زيارة السيسي للكاتدرائية.. 4 رسائل سياسية لداخل وخارج مصر
حرص القيادة السياسة المصرية على تقديم التعازي للكنيسة يشير إلى عدة رسائل سياسية داخل وخارج مصر.
" التصدي للإرهاب والقضاء عليه، استعادة الأمن والاستقرار بين أبناء المجتمع المصري" كانت هذه الكلمات هي أبرز ما صرح به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لتقديم التعازي في شهداء تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية.
حرص القيادة السياسة المصرية على تقديم التعازي للكنيسة بعد ضبط منفذ تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وإعلان وزارة الداخلية عن ضبط الخلية المدبرة للتفجيرين اللذين وقعا في 9 أبريل/ نيسان الجاري، وأسفرا عن سقوط 47 شهيد وأكثر من 100 جريح، يشير إلى عدة رسائل سياسية داخل وخارج مصر.
وتشابهت زيارة الرئيس السيسي للبابا تواضروس يوم الخميس الماضي، مع حضوره لـ جنازة شهداء تفجير الكنيسة البطرسية الملاصقة لمبني الكاتدرائية والذي وقع يوم 11 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وكشفه عن اسم منفذ العملية الإرهابية وقتها.
واعتبر كمال زاخر المفكر القبطي المصري، أن تشابه موقفي الرئيس المصري في هذه الأزمات، هو دليل واضح على درجة الوعي والإدراك السياسي الذي يتمتع به السيسي، ملمحًا إلى أن السيسي يستوعب جيدًا استهداف هذه العمليات لـ القيادات السياسية وكل القيادات الوطنية التي رفضت وجود جماعة الإخوان الإرهابية بالحكم وممارستهم الإجرامية بحق الشعب المصري،
وحول الرسائل السياسية التي توجه بها الرئيس السيسي خلال تقديم التعزية للبابا تواضروس ومسيحيي مصر، أشار كمال زاخر المفكر القبطي، أن رسائل القيادة السياسية تعددت ما بين رسائل لداخل وخارج مصر، موضحًا أن هدف الجماعات الإرهابية منذ عملية استهداف الكنيسة البطرسية ومروًا باستهداف مسيحيي العريش ووصولًا بتفجيري طنطا والإسكندرية، هدفها الرئيسي خروج مسحيي مصر من معادلة 30 يونيو/ حزيران – 3 يوليو/ تموز 2013، لإحداث خلل بالمعادلة السياسية والمشهد العام بالدولة المصرية، الذي يؤثر على صورتها أمام العالم، ويدعم مشروعهم الإرهابي.
تقديم واجب العزاء.. كانت هي الرسالة الأولى التي قدمها السيسي في لقاءه مع البابا تواضروس، فضلًا عن تفهم الرئيس إلغاء الكنيسة المصرية احتفالات العيد، وعدم استقبالهم لمهنئين، ولكن في الوقت نفسه أكد السيسي على دعمه القوي ومساندته لهم في هذه الأزمة، بحسب رؤية زاخر المفكر القبطي.
أما الرسالة الثانية فحرص السيسي على توجيهها للعناصر الإرهابية وجماعات الإخوان وكل الكيانات المتطرفة التي خرجت من عباءتها، ويقول زاخر " لكل من خطط ومن دمر لكل من دعم وساند هؤلاء العناصر الإجرامية، أرسل السيسي لهم رسالة واضحة أن المحاولات البائسة غير قادرة على استهداف وحدة وتماسك المجتمع المصري".
بينما تضمنت الرسالة الثالثة وفقًا لتحليل المفكر القبطي، تأكيد للخارج وخاصة دول الشر التي دعمت هذه الكيانات ماديًا ومعنويًا، بأن المسيحيين هم جزء أصيل من النسيج الوطني والتركيبة السكانية في مصر، خاصة أن هذه العناصر الإرهابية تلجأ إلى استهداف الأقباط كورقة ضغط على الإدارة السياسية.
وأضاف زاخر أن تصدير حقيقة مزيفة عن طبيعة الوضع الأمني والتعايش بين طوائف المجتمع المصري، هدف الإرهاب، لذا حرص السيسي على توجيه رسالة رابعة إلى الولايات المتحدة وأوروبا، بأن الأفعال الإرهابية لن تنال من أمن واستقرار مصر، خاصة مع قرب موعد زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس لمصر يومي 28 و29 أبريل/ نيسان الجاري، وما تحمل الزيارة من معاني لأهمية ودور مصر المركزي بالمنطقة.