بالصور.. السيسي لميركل: مصر خط الدفاع الأول عن العالم
الرئيس عبد الفتاح السيسي قال إنه ناقش مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سبل الارتقاء بالتعاون في التصدي لقوى الظلام والإرهاب.
خلال الزيارة الأولى لها لمصر منذ 2009 قال الرئيس عبد الفتاح السيسي السيسي، إنه ناقش مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، سبل الارتقاء بالتعاون بين البلدين في التصدي لقوى الظلام والإرهاب والتطرف.
وأوضح السيسي في مؤتمر صحفي مشترك عقب مباحثاته مع ميركل بقصر الرئاسة المصري، عن قوى الظلام والإرهاب والتطرف تُمثل تهديداً مشتركاً، وتسعى إلى عرقلة مسيرة التنمية ونشر الكراهية والعنف والنيل من نسيجنا الوطني.
وأضاف: "أود هنا أن أؤكد على أن مصر بتلاحم شعبها ووعيه، تخوض معركة حاسمة ضد الإرهاب والتطرف، وتقف على خط الدفاع الأول في مواجهة هذا الخطر المشترك الذي لا يعرف وطناً أو ديناً. ونتطلع إلى تطوير التعاون والتنسيق مع أصدقائنا الألمان في هذا المجال الهام".
وقال السيسي: "يُسعدني أن أرحب بالمستشارة "أنجيلا ميركل" في القاهرة، حيث تحل اليوم ضيفة عزيزة على الشعب المصري، الذي طالما حمل مشاعر التقدير والإعجاب للشعب الألماني الصديق وللشخصية الألمانية التي تتميز بالجدية والالتزام وتقديس قيمة العمل". وأود هنا أن أشيد بصفة خاصة بإسهامات ألمانيا الممتدة في مسيرة مصر التنموية والاقتصادية، والتعاون العميق القائم بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية.
وأكد أن زيارة المستشارة "ميركل" تأتي اليوم بعد تحولات وأحداث كبيرة شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، وما عكسته من عزم الشعب المصري على إنفاذ إرادته، والحفاظ على هويته ومقدراته، وتحقيق أهداف أجياله الشابة في اللحاق بركب التقدم والتنمية. ولقد بدأت مصر بالفعل مسيرة جادة نحو بناء مستقبل مشرق لأبنائها، وهي مسيرة نتطلع فيها لدعم قوي من شركائنا التقليديين، وفي مقدمتهم ألمانيا.
واستطرد قائلا: "لقد عقدت اليوم مع المستشارة جلسة مشاورات بناءة ومثمرة، تطرقنا فيها لمختلف ملفات التعاون الثنائي والشراكة الاقتصادية القائمة بين بلدينا، حيث اتفقنا على تعزيزها وتطويرها في مجالات مختلفة. ويُسعدني في هذا الإطار أن أشيد بما تشهده العلاقات المصرية-الألمانية من طفرة في مختلف القطاعات، فضلاً عن قيام العديد من الشركات الألمانية بالمساهمة في المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها مصر حالياً، بالإضافة إلى التنسيق المستمر بين الجانبين على مختلف المستويات، سواء من خلال اللقاءات التي جمعت بيننا على مدى الفترة الأخيرة أو الزيارات المتبادلة والمتنوعة على المستوى الوزاري والتنفيذي، وهو ما يعكس قوة علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين والمبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر".
