"ميثاق سرت 1922" وحد الليبيين في مواجهة الاستعمار الأجنبي ويحاول الليبيون تكرار التجربة نفسها
انطلقت بقاعة ساحة الشهداء المؤقتة بمدينة سرت الليبية، السبت، فعاليات مؤتمر "سرت2" تحت شعار "استحضار الذاكرة التاريخية لدعم الثوابت الوطنية".
وحضر الجلسة الافتتاحية وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية الدكتور عبدالهادي الحويج، وعضو مجلس النواب عن ترهونة الدكتور محمد العباني، ورئيس المجلس التسييري لبلدية سرت سالم عامر، ورئيس مجلس حكماء ليبيا، وعدد كبير من المشايخ والأعيان في مدن ليبيا.
ويطلق على المؤتمر "سرت 2"، في إشارة إلى ميثاق "سرت 1922" الذي وحد الليبيين في مواجهة الاستعمار الأجنبي.
وأكدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر، في بيان، أن أهداف المؤتمر تتمثل في بعث رسالة سياسية وطنية، مفادها أن الليبيين قادرون على صناعة السلام وإيجاد الحلول بأنفسهم دون إملاءاتٍ خارجية أو خضوع للأجندات أجنبية.
ولفت البيان إلى أن المؤتمر يحمل رسالة للسلام والتعايش المشترك وتجاوز الألم والتأسيس للمستقبل، وصياغة وثيقة مرجعية وطنية تسهم في حل الأزمة الليبية، بالإضافة إلى المرجعيات الدولية المتمثلة في مخرجات برلين وإعلان القاهرة.
ومن جانبه أكد العمدة محمد إدريس المغربي، رئيس مجلس حكماء ليبيا، أن هذا المؤتمر حدث تاريخي جاء بعد 98 عاما، من مؤتمر سرت 1، الذي تم من خلاله توحيد المقاومة تجاه العدو الإيطالي.
وأضاف في حديث لـ"العين الإخبارية" أن المؤتمر يسعى للمشاركة في صنع القرار، وضمان عودة المهجرين والنازحين، وتوحيد الليبيين كما حدث أمام الاحتلال الإيطالي.
ونوه بأن تبادل الأسرى وفتح الطريق بين الشرق والغرب خطوة تمت من بعض المشايخ والعقلاء في برقة، لتقديم الحلول لخروج الوطن من أزماته.
وقال الدكتور أحمد أبوراوي، رئيس مؤسسة حماية وتنمية ليبيا، إن مؤتمر "سرت 2" جاء في الوقت المناسب ليكون نقطة انطلاقة وتحول على مستقبل التصالح الوطني المحلي، ما ينعكس على الرأي العام الدولي.
وشدد أبوراوي لـ"العين الإخبارية" أن الليبيين بحاجة هذه الأيام للتصالح، ولصنع توافق جدي من أجل بناء بلدهم، وإمكانية التنمية والاستثمار والانطلاق نحو مصاف متقدمة.
وأشار إلى أن العديد من محاور المؤتمر تؤكد ضرورة هذا العمل التصالحي، مشددا على أن الحاضرين سيخطون خطوات جادة من خلال هذا المؤتمر في هذا الاتجاه.
ومن جانبه، قال الدكتور سالم محمد آدم، مستشار وزير الخارجية في الحكومة الليبية، إن دور وزارة الخارجية في رعاية المؤتمر جاء في الوقت المناسب، لكثرة المبادرات الدولية من مخرجات برلين وبيان القاهرة وبوزنيقة.
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن هذا المؤتمر سيكون امتدادا لتأييد كل الجهود الهادفة لإنهاء النزاع في ليبيا، وكاستدراك للتاريخ لما حدث في عام 1922 مؤتمر سرت الأول الذي توحد فيه المجاهدون ضد الاستعمار.
وأوضح أن هذا المؤتمر يجمع مختلف شرائح المجتمع الليبي في جلسة تصالحية، من أجل نبذ الإرهاب ونبذ السلاح والدعوة إلى بناء دولة ديمقراطية يسودها الإخاء، دولة خالية من السلاح، الجماعات الإرهابية، فيها الحكم لليبيين وحدهم، وهم لهم الحق في امتلاك ثرواتهم وأن يعيشوا بكرامة وسلام.
وأردف أن المؤتمر يتضمن برنامج مصالحة أو مبادلة الأسرى أو فتح الطريق بين الشرق والغرب، مشيرا إلى زيارة مجموعة من مشايخ المنطقة الشرقية إلى مصراتة لرأب الصدع، ونبذ كل خلافاتهم وبناء دولة المؤسسات.
وكان وزير الخارجية الليبية عبدالهادى الحويج قد دعا لعقد مؤتمر "سرت2" والذي وصفه بعمل سياسي بامتياز، وأنه محاولة ليبية أولى في مدينة ليبية كعمل كبير وصعب ومعقد لكنه يستحق شرف المحاولة.
وأضاف أن المؤتمر "محاولة ليبية لأن يكون مرجعية ليبية لحل أزمة البلاد بأياد ليبية".
وتُؤمن مدينة سرت -التي كانت معقلا لتنظيم داعش الإرهابي- من جانب قوات الجيش الوطني الليبي، إضافة إلى الشرطة المدنية، منذ تحريرها مطلع العام الجاري من المليشيات الموالية لحكومة فايز السراج.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز