السيسي: رواد الأعمال الشباب ثروة إفريقيا الحقيقية
كلمة ألقاها السيسي خلال جلسة رواد الأعمال بإفريقيا المنعقدة بمدينة شرم الشيخ.
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: إن الاقتصادات المتقدمة والنامية تهتم- على حد سواء- بدعم الابتكار ورواد الأعمال والشباب، لما لهم من مساهمة إيجابية في النمو الاقتصادي، حيث نشاهد كيف أن مجموعة من رواد الأعمال الشباب يقومون ببناء وتنمية شركات تصبح في وقت وجيز شركات عالمية تتجاوز قيمتها السوقية إجمالي الناتج المحلي لبعض الدول.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السيسي خلال جلسة رواد الأعمال بإفريقيا المنعقدة بمدينة شرم الشيخ.
وأكد السيسي أن رواد الأعمال حاضر ومستقبل قارتنا الغالية، أغلى ما نملك من ثروة، ومصدر الطاقة الذي لا ينضب، أؤكد لكم أنكم قادرون على أن تكونوا المحفز الأساسي للنشاط الاقتصادي، وتسهموا بفاعلية في توفير فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، التي تتطلع إليها شعوب هذه القارة.
وأضاف: أود هنا أن أؤكد ثقتي بقدرات شبابنا وإمكاناتهم الواعدة، لا سيما في ضوء أن نسبة مَن هم أقل مِن 25 عاماً في إفريقيا تصل إلى حوالي 60% من إجمالي سكان القارة، كما يتسع حجم السوق الإفريقية ليصل عام 2050 إلى 2.4 مليار نسمة، مما يترتب عليه أهمية تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص، لحشد كافة مواردنا وتحفيز وتنمية ريادة الأعمال في إفريقيا.
وشدد في هذا السياق على أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية على الساحة العالمية، وتعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة، حتى تستطيع إفريقيا اللحاق بركب الثورة الصناعية الرابعة.
وتابع: من هذا المنطلق فقد سبق وأن أعلنت خلال فعاليات منتدى شباب العالم في شهر نوفمبر الماضي، هنا في شرم الشيخ، عن تأسيس أول مركز إقليمي لرواد الأعمال في إفريقيا، ليكون بمثابة منصة للتعاون وتبادل الخبرات؛ لدعم ومساندة رواد الأعمال في القارة.
واستطرد الرئيس المصري في كلمته قائلا: إن أولويتنا هي دعم رواد الأعمال، خاصة مَن يقدم حلولاً جديدة ومبتكرة للتصدي للتحديات التي تواجه القارة في شتى القطاعات؛ كالتعليم والصحة والخدمات الأساسية، والتي يجب تقديمها لجميع فئات المجتمع وبتكلفة اقتصادية وفقاً لأعلى معايير الجودة.
وفي مصر، نواصل بذل أقصى الجهد لدعم ومساندة رواد الأعمال والشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة والمستثمرين الشباب، حيث قمنا بتنفيذ عدد من البرامج والمبادرات، أهمها:
أولاً: تحفيز ريادة الأعمال من خلال التركيز على التعليم والبحث العلمي، وتطوير مناهج التعليم لإكساب الطلاب القدرة على الإبداع والابتكار وتطوير الذات؛ لمواكبة التطورات على الساحة العالمية، وكذلك دعم الجامعات ومراكز البحث العلمي لتحويل الأبحاث والدراسات وتطبيقاتها إلى فرص استثمارية.
ثانياً: تقديم التمويل وبرامج بناء القدرات لرواد الأعمال والمستثمرين الشباب وخلق بيئة أعمال تمكنهم من بناء شركات سريعة النمو، وذلك من خلال مبادرة البنك المركزي المصري لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، من خلال توفير تمويل ميسر، وبرنامج مصر لريادة الأعمال الذي يقدم الدعم المالي والفني للشركات الناشئة ورواد الأعمال عن طريق المشاركة في المخاطر مع الشباب، وقد تم تأسيس أكبر حاضنة أعمال في إفريقيا من خلال هذه المبادرة.
ثالثاً: تحسين البيئة التشريعية وتقديم الدعم المؤسسي، حيث نص قانون الاستثمار الجديد لأول مرة على دعم الدولة للشركات الناشئة والمشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة لتمكين الشباب وصغار المستثمرين، وتشجيع ريادة الأعمال، كما تم إصدار تشريعات وقوانين جديدة تتواكب مع التطورات الاقتصادية مثل قانون التراخيص الصناعية، وخدمات الدفع الإلكتروني، وتعديل قانون الشركات، بما يسهم في تقدم وازدهار بيئة الأعمال في مصر.
وبالإضافة إلى ما سبق، تم كذلك تأسيس مراكز خدمات رواد الأعمال في كافة محافظات مصر؛ بهدف مساعدة الشركات الناشئة من خلال تقديم خدمات تأسيس الشركات وغيرها من الخدمات الحكومية، فضلاً عن تقديم البرامج التدريبية وورش العمل، وتقديم الدعم الفني والقانوني، وتقديم المعلومات حول مصادر التمويل المختلفة وطرق الحصول على التمويل.
وخاطب السيسي شباب إفريقيا الواعد قائلا: أنتم مستقبل هذه القارة، وميزتها التنافسية.. أنتم مصدر ثروتها الحقيقي وأملها في غد أفضل.. نؤكد دعمكم ومساندتكم.. ونعتمد عليكم لتحقيق طموحاتنا جميعاً في المستقبل الذي نرجوه لقارتنا الغالية.