بالفيديو.. 5 مشاهد بين الإعلاميين والسيسي في "مؤتمر الشباب"
ساعتان من عمر جلسة "تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأي العام" بمؤتمر الشباب في مصر، تضمنتا لقطات من السجال والمصارحة.. تعرف عليها
لم تكن كغيرها من الجلسات النقاشية التي شهدها مؤتمر الشباب الوطني الأول بمدينة شرم الشيخ المصري، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكنها كانت أشبه بسجال إعلامي يخوضه الإعلاميون كعادتهم بين وبين بعضهم البعض تارة، وبين السلطة الممثلة في الرئيس وكبار رجال الدولة.
هكذا مرت نحو ساعتين من عمر جلسة "تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأي العام"، تضمنت لقطات عبرت عن ذلك السجال، الذي ظهر في ثوب من المصارحة والمزحات، دون أن يخلو من توجيه اللوم سواء من قبل الإعلاميين للسلطة أو من الرئيس نفسه الذي اختتم اللقاء بقوله: "إنهم يضرون بمصر".
- متى يقول الإعلامي رأيه.. ومتى يقاطع؟
"متى يقول الإعلامي رأيه؟" كان هذا السؤال ضمن محاور الجلسة النقاشية، لكنه سرعان ما امتد إلى "متى يقاطع أيضًا؟" فجاءت البداية مع الصحفية بجريدة الأهرام نهى النحاس التي كانت تتحدث عن عدم تفرقة البعض بين مادة الرأي لدى البعض وبين المعلومة، منتقدة البرامج التي "تنتهي بشخصية الإعلامي الذي ينظِّر عن كل شيء في العالم".
وحين دللت الصحفية الشابة على حديثها بالانتخابات البرلمانية بقولها: "أي صحفي له رأي يجب أن يحجب عن التلفزيون"، قاطعها الإعلامي إبراهيم عيسى بقوله: "هناك صحف أمريكية أعلنت تأييدها لهيلاري كلينتون"، لترد النحاس بشكل حاسم: أكمل نقطتي وحضرتك تقدر تعلق، فيسارع عيسى: لاء عشان المعلومة بس! فتجيبه النحاس: عذرًا لم أتحدث أثناء حديثك!
ومع محاولة الإعلامية نهى النحاس استكمال حديثها بشكل تلقائي دون الالتفات لما قد يقوله عيسى، يضحك الحضور ومعهم السيسي على ما بدى أنه سجال فيأبى عيسى إلا أن يرد: تعديل المعلومة واجب!!
- من صنع الثورتين؟ إجابة غير متوقعة!
هكذا واجه إبراهيم عيسى الحضور بإجابة غير متوقعة عندما قال، إن مواقع التواصل لم تقم بـ٢٥ يناير، كما أن الإعلاميين لم يصنعوا ثورة ٣٠ يونيو، معترفًا في الوقت نفسه بأن "مواقع التواصل الاجتماعي أدت دورًا هائلاً من حيث الدعوة والتحريض والتحفيز والتنظيم لثورة 25 يناير".. وأن "الإعلام التقليدي أدى دورًا كبيرًا في نجاح ثورة 30 يونيو، في التحفيز والدعوة ومواجهة الإخوان".
لكن عيسى قالها صراحة: تصور مقدمو البرامج والدولة أن القصة كلها تكمن في الإعلاميين، وأنهم قادرون على صناعة الرأي العام والحقيقة أنه لا 25 يناير قامت بمواقع التواصل ولا الإعلاميين صنعوا ثورة 30 يونيو.
مبارزة عيسى والجارحي:
كان هذه المبارزة أبرز مشاهد الجلسة، وبدأت وقائعها عندما طالب الكاتب الصحفي إبراهيم الجارحي، بضرورة تطبيق قانون العقوبات على من يقومون بالسب والقذف والتشهير، بهدف الحد مما وصفه "تجبر الإعلاميين" ومن ظنوا في نفسهم أنهم ليسوا قادة رأي فقط ولكن قادة سياسيين.
وتابع الجارحي، مثلما قال أستاذ إبراهيم عيسى، هو يظن أن الكلام الذي يقوله في البرنامج تيار سياسي حتى المؤيد للدولة يتحول لنيران صديقة من مقدار هذه الثقة بمعنى أنه يعتقد أنه يعرف مصلحة الدولة أكتر من الدولة، فقاطعه عيسى بحزم بقوله: من قال هذا الكلام؟ أنا؟ فيرد الجارحي: لا يا أستاذنا أنا بتكلم بلساني وليس نقلاً عن حضرتك.
وهنا ضجت القاعة بالضحك وفي مقدمتها الرئيس السيسي وهو يضرب كف على كف معلقاً: يا أستاذ إبراهيم بتتكلموا عن الرأي وتوعية الناس! في انتقاد لما يحدث، فيرد عيسى: يا سيادة الرئيس هذا هو التعدد والتنوع والاختلاف المشروع والمطلوب والمفروض، ويبقى هذا الاختلاف والتلاحم في الرأي مع الود والمحبة والإيمان الحقيقي بوطنية كل الأطراف. لا أنا أصادر على إبراهيم ولا إبراهيم يصادر علي.
