أمين عام مؤتمر العامية بالقاهرة: مصر معين لا ينضب من الشعراء
مؤتمر العامية المصرية تضمن العديد من الفعاليات والندوات، بحضور مجموعة كبيرة من شعراء العامية والمعنيين بالإبداع الشعري بشكل عام.
اختتمت، الإثنين، فعاليات مؤتمر العامية المصرية التي استمرت لمدة 4 أيام وشهدت العديد من الفعاليات والندوات، بحضور مجموعة كبيرة من شعراء العامية والمعنيين بالإبداع الشعري بشكل عام، والذي أكد في نهاية فعالياته، الشاعر سعيد شحاته، أمين عام المؤتمر، على أن مصر معين لا ينضب من الشعراء.
وقال الشاعر سعيد شحاتة، أمين عام المؤتمر والمشرف العام على أنشطته، إن الدورة الحالية هي الثانية لهذا المؤتمر القائم بشكل كامل على الجهود الذاتية، مؤكدا أن ذلك ليس بسبب التقصير من أي جهة ثقافية رسمية، وإنما كان لرغبته في عدم الطلب من الهيئات والكيانات الثقافية الرسمية القيام بأي شيء.
وأوضح شحاتة، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الهدف الرئيسي من المؤتمر هو اطلاع الأجيال على منجز شعر العامية المصرية بشكل عام، مضيفًا: "المؤتمر يسعى أيضًا لإعادة طرح منتج الرواد الراحلين من خلال ندوة عن كلّ رائد، يتحدّث فيها مجموعة من النقاد والمبدعين، إلى جانب عرض فيلم تسجيلي أو الاستماع إلى نماذج من إبداعاته، وتكريم أحد رموز العامية المصرية الذين ما زالوا على قيد الحياة".
وناقش المؤتمر خلال أيامه تجارب شعراء العامية الراحلين بيرم التونسي، وفؤاد قاعود، وزكي عمر، والتي دارت حولها الجلسات النقاشية والبحثية، بالنظر لكون هذه الأسماء أصحاب مشاريع شعرية ضخمة تستحق التوقف عندها.
وفي يومه الثالث، وأثناء مناقشة أعمال الشاعر المصري زكي عمر بواسطة الفنان التشكيلي الدكتور أحمد الجنايني، انطلقت بعض الدعوات من الحضور بضرورة جمع أشعار الشاعر الراحل، والذي توفي غريبا عن وطنه، وبالفعل كانت الاستجابة فورية من الشاعر عماد قطري الذي تعهد بجمع أعمال الشاعر وإصدار الأعمال الكاملة الخاصة به، بعد تشكيل لجنة تقوم بحصر أعمال هذا الشاعر الذي توفي خارج بلاده.
وشهد آخر أيام المؤتمر، مناقشة تجربة الشاعر الراحل طاهر البرنبالي الذي رحل عن عالمنا العام الماضي، وتحدث في الجلسة البحثية عن تجربته الإبداعية كل من الدكتور مدحت الجيار، والدكتور سامي البلشي، والشاعرة شريفة السيد، والشاعر عماد علي قطري وأدراها الشاعر سعيد شحاتة.
كما تضمن البرنامج فقرات فنية وإبداعية ثابتة على مدار الأيام الـ4، مثل فقرة "تجربتان" والتي يتحدث فيها شاعر وشاعرة من شعراء العامية المصرية عن تجاربهم ومنجزهم الإبداعي، وفي فقرة تجربتان خلال اليوم الأخير تحدث كل من الشاعر خالد محمود والشاعرة وفاء المصري.
وحضر الافتتاح العديد من الشعراء والأكاديميين، مثل الدكتور أحمد الجنايني مدير أتيليه القاهرة، والدكتور يسري العزب، وهو من النقاد الذين قدموا يد العون وأضاءوا الطريق أمام العديد من الشعراء في بداياتهم.
وأكد الشاعر سعيد شحاتة أن المؤتمر مثلما كان معنيًا بتكريم الكبار من شعراء العامية المصرية الراحلين، أو الذين لا يزالون على قيد الحياة، فإنه كذلك معنيًا بشكل أساسي بعرض تجارب العديد من الشعراء الشباب الذين سيطرت أسماؤهم على معظم ندوات المؤتمر.
وقال: "إننا ونحن نضع مثل هذه البرامج نكتشف دائمًا أن مصر معين لا ينضب، فيها شعراء كبار وبكثرة، فضلًا عن الشعراء الشباