«أكسيوس»: واشنطن تبدي استعدادها للتوسط من أجل لقاء بين السيسي ونتنياهو
قال مصدران مطلعان، أحدهما أمريكي والآخر إسرائيلي، لموقع "أكسيوس" إن واشنطن مستعدة للتوسط من أجل ترتيب لقاء بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
ولم يتحدث السيسي ونتنياهو منذ ما قبل حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبحسب "أكسيوس"، يعتقد مسؤولون أمريكيون أن على نتنياهو أن يقدم بادرة بالموافقة على صفقة غاز استراتيجية مع مصر واتخاذ خطوات أخرى لإقناع السيسي باللقاء.
ودخلت العلاقات المصرية الإسرائيلية حالة من الجمود تطورت لاحقاً إلى توترات على خلفية مزاعم إسرائيلية بشأن إغلاق القاهرة معبر رفح خلال عامَي الحرب على غزة.
ونفت مصر هذه المزاعم مراراً، ونظمت زيارات إلى المعبر لمسؤولين غربيين وأمميين، وتصدت لمحاولات إسرائيلية لتهجير سكان غزة إلى سيناء.
وقال مسؤول أمريكي لموقع "أكسيوس": "هذه فرصة هائلة لإسرائيل. بيع الغاز لمصر سيخلق ترابطاً متبادلاً، ويقرّب البلدين من بعضهما البعض، ويخلق سلاماً أكثر دفئاً".
وتدرس الولايات المتحدة مبادرات مماثلة تركز على الحوافز الاقتصادية في مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة بين إسرائيل ودول عربية مثل لبنان وسوريا، على ما أفاد "أكسيوس".
وتهدف الخطوات الأمريكية إلى كسر العزلة الدبلوماسية التي فُرضت على إسرائيل جراء الحرب على القطاع، وتأسيس نموذج جديد لتعامل الدولة العبرية في العالم العربي.
ويأمل المسؤولون الأمريكيون في تحقيق ذلك بالتوازي مع عملهم لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة والمضي قدماً في عملية السلام تلك.
وفي محادثات جرت مؤخراً، أخبر جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، نتنياهو أنه بعد الحرب، يتعين على إسرائيل أن تُظهر لدول المنطقة أن لديها ما تقدمه أكثر من مجرد أجندة سلبية، وفقاً لما ذكره مسؤول أمريكي لموقع "أكسيوس".
وشدد كوشنر على أن "دول المنطقة لا تريد التحدث عن إيران طوال الوقت، بل تريد استكشاف فرص الأعمال". وقال كوشنر إنه إذا أرادت إسرائيل الاندماج في المنطقة، فعليها العودة للتحدث بتلك اللغة.
وقال المسؤول الأمريكي: "أخبر جاريد بيبي (نتنياهو) أن إسرائيل بحاجة إلى تطوير عضلاتها في الدبلوماسية الاقتصادية وإشراك القطاع الخاص في عملية السلام".
ورأى المسؤول الأمريكي أن على إسرائيل الاستفادة من قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لديها، وموارد الغاز الطبيعي، وخبراتها في مجالات مثل الطاقة المتجددة والمياه في دبلوماسيتها الإقليمية.
واقترح كوشنر على نتنياهو أن يبدأ بمصر، التي كانت محورية في إنجاز اتفاق سلام غزة وقيادة الجهود التي أدت حتى الآن إلى إعادة 27 من أصل 28 من الرهائن المتوفين المحتجزين في غزة.
وقال مسؤول أمريكي: "لقد أظهر المصريون حقاً التزاماً بالمساعدة في غزة".
وبينما أخبر نتنياهو كوشنر برغبته في لقاء السيسي، فإنه لم ينخرط في الأمر بجدية، وفقاً لمصدر إسرائيلي ومسؤول أمريكي. كما أبدى الرئيس المصري فتوراً تجاه فكرة اللقاء.
وقال المصدر الإسرائيلي: "لم تكن هناك اتصالات هامة على المستوى الاستراتيجي بين البلدين خلال العامين الماضيين".
وسبق لنتنياهو أن تراجع عن تلبية دعوة، أمّنها ترامب، لحضور قمة سلام غزة التي عقدت في أكتوبر/تشرين الأول في شرم الشيخ بمصر.
وبحسب المصدر الإسرائيلي، فقد استقبل السيسي تراجع نتنياهو باستياء شديد.
وتقول المصادر إن المسؤولين الأمريكيين أخبروا نتنياهو بضرورة أن يكون لديه ما يقدمه للمصريين لكي تُعقد مثل هذه القمة.
وقد أبلغ المسؤولون الأمريكيون نتنياهو بضرورة الموافقة على صفقة الغاز وإعداد مقترحات اقتصادية أخرى من أجل تحقيق اللقاء مع السيسي.
ما يجب مراقبته: قال مصدر إسرائيلي ومسؤول أمريكي إن نتنياهو شكّل مؤخراً فريقاً يقوم بهدوء بإعداد مخرجات اقتصادية ملموسة لقمة محتملة مع السيسي.
وتضع مصر على رأس أولوياتها الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات بين إسرائيل وحماس، وتسليم إدارة القطاع إلى مجلس من التكنوقراط، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، والسماح بتدفق المساعدات وإطلاق عملية إعادة الإعمار.