وفي مشهد مبارزة أخرى بينهما عندما طالب الجارحي بتطبيق قانون العقوبات، علق عيسى منتقدًا حديث زميله: هناك كتاب صحفيين مسجونين في مصر دلوقت بقانون العقوبات الذي يريد أن يفعله.. لا يوجد دولة في الدنيا تسجن في جرائم النشر غير ٣ أو ٤ دول في العالم وكلها دول مستبدة وديكتاتورية.. ولا يجب أن تكون مصر التي نطلب ونحلم ونتمنى تكون ضمن هذه الدول. عاقبوا كما يعاقب العالم المتحضر افرضوا عليهم ملايين صادروا وسائلهم...لا يوجد عقوبات سالبة للحرية في أي دولة متقدمة للعالم.
واستكمل عيسى حديثه: من الصعب جداً أن يقف إعلاميون ويطالبون بعقوبة سالبة للحرية لصحفيين وكُتاب.. المفروض نفرج عن إسلام البحيري وأحمد خالد وكل هؤلاء مش نقول مزيد من التقييد.
- نقيب الصحفيين الأسبق.. مهاجم ومدافع معاً
في مداخلة غير محسوبة، وقف الصحفي مكرم محمد أحمد، الذي كان جالساً بين الحضور وهو يشير بيديه غاضباً: أنا مكرم محمد أحمد أريد أن أقول رأي، فيعطي له رئيس الجلسة الإعلامي أسامة كمال الكلمة مازحًا إياه: اتفضل بش متزعقليش!
وحين يبدأ مكرم حديثه، يكون على غير المتوقع من هيئته الأولى، حيث يشيد بالمؤتمر قائلًا: هذا من أنجح ما حضرت من مؤتمرات، والحمد لله أننا توقفنا عن تلقين الشباب، وممارسة دور الأساتذة عليهم دائماً!.
لكن سرعان ما انتقد نقيب الصحفيين بعض الأوضاع بقوله: تحبس صحفي غلبان يتابعه ١٠٠ أو ٥٠٠ وتترك بقية المساحات الشاسعة دون ضابط أخلاقي حتى الآن وبدون قانون حتى الآن، مطالبًا الرئيس" بسرعة إصدار القوانين المحددة للجهات التي سوف تشرف على الصحف".
ثم منتقلاً للمدح مجدداً يتابع نقيب الصحفيين الأسبق: الصحافة المصرية بخير، ورغم كل المشكلات المتراكمة عليها إلا أنها أحسن الصحافات العربية والموجودة في الشرق الأوسط.. وما من صحفي في العالم العربي يستطيع أن ينقد نظامه أو يتحاور حتى مع رئيسه بهذا المستوى الندي إلا في مصر.
"إلا في مصر" تلك العبارة التي كررها مكرم ٣ مرات بينما يصفق له الحضور دون الرئيس السيسي، استكملها بقوله: وهي أيضاً ليست منحة من حد.. تاريخ من عذاب وتحرير وسقط عشرات ومئات الصحفيين حتى نتمتع بهذه الحرية.. الحرية مسؤولية خاصة في عالمنا وليست الفوضى.. عالم فقير ويحتاج إلى الجهد والتوحد الوطني.. نكون صوتاً واحداً في الشدائد.
- الرئيس للإعلاميين: أنتم تضرون مصر جداً
استمع لهم، وعندما جاء الوقت ليوجه لهم كلمة، لم يمدحهم، ولم يثني عليهم مثلما فعل البعض، بل بدأ الرئيس السيسي حديثه بقوله: أنتوا تضرون مصر جداً جداً بدون قصد.. والله العظيم أنا أكلمكم كمسؤولين عن بلد مش رأي عام.
وتابع السيسي، وجهت لكم رسائل خلال السنتين.. أنتم مسؤولون معانا.. أنتم نحتوني جانبًا رغم أني معكم.. الحقيقة كان هناك جرائد أحد أسباب ارتفاع زيادة سعر الصرف... هناك دول فقدنا حميمية العلاقة السياسية معاهم بسبب أخبار من عندنا..
وتساءل السيسي: هل تم التوجيه لإعلامي من جانبنا هاجموا فلان أو هاجموا الدولة الفلانية؟ تصوروا أقسم بالله أتمنى ألا يصدر لفظ مسي واحد لأي أحد في العالم حتى لو كان يسيئ لنا.. لأن هذا يعبر عن الشخصية المصرية.
وطالب الرئيس المصري الإعلاميين بأن يحولوا زعلهم وحزنهم إلى "إصرار على العمل أكتر"، قائلاً: محدش يطول لسانه ونصبر ونبني ونعمر.. عشان اللي مستقلنا ميستقلناش.. واللي مستضعفنا ميستضعفناش.