"مسافة السكة".. رسالة جديدة للسيسي من قاعدة محمد نجيب العسكرية

لم تمض أيام على عودته من جولته الخارجية إلا وتوجه الرئيس المصري إلى قاعدة محمد نجيب العسكرية حاملا رسائل مرتبطة بالأمن القومي العربي.
5 سنوات مرت على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي داخل قصر الحكم بالقاهرة، غير أن كلمته الشهيرة "مسافة السكة" المرتبطة بالدعم المصري للأمن القومي العربي حاضرة بقوة في أكثر من مناسبة وإن لم ينطقها صراحة.
لم تمضِ أيام على عودته من جولته الخارجية بالولايات المتحدة وعدة دول أفريقية إلا وتوجه السيسي إلى قاعدة محمد نجيب العسكرية أكبر قواعد الشرق الأوسط الواقعة شمال مصر، بعد اتصال أجراه مع رئيس المجلس الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان ولقاء جمعه بالمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.
- السيسي للبرهان: مستعدون لتقديم كل سبل الدعم للسودان
- ترامب للرئيس السيسي: مصر حققت تطورات كبيرة في مكافحة الإرهاب
جولة ولقاء واتصال.. "تحركات ثلاثية" حملت مجموعة من الرسائل الرئاسية المصرية إلى المواطنين المصريين والعرب، تجسدت أبرز ملامحها في تفقده لما يعرف بـ"تفتيش الحرب" بالقاعدة العسكرية الأكبر في الشرق الأوسط.
رسائل مركزة
اللواء عادل العمدة مستشار أكاديمية ناصر العسكرية تحدث عن تفقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لأحد تشكيلات المنطقة الشمالية العسكرية في تدريب تفتيش الحرب بقاعدة محمد نجيب العسكرية، مؤكداً أنها زيارة تستهدف الوقوف على التطور الذي شهدته القاعدة بكل الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، ودرجة الاستعداد القتالي للقوات.
مجموعة من الرسائل وجهها السيسي إلى كل من المصريين والعرب بدول الجوار والأشقاء، مفادها بأن مصر لديها قدرات قتالية قوية قادرة على مواجهة كل من تسول له نفسه المساس بأمن شعبها واستقرارها أو الإضرار بالأمن القومي العربي، بحسب اللواء العمدة.
محلياً حملت زيارة الرئيس المصري للقاعدة العسكرية رسالة مزدوجة للمدنيين، وهي وجود قوات مسلحة قوية وقادرة على حفظ الأمن ومواجهة كل ما يهدد الاستقرار، وليس مطلوباً منهم سوى العمل والإنتاج والحفاظ على هذا المكتسب والتكامل معه، ثم للمقاتل عبر رفع روحه المعنوية ودعمه في موقع تدريبه.
وبين مشاهد الزيارة أعطى الرئيس المصري رسالة صريحة بأن جيش بلاده قادر على حماية الاستثمار الأجنبي، إضافة إلى قدرته على الارتقاء بالقدرات القتالية مصرياً وعربياً عبر تدريبات مشتركة.
جاهزية الجيش المصري
أما العقيد حاتم صابر، الخبير الاستراتيجي في شؤون الإرهاب الدولي، فيؤكد أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتفقده هذه القاعدة العسكرية يعيد تنشيط ذاكرة الشرق الأوسط بأن القوات المسلحة المصرية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي اعتداء صغُر أو كبُر حجمه بجميع المحاور الاستراتيجية.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أوضح العقيد صابر أن الرئيس المصري اعتاد بعد زياراته الخارجية أن يتفقد القوات العسكرية لبلاده كرسالة تأكيد على قدرة مصر لتأمين جميع حدودها الملتهبة في توقيت تخوض القاهرة حربا ضروسا على الإرهاب مستمرة دون هوادة منذ سنوات.
وربط بين زيارة السيسي لقاعدة محمد نجيب العسكري واستقباله لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر فور عودته أيضا من جولته الخارجية، وعكس هذا اللقاء حجم التنسيق العسكري المستمر مع ليبيا ضد أي قوى لها مصالح مضادة لمصالح الشعب الليبي.
ويزيح الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالي السوداني الستار عن حجم التنسيق بين القاهرة والخرطوم؛ للاطمئنان على دعم مصالح الشعب السوداني حتى لا يتطور الوضع إلى سيئ وتتدهور الأمور لتشبه دولا أخرى مجاورة.