لهيب الغضب يطوق سريلانكا.. والرئيس يحذر من "متطرفين"
لهيب الغضب يحاصر سريلانكا التي تواجه أسوأ أزمة اقتصادية بتاريخها في احتجاجات بلغت أسوار منزل الرئيس تنديدا بسياسة حكومته.
وتواجه الدولة الواقعة في جنوب آسيا نقصا كبيرا في السلع الأساسية، وارتفاعا حادا في الأسعار، تفاقمه الديون الهائلة، ما أثر بشكل مباشر على المقدرة الشرائية للمواطنين.
واليوم الجمعة، انتشرت قوات الأمن في العاصمة السريلانكية غداة محاولة مئات المحتجين الغاضبين اقتحام منزل الرئيس غوتابايا راجاباكسا، تنديدا بطريقة إدارة حكومته للأزمة الاقتصادية، وفق وكالة "فرانس برس".
ومع أن السلطات رفعت، فجر اليوم، حظر تجوال فرضته الليلة الماضية، إلا أنها نشرت تعزيزات من الجيش والشرطة في أنحاء المدينة، حيث كان هيكل حافلة متفحمة لا يزال يسد الطرق المؤدية إلى منزل الرئيس.
وفي بيان مقتضب، قال مكتب الرئيس في بيان صدر اليوم، إن المحتجين "أرادوا خلق ربيع عربي"، في إشارة إلى المظاهرات التي عمت دولا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط قبل أكثر من عقد.
وأضاف البيان أن "المظاهرة ليل الخميس قادتها قوى متطرفة تدعو إلى ربيع عربي لبث عدم استقرار في بلدنا".
كولومبو تشتعل
45 شخصا أعلنت شرطة كولومبو اعتقالهم على خلفية احتجاجات الليلة الماضية التي سجلت إصابة رجل بجروح.
ومساء الخميس، أغلق المتظاهرون الغاضبون طريقا رئيسيا يؤدي إلى العاصمة وأشعلوا الإطارات المطاطية، قبل أن يتجهوا إلى منزل الرئيس للمطالبة باستقالته، في تحركات جاءت بناء على دعوات انتشرت عبر مواقع التواصل.
وبحسب "فرانس برس"، أشعل المتظاهرون النار في حافلتين للجيش وسيارة للشرطة بحي ميريانا السكني قرب منزل الرئيس، كما هدموا جدارا قريبا واستخدموا حجارته لرشق عناصر الشرطة والجيش.
وأطلقت قوات الأمن النار لتفريق الحشود، من دون أن يتضح على الفور ما إذا كانت استخدمت الرصاص الحي أو المطاطي، كما استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم.
وتفجر الغضب بسبب أزمة اقتصادية غير مسبوقة في البلاد منذ سبعة عقود، باعتراف من الحكومة نفسها التي قالت إن الأزمة تعتبر الأسوأ منذ الاستقلال في عام 1948.
أزمة تعقب سنوات من الحرب الأهلية التي وضعت أوزارها في 2009، لتدخل سريلانكا بعدها مرحلة جديدة من الاضطرابات، لكن هذه المرة جراء أحداث مختلفة لكنها قادت جميعها نحو هبوط المؤشرات الاقتصادية والمالية.
ففي 2016، عانت الزراعة جفافا كارثيا، وبعدها بـ3 سنوات، أسفر هجوم إرهابي، في عيد الفصح، عن مقتل ما لا يقل عن 279 شخصًا، قبل أن تجفف جائحة كورونا التحويلات التي يرسلها السريلانكيون العاملون في الخارج.
وتشكل السياحة وتحويلات المغتربين المصدر الأساس للعملات الأجنبية التي تحتاجها سريلانكا لسداد كلفة الواردات وخدمة الدين الخارجي البالغ 51 مليار دولار، وفق المصدر نفسه.
وبسبب النقص الشديد في العملة الأجنبية، باتت الجزيرة عاجزة عن استيراد سلع حيوية، فتشكلت طوابير طويلة أمام محطات الوقود، ولم تعد أدوية كثيرة متوفرة في الصيدليات، بينما يمضي كثيرون الليل على ضوء الشموع جراء انقطاع الكهرباء.