بعد توقف 7 أشهر.. إجلاء 153 مهاجرا من براثن مليشيا طرابلس في ليبيا
آلاف المهاجرين يعيشون في مراكز احتجاز تديرها حكومة فايز السراج بطرابلس، في ظروف غير آدمية، وفي مرمى نيران المليشيات.
استأنفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الرحلات "المنقذة للحياة" من ليبيا، بعد 7 أشهر من التوقف بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وقالت مفوضية اللاجئين، في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنها أجلت الليلة الماضية 153 مهاجرا من الفئات الأشد ضعفاً نحو مركز العبور الطارئ في النيجر، مؤكدة أنها تبحث متابعة خيارات أخرى لهم، مثل إعادة التوطين بدعم من الاتحاد الأوروبي.
معاناة المهاجرين
الرحلات التي تنظمها مفوضية شؤون اللاجئين، تأتي لإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين، من براثن المليشيات المسلحة وشبكات تهريب البشر، التي تقتات على معاناة المهاجرين وتجبر ذويهم على دفع أموال طائلة لإطلاق سراحهم.
ويعيش آلاف المهاجرين في مراكز احتجاز تديرها حكومة فايز السراج بطرابلس، في ظروف غير آدمية، وفي مرمى نيران المليشيات.
وسجلت في تلك المراكز عدة جرائم بحق المهاجرين بينها إجبارهم على المشاركة في أعمال ذات طابع عسكري، كما يتم استخدام بعضها كمخازن للأسلحة والذخيرة.
وقتل مهاجر نيجيري في العاصمة طرابلس حرقًا على يد عناصر المليشيات المسلحة في المصنع الذي يعمل فيه بمنطقة تاجوراء شرقي طرابلس، وفق ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة.
الجرائم المرتكبة بحق المهاجرين في العاصمة طرابلس لم تتوقف من قبل المليشيات المسلحة، وتعد هذه الحادثة واحدة من حوادث أخرى مروعة.
ففي يوليو الماضي، قتل مهاجرون سودانيون في بلدة الخمس الساحلية غرب البلاد، قيل إنهم حاولوا الفرار بعد أن اعترضهم خفر السواحل الليبي في البحر المتوسط.
وفي مايو الماضي، هاجمت عائلة أحد المهربين الليبيين مجموعة من المهاجرين من بنجلاديش في بلدة مزدة الصحراوية، وأطلقت النار عليهم ما أدى إلى مقتل 30 منهم على الأقل، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه "في 31 يوليو 2020، كان هناك أكثر من 2780 شخصا، 22% منهم من الأطفال، محتجزين في مراكز" مخصصة لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا.
وأحصت الأمم المتحدة "أكثر من 669 ألف مهاجر" على الأراضي الليبية خلال النصف الثاني من العام 2018، بحسب تقرير عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، العام الماضي.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة أحصت عددا مماثلا للمهاجرين المتواجدين في ليبيا خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من العام 2019، بواقع 670 ألف مهاجر، أغلبهم من النيجر (19%)، وتشاد (13%)، والسودان (12%).
انتهاكات ممنهجة
وكانت تحقيقات صحفية قد أكدت أن الأموال الأوروبية الموجهة إلى ليبيا، فاقمت بؤس المهاجرين، بعدما تم تحويل مبالغ ضخمة من هذه المساعدات المالية إلى شبكات متشابكة من رجال المليشيات والمتاجرين وخفر السواحل الذين يستغلون المهاجرين.
وورد اسم نائب رئيس جهاز الهجرة غير الشرعية، محمد الخوجة، على رأس المستفيدين من هذه الأموال، حيث كشف التحقيق أن هذا الرجل استولى على عقود الغذاء التابعة للأمم المتحدة التي تبلغ ملايين الدولارات وكانت موجهة لإطعام المهاجرين، عبر شركة يسيطر عليها وتدعى "أرض الوطن".
ووفق مجلة "دير شبيجل" الألمانية، فإن انتهاكات المليشيات للمهاجرين وحقوقهم في طرابلس تتم بشكل ممنهج.
أوضاع المهاجرين السيئة في ليبيا دفعت المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى المطالبة بحماية المهاجرين في ليبيا، واعتبار أن السواحل الليبية غير آمنة لإعادة من يتم اعتراضهم في المتوسط أو لرسو سفن الإنقاذ.
وكانت منظمة ”هاتف الإنذار“ قد نشرت على "تويتر" مطلبها بوقف الدعم الأوروبي لخفر السواحل الليبي وحماية أرواح المهاجرين في ليبيا.
دورات تدريبية
وتنظم منظمة الهجرة الدولية، دورات تدريبية للمهاجرين النيجيريين العائدين من ليبيا إلى وطنهم الأم، حيث شارك أكثر من 2000 شخص في هذه الدورات منذ أبريل 2017، وتم تدريبهم على النشاطات التي يرغبون في العمل بها، وذلك بهدف مساعدتهم على الحصول على فرص عمل.
وقالت المفوضية إن كل الأشخاص الذين نقلوا إلى النيجر تتم استضافتهم في مركز العبور الطارئ في العاصمة نيامي إلى أن يتسنى إعادة توطينهم.
ويشكل النيجيريون أعلى نسبة من المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط عبر ليبيا. ففي عام 2016 عبر أكثر من 18 ألف نيجيري، إضافة إلى أكثر من 36 ألفا في 2017.
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز