خبراء لـ" بوابة العين": توجهات السيسي تمنح الرئيس السادات نجمة الكونجرس
تكريم أمريكي وشيك للرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بعد 100 عام على ميلاده، و40 عاما على توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية
100 عام على ميلاد الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات و40 عاما على توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، بالتزامن مع هاتين المناسبتين، قرر الكونجرس الأمريكي إقامة حفل لحشد تأييد أعضائه لمشروع قانون يمنح اسم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات نجمة الكونجرس الذهبية، وفقا لما صرح به المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد.
مشروع القانون يحظى بتأييد واسع في مجلس الكونجرس، ومن قبل تأييد الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حيث بلغ عدد مؤيديه 138 نائباً في مجلس النواب، و31 عضواً في مجلس الشيوخ، وذلك وفقا لما نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
- مطالبات للكونجرس برفض أية اجتماعات مع تنظيم الإخوان الإرهابي
- المعونة الأمريكية لمصر.. 3 تحفظات وتقارير مسمومة تفسد بوصلة الكونجرس
الأعضاء المشاركون في الحفل، كلماتهم التي ألقوها عكست حجم التقدير الذي يكنونه للرئيس المصري الراحل، وما تميز به من شجاعة نادرة، ورؤية متطورة، ونظرة شاملة أسهمت في تحويل مجرى الأحداث، كما صنعت تاريخا جديداً لمنطقة الشرق الأوسط.
وأسهب الأعضاء في الحديث عن أهمية الدور الذي تضطلع به مصر كمحور للاستقرار وتعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين أهمية تعزيز علاقات الشراكة والتعاون القائمة بين مصر والولايات المتحدة بما يخدم مصالح الطرفين، خاصة في ظل ما تتمتع به مصر من ثقل في العالمين العربي والإسلامي، فضلا عما أثبتته على مدار العقود الماضية من أنها شريك مهم وحيوي يمكن الاعتماد عليه.
لماذا بعد 40 عاما ؟
يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الميدالية ليست وساما ملموسا كما يعتقد البعض، وإنما هي شهادة تقدير تنشر في القنوات الإعلامية لمؤسسة الكونجرس الأمريكي وموقعه الرسمي، وهي تكريم معنوي بالدرجة الأولى، من المقرر أن يتم منحه لاسم الرئيس المصري الراحل في هذا التوقيت لعدة أسباب.
ويوضح فهمي في تصريح خاص لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن الاحتفالات المصرية بذكرى نصر أكتوبر هي فرصة جيدة بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية لتكرم فيها اسم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات الذي تنظر له على أنه صانع السلام في المنطقة العربية، باعتباره الرجل الذي غيّر رؤية الصراع العربي الإسرائيلي.
ويقول إن االتكريم له شق آخر يتعلق بالرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، فالكونجرس هنا يعي ما يفعل، ويشير إلى أن الرئيس الحالي قد يكرر ما فعله السادات، ويصنع مرحلة جديدة من السلام العربي الإسرائيلي، حيث تجد الولايات المتحدة الامريكية نفسها أمام رئيس مصري جديد يخاطب الإسرائيليين بلغة السلام أيضا، ويحرص على أن يستمر هذا الهدوء المصري الإسرائيلي الذي دام لـ40 عاما مضت.
ويشير فهمي إلى أن مجموعة داعمي مصر أو أصدقاء مصر في الكونجرس لها دور كبير فيما يجري الآن داخل أروقة المؤسسة الأمريكية بشكل إيجابي نحو مصر.
ومن جانبه، يقول الدبلوماسي المصري جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية السابق، إن الاحتفاء الأمريكي باسم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، وإن جاء مُتأخرا إلّا أنه يعكس قوة العلاقات المصرية الأمريكية في الوقت الراهن برغم كل ما يثار من أحاديث لها علاقة بوقف أو تعليق المعونة الاقتصادية المقدمة لمصر من الجانب الأمريكي.
وأضاف في تصريح خاص لـ"بوابة العين": كما يؤكد الإجراء التكريمي أن الدبلوماسية المصرية تنجز مهامها بدقة بالغة وبحنكة دبلوماسية تمكنها من السير بالعلاقات مع الدول إلى الأمام دائما، وإن كانت هذه الجهود قد وجدت معارضين لها في السابق، إلا أن كل مكسب تحققه يقلل من عدد معارضيها في السابق.
ميدالية الكونجرس الذهبية
ووفقا لمصادر تاريخية فإن ميدالية الكونجرس الذهبية التي تسمى بالإنجليزية Congressional Gold Medal، هي أرفع الجوائز التي يمنحها الكونغرس الأمريكي، وواحدة من أرفع الجوائز المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب وسام الحرية الرئاسي.
منحت الميدالية لأول مرة من قبل المؤتمر القاري في 25 مارس 1776 إلى الجنرال ورئيس الجيش القاري، جورج واشنطن.
حتى أواسط القرن التاسع عشر انحصر نيل الجائزة بالأساس على قادة عسكريين ممن أسهموا في حروب ومعارك الولايات المتحدة، خاصة حرب الاستقلال، وحرب 1812 والحرب المكسيكية الأمريكية.
في عام 1858 منحت الجائزة إلى الطبيب البريطاني فريدريك روز، مكافأة له على مده يد العون إلى البحارة الأمريكيين، في سابقة من نوعها؛ حيث كان أول من يحظى بالميدالية من خارج القوات المسلحة الأمريكية.