فلسفة فيرجسون VS أبراموفيتش "تشيلسي".. أيهما أنجح؟
يصعب وضع الاسكتلندي السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد التاريخي في مقارنة مع آخرين، ولكن فلسفته ربما تكون قابلة لذلك.
27 عاما كانت المدة التي تولى فيها فيرجسون تدريب يونايتد، تحديدا بين 1986 وحتى 2013، على الجانب الآخر، بلغت فترة إدارة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش لنادي تشيلسي 17 عاما وهي مستمرة حتى الآن.
في تلك الفترة التي لم تكمل العقدين من الزمن، تولى 14 مدربا قيادة الفريق اللندني، ما يوضح الفارق بين سياستين، الأولى هي المدى الطويل والثانية هي النجاح الشرطي المطلوب على الفور.
لو عقدنا مقارنة بين بدايات يونايتد مع فيرجسون، وانطلاقة أبراموفيتش مع تشيلسي، سنجد هذا الأمر واضحاً منذ اللحظة الأولى.
يونايتد صبر على فيرجسون 4 سنوات كاملة ليحقق لقبه الأول وهو كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1990، بينما لم يصبر أبراموفيتش على الإيطالي كلاوديو رانيري وأقاله بعد الموسم الأول له 2003-2004، لعدم تحقيقه أي لقب رغم نجاح الفريق وقتها في بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة.
أول لقب دوري حققه فيرجسون كان في النسخة الأولى لـ "بريميرليج" 1992-1993، أي بعد 6 سنوات من الفشل في قنص اللقب من المسابقة، بينما حقق تشيلسي اللقب خلال أول موسمين لجوزيه مورينيو.
ولكن أبراموفيتش لم يصبر حين خسر فريقه اللقب المحلي موسم 2006-2007، رغم تتويجه بلقبي كأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي، فقرر إقالة "مو" في الأسابيع الأولى من موسم 2007-2008.
رغم النجاحات العديدة التي حققها مانشستر يونايتد في عهد فيرجسون، إلا أنه عانى من سنوات فشل ليست بالقليلة، مثل الفترة الأولى أو حقبة 2004-2007 حين خسر الدوري المحلي لصالح أرسنال وتشيلسي.
لكن إدارة يونايتد كانت في كل مرة تمنح الفرصة لأسطورة النادي لبناء الفريق من جديد، ومنحته كل الصلاحيات المطلوبة للقيام بعمله على أكمل وجه.
في يونايتد حقق السير لقب دوري أبطال أوروبا عامي 1999 و2008 وخسر النهائي مرتين 2009 و2011، بينما لم يقتنص تشيلسي اللقب إلا في 2012، ويعتبر في نظر الكثيرين البطل الأسوأ في تاريخ البطولة، رغم أنه اقتنصه من أنياب برشلونة وبايرن ميونخ.
المدرب الإيطالي روبيرتو دي ماتيو الذي حقق حلم أبراموفيتش في التتويج بذات الأذنين، أقيل من منصبه مطلع الموسم التالي بسبب سوء النتائج، وحتى حين جاء رفائيل بنيتيز لقيادة الفريق للقب الدوري الأوروبي عام 2013، رحل على الفور ليعود مورينيو مجددا.
في مقارنة ساخرة تحدث مورينيو عن فكرة عدم الاستقرار في تشيلسي، بالحديث عن رحيله خلال موسم 2015-2016، رغم قيادته الفريق للقب الدوري قبلها بعام، وتطبيق نفس الأمر قبلها مع كارلو أنشيلوتي عام 2011 رغم فوزه بالثنائية المحلية ثم مع أنطونيو كونتي في 2018.
وبالمقارنة بين أول 17 عاما لمانشستر "فيرجسون" وتشيلسي "أبراموفيتش"، فقد حقق الأول 22 لقبا رغم البقاء 4 سنوات دون أي تتويج، فيما فاز الثاني بـ13 لقبا فقط رغم تحقيق 8 ألقاب كاملة خلال أول 3 سنوات.
مانشستر يونايتد في عهد فيرجسون اعتمد على اكتشاف المواهب وكانت التعاقدات القوية نادرة مثل إريك كانتونا أو فابيان بارتيز أو سبستيان فيرون وياب ستام، وفي الأغلب لم تكن تلك الأسماء تحقق النجاح المنتظر.
على الجانب الآخر، بقي تشيلسي رمزاً للإنفاق المالي الضخم على الصفقات في عهد أبراموفيتش، وضم مجموعة من أفضل لاعبي العالم الميركاتو الصيفي الماضي، وقت كان يعاني العالم بأثره من آثار (كوفيد 19).
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuNjMg جزيرة ام اند امز