السيسي في باريس الاثنين بملفات يتصدرها الإرهاب وقطر
السيسي يصل باريس الإثنين في مستهل زيارة تستمر ليومين يسعى خلالها لتعميق علاقة بلاده بفرنسا في ظل قيادة ماكرون
في لقاء هو الأول منذ وصول إيمانويل ماكرون إلى قصر الإليزيه، تجمع قمة مصرية فرنسية الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الفرنسي في العاصمة باريس التي زارها الرئيس المصري مرتين خلال الأعوام الثلاثة الماضية، توجت بصفقات تسليح غير مسبوقة وتعزيز العلاقات الاقتصادية، في ظل قيادة فرانسوا أولاند.
ويبدأ الرئيس السيسي يوم غد الإثنين زيارة تستمر ليومين يلتقي خلالها ماكرون لبحث ملفات ثنائية وإقليمية، إلى جانب استكمال ملف التعاون العسكري الذي كانت آخر تطوراته تسلم مصر فرقاطة فرنسية من طراز "جوويند".
ويختبر الرئيس المصري خلال الزيارة المرتقبة الشراكة العميقة بين بلاده وفرنسا في ظل قيادة ماكرون.
وأبرمت فرنسا عدة اتفاقات عسكرية كبرى مع مصر منها بيع 24 طائرة رافال مقاتلة وفرقاطة متعددة المهام وبارجتان ميسترال في عقود تقارب قيمتما 6 مليارات يورو، حسب تقديرات لرويترز.
وقالت الرئاسة الفرنسية في إشارة إلى زيارة السيسي بين 23 و25 أكتوبر/ تشرين الأول: "هذا الاجتماع الأول.. سيمكنهما من بحث موضوعات تهم الجانبين مثل الأزمات الإقليمية والحرب على الإرهاب وأيضا وضع حقوق الإنسان الذي تهتم فرنسا به بشدة".
ووثقت القاهرة وباريس علاقاتهما الاقتصادية في السنوات القليلة الماضية، وتعززت هذه العلاقة مع قلق الجانبين من الفراغ السياسي في ليبيا والتهديد الذي تشكله التنظيمات الإرهابية.
وطرحت توقعات من سياسيين فرنسيين، ومتابعين للزيارة، بعض الملفات المطروحة، حيث كانت هناك إشارة إلى أن الأزمة القطرية ستكون حاضرة في مباحثات ملف مكافحة الإرهاب، وأن السيسي يحمل رسالة عربية خليجية حول دور الدوحة في دعم الإرهاب بالعالم، وزعزعة استقرار المنطقة، فضلاً عن ملفات ثابتة تتعلق باستكمال التعاون العسكري بين البلدين، الذي كلل بالنجاح في صفقات الميسترال والرافال، فضلاً عن العلاقات المتعلقة بالملفين الليبي والسوري، والعلاقات الاقتصادية والاستثمارية.
وقال مستشار الرئيس إيمانويل ماكرون في الحملة الانتخابية، أحمد شمس الدين، وهو مستشار بالحزب الحاكم "فرنسا إلى الأمام"، إن أهمية الزيارة تكمن في أن مصر دولة محورية بالشرق الأوسط، ومن الممكن أن تؤدي دورا على الصعيد الاقتصادي، وفي مجال مكافحة الإرهاب مع فرنسا.
وأشار شمس الدين إلى محورية ملف سوريا على مائدة مباحثات القمة المصرية، حيث تسعى فرنسا لتشكيل وحدة اتصال لدفع العملية السياسية والاستفادة من انخراط القاهرة في ملف التهدئة.
وأضاف شمس الدين قائلا لـ"بوابة العين" الإخبارية إن التبادلات الاقتصادية بين البلدين، حاضرة بقوة على طاولة السيسي وماكرون، إلى جانب بحث تطوير التعاون المعلوماتي في الحرب على الإرهاب.
من جانبه، رأى رئيس النادي الفرنسي المصري في باريس، مختار العشري، أن الملف الليبي يأتي في صدارة المباحثات، في ضوء قلق فرنسا المتنامي من الهجرة غير الشرعية وتسلل المهاجرين إلى أوروبا عبر الساحل الليبي.
القيادي في حزب الجبهة الوطنية المعارض في فرنسا، جان مسيحة، يشير من جهته إلى أهمية اللقاء في ظل خسائر تنظيم داعش المتتالية وقرب الإعلان عن هزيمته كليا ما يستدعي مقاربة لرؤية البلدين لمستقبل المنطقة ما بعد داعش.
وقال مسيحة لـ"بوابة العين" إن المباحثات حول قضايا الإرهاب ستشمل أيضا طرح الرؤية المصرية والعربية للأزمة القطرية.
المحلل السياسي الفرنسي، أنطوان شاربنتيه، لفت بدوره إلى أن المباحثات المصرية الفرنسية ستتناول أيضا جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط خاصة بعد أن أدت القاهرة دورا بارزا في تحقيق المصالحة الفلسطينية والتي قادت إلى عودة الحكومة الفلسطينية إلى قطاع غزة.
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg جزيرة ام اند امز