وقال السيسي: "أطلعت المستشارة ميركل أيضاً خلال مباحثاتنا على الخطوات التي اتخذتها مصر خلال السنوات الثلاث الماضية على صعيد تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، فعلى الصعيد السياسي، أشرت إلى ما انجزه الشعب المصري خلال فترة وجيزة في سبيل ترسيخ دعائم الدولة المدنية الحديثة، وإقراره لدستور متطور يحمي الحريات بشكل غير مسبوق ويحفظ لمصر هويتها، وكذا انتخاب برلمان متنوع يمثل جميع فئات المجتمع، بما يؤكد عزم مصر وحرصها على إعلاء سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وذلك بالتوازي مع جهود الحفاظ على أمن واستقرار البلاد والتصدي لتداعيات الوضع الإقليمي المتأزم. وعلى الصعيد الاقتصادي، استعرضت الخطوات والقرارات الجادة والشجاعة التي اتخذتها الحكومة في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي الجاري تنفيذه، وكذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع صندوق النقد الدولي من أجل دعم هذا البرنامج، فضلاً عن المشروعات التنموية العديدة التي يتم تنفيذها سعياً لتطوير البنية التحتية وتوفير فرص العمل والنهوض بالاقتصاد". وأود هنا أن أعرب عن تقديري لدعم ألمانيا لبرنامج مصر للإصلاح الاقتصادي والاتفاق الذي توصلت إليه مع صندوق النقد الدولي، وهو ما يؤكد متانة وقوة العلاقات الممتدة التي تربط بين البلدين.
موضحاً: "تطرقت مباحثاتنا كذلك إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسُبل التعاون لمواجهة التحديات الراهنة، ولا يخفي عليكم أن الظروف الإقليمية الحالية بالشرق الأوسط تلقي بظلالها على أمن واستقرار أوروبا والعالم بأسره، وهو ما يؤكد أهمية تعزيز التشاور بين البلدين وتنسيق الجهود من أجل المساهمة في التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالشرق الأوسط وإعادة الاستقرار إليه".
وفي نفس السياق، قال السيسي: "ناقشنا أيضاً سبل الارتقاء بأطر التعاون بين البلدين من أجل التعامل مع أزمة تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين".
ميركل والشأن المصري
ومن جانبها، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن مصر وألمانيا يربطهما تاريخ طويل وعلاقات خاصة، لافتة إلي أن مصر تلعب دورا هاما ومحوريا في المنطقة.
وأشارت - خلال المؤتمر الصحفي المشترك عقب مباحثاتها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي - إلي أنهما ناقشا العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي حيث يرافقها وفد اقتصادي كبير خلال زيارتها لمصر.
وقالت ميركل إن ألمانيا من أهم شركاء مصر "ولكن في مجال الاسثتمارات ليس لنا مكانة متقدمة لذا يسعدنا افتتاح المحطات الكهربية التي نفذتها شركة سيمنس الألمانية في مصر في وقت قصير بما يضمن توفير الكهرباء لنحو 45 مليون شخص".
وأشادت بما تم من تقدم بين مصر وألمانيا من أجل إبرام بروتوكول إضافي لتسهيل عمل المؤسسات السياسية الألمانية في مصر بما يفتح إمكانات جديدة للحوار بين وزارتي الخارجية وتعزيز التعاون التنموي بين الجانبين.
وأشارت إلي أن سيادة القانون أمر هام وأن مصر تواجه تحدي الإرهاب وأيضا ألمانيا.. وهو تهديد دولي وعلينا مراعاة تعددية المجتمع المدني لأنها تساعد علي مكافحة التطرف والإرهاب.
وأعربت عن أملها بالنجاح لمصر في جهودها فيما يخص دول الجوار وحل الملف الليبي وندعم هذه الجهود، لاسيما في ظل طول الحدود بين ليبيا ومصر وما يمثله ذلك من تهديدات إرهابية.
ولفتت إلى المصلحة المشتركة لوضع حد لهذه التهديدات ومراقبة الحدود البرية والسواحل البحرية.. و"مصر قامت بالكثير في الفترة الأخيرة ونتذكر غرق مائتي شخص من المهاجرين غير الشرعيين قبالة السواحل المصرية حيث لم يتكرر هذا الحادث نتيجة الجهود المصرية في هذا الشأن".
وأضافت ميركل أن مصر استقبلت 500 ألف لاجئي سوري وغيرهم من السودان ودول أخري، ولدينا مهمة مشتركة لتحسين أحوال اللاجئين المقيمين في مصر.
كما أشادت ميركل بالتزام مصر ببرنامج صندوق النقد الدولي وهو ما يشكل تحديا كبيرا للشعب المصري خاصة في ظل تحرير سعر الصرف.
ونوهت بأن ألمانيا تدعم مصر في تنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي، حيث قدمت ألمانيا 250 مليون دولار لدعم هذه البرامج وستوفر مبلغا آخر مماثل بداية العام المقبل ونقوم بمشاريع لتحسين أحوال اللاجئين في مصر.
وأشارت إلي أن ألمانيا تجاور مصر عبر حوض البحر المتوسط .
وشكرت الرئيس السيسي علي حفاوة الاستقبال، قائلة إن أمام البلدين إمكانات كبيرة لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات.
الشأن الليبي
وفي الشأن الليبي، قالت ميركل "علينا أن ننتقد الدول التي تدعم الإرهاب وأن نكشف خطط تمويل الإرهاب وعلينا أن نبذل جهدا مشتركا لمواجهة داعش بالجهد العسكري ولكن لا يمكن اعتباره السبيل الوحيد لذلك وأن نكتفي به.. والمنظمات الدولية قد تتأخر جهودها في هذا الشأن بسبب الصعوبات ولكن يجب أن تساهم كافة الدول في هذه النشاطات.. وأشكر السيسي علي جهوده مع الجزائر وتونس لدفع عملية السلام في ليبيا والتوصل إلي حل شامل يجمع كل الأطياف في ليبيا ووضع حد لانتشار الإرهاب هناك وهو هدف مشترك ولا يمكن لطرف التخلي عن هذه المسئولية".
كما قالت إن جهود السلام في ليبيا لم تفشل ولكنها خطوات أولي.. والأمور لا تتطور بسرعة وعلينا العمل بشكل مشترك علي إنجاح هذه الجهود ويجب إشراك كافة الفاعلين وأيضا أطراف أخري مثل تركيا وقطر بدعم من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
ولفتت إلى أن ألمانيا تساهم بشكل غير مباشر والمبعوث الخاص بليبيا - ألماني الجنسية "كوبلر" فتح الكثير من قنوات الاتصال.
سوريا غائبة
وأضافت أن المباحثات مع الرئيس السيسي لم تطرق إلي الوضع في سوريا ولكن تناولت العلاقات الثنائية والتعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.
دعوة للسيسي لقمة الـ20
وقالت ميركل إنها وجهت الدعوة الي الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة في قمة مجموعة العشرين مع رؤساء الدول الإفريقية لمساندة عملية التنمية الاقتصادية في إفريقيا بمبادرة من وزير التنمية الألماني، لافتة إلى أن هذه خطوة إضافية لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر.
وحول مكافحة الهجرة غير الشرعية وما يتردد عن مطالب بإقامة مخيمات في مصر لاستقبال اللاجئين على غرار الاتفاق الأوروبي التركي، قالت ميركل إن "التعاون في مجال الهجرة مع مصر متواصل وهناك عدد كبير من اللاجئين في مصر نسعى لتحسين أحوالهم ومساعدة مصر علي ذلك، وتوصلنا لنقاط ملموسة لدعم جهود مصر في حماية الحدود وهناك مقترحات مصرية لتقديم ألمانيا تجهيزات فنية خاصة في هذا المجال".
وأضافت ميركل أن ألف مصري في ألمانيا عليهم مغادرة ألمانيا وبعضهم عاد بشكل تطوعي والبعض تمت إعادته، مشيرة إلأى أنه "حاليا لا يتعلق الأمر بأشخاص غير حاملي الجنسية المصرية وإعادتهم إلي مصر.. ونسعى للتعاون لوضع حد للإتجار بالبشر وتسفيرهم إلى أوروبا عبر مصر وهو أمر غير موجود الآن".
فيما يخص حقوق الإنسان، أكدت ميركل علي إمكانات تحسين أنشطة المجتمع المدني.
وقالت "نتحدث مع مصر عن كل التباينات والأراء المشتركة.. وحققنا تقدما ملموسا فيما يتعلق بعمل المؤسسات الألمانية السياسية في مصر لصالح تحقيق المزيد من تعددية المجتمع المدني".
aXA6IDE4LjIxNy45OC4xNzUg جزيرة ام اند امز