يبدو الأمر بعيدا عما يحدث في غرفة المعيشة في فلورنسا، ولكننا لا نستطيع أن نتحمل الاستمرار في تحسين حياة الناس وسبل عيشهم في كل دولة -لذا دعونا نجعل هذا حقيقة".
- إنجازات COP28 التاريخية ترفع سقف الطموح العالمي خلال COP29
- رزان المبارك: الإمارات رائدة في العمل المناخي وستلهم الآخرين في COP29
وقال ستيل "لكن بداية يجب العمل على الإجابة على التساؤلات الملحة التالية:
- هل تريد أن ترتفع فواتير البقالة والطاقة الخاصة بك أكثر؟
- هل تريد أن يصبح بلدك غير قادر على المنافسة اقتصاديا؟
- هل تريد حقا المزيد من عدم الاستقرار العالمي، مما يكلف حياة ثمينة؟
وأضاف "تؤثر هذه الأزمة على كل فرد في العالم بطريقة أو بأخرى، إذ لفت ستيل إلى شعوره بالإحباط مثل أي شخص آخر، خاصة أن مؤتمر الأطراف الواحد لا يستطيع تحقيق التحول الكامل الذي تحتاجه كل دولة، ولكن إذا كانت أي من الإجابات على هذه الأسئلة بالنفي، فهنا يتعين على الأطراف الاتفاق على طريقة للخروج من هذه الفوضى".
ولهذا السبب، شدد ستيل على ضرورة الاتفاق عبر فعاليات مؤتمر الأطراف COP29 في باكو، على هدف جديد لتمويل المناخ العالمي.
قال سيمون ستيل إنه إذا كان ثلثا دول العالم على الأقل غير قادرين على خفض الانبعاثات بسرعة، فإن كل دولة ستدفع ثمنا باهظا.
في حال عدم قدرة الدول على بناء المرونة في سلاسل التوريد فسوف يهوي الاقتصاد العالمي، فلا يوجد بلد محصن، بحسب ستيل.
وأضاف ستيل "لذا.. دعونا نستغني عن أي فكرة مفادها أن تمويل المناخ عمل خيري، إن الهدف الجديد الطموح لتمويل المناخ يصب بالكامل في المصلحة الذاتية لكل دولة، بما في ذلك الدول الأكبر والأغنى".
وتابع "لكن لا يكفي مجرد الاتفاق على الهدف، وعلينا أن نعمل بجد أكبر لإصلاح النظام المالي العالمي، ومنح البلدان الحيز المالي الذي تحتاجه بشدة".
وأشار إلى قدرة الأطراف في باكو على جعل أسواق الكربون الدولية تعمل من خلال الانتهاء من المادة السادسة والتوصل لاتفاق عالمي بشأنها.
وشدد ستيل على ضرورة المضي قدما في التخفيف، حتى يتم تحقيق أهداف "اتفاق الإمارات التاريخي"، الذي توصلت إليه الأطراف المتفاوضة في COP28.
وقال "يجب ألا ندع 1.5 يفلت من أيدينا، وحتى مع ارتفاع درجات الحرارة فإن تنفيذ اتفاقياتنا يجب أن يستعيدها إلى المستويات الآمنة". ومن المتوقع أن يصل الاستثمار في الطاقة النظيفة والبنية التحتية إلى تريليوني دولار في عام 2024، أي ما يقرب من ضعف الوقود الأحفوري.
الطاقة النظيفة
ستيل شدد على أن التحول إلى الطاقة النظيفة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ لن يتوقف، مؤكدا أن المهمة الرئيسية لكافة الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ هي تسريع هذا الأمر والتأكد من تقاسم فوائده الضخمة بين جميع البلدان وجميع الشعوب.
وتابع "يجب أن نتفق على مؤشرات التكيف، نحن في حاجة إلى معرفة ما إذا كنا نسير على طريق زيادة المرونة".
وأردف "يجب علينا أن نستمر في تحسين الآليات الجديدة للدعم المالي والفني فيما يتعلق بالخسائر والأضرار".
وأكد أن تقارير الشفافية التي تصدر كل سنتين، التي من المقرر صدورها هذا العام سوف تعطي صورة أوضح عن التقدم الذي يحرزه العالم، والفجوات التي يتعين على الحكومات سدها.
في العام المقبل ستقوم جميع البلدان بتسليم الجيل الثالث من خطط المناخ الوطنية -المساهمات المحددة وطنياً، ومن أجل دعم البلدان في إنشائها ونشرها ستطلق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ حملة لخطط المناخ.
وسوف يحشد العمل من جميع أصحاب المصلحة، ويتوافق مع جهود الأمين العام للأمم المتحدة والرئاسة البرازيلية المقبلة لمؤتمر الأطراف.
وبالتوازي مع ذلك سيعاد إطلاق أسابيع المناخ اعتبارا من عام 2025، وستعمل الأمم المتحدة على مواءمتها بشكل أوثق مع عمليتها والنتائج التي يجب أن تحققها.
وفي الأمانة العامة للأمم المتحدة العمل سيتواصل بلا كلل، مع توضيح التمويل المناخي المطلوب حول العالم.
قال ستيل "في السنوات القليلة الماضية خطونا بعض الخطوات التاريخية إلى الأمام، ولا يمكننا مغادرة باكو دون التوصل إلى نتيجة جوهرية، وإدراكاً لأهمية هذه اللحظة يتعين على الأطراف أن تتصرف وفقاً لذلك، أظهروا التصميم والإبداع هنا في COP29 -نحن في حاجة إلى أن تعمل جميع الأطراف من أجل التوصل إلى اتفاق منذ البداية- للوقوف والوفاء".
وختم سيمون ستيل كلمته قائلا "الآن هو الوقت المناسب لإظهار أن التعاون العالمي لم يتراجع بعد، لذلك دعونا نرتقي هنا معاً".
aXA6IDMuMTI4LjE3Mi4zMiA=
جزيرة ام اند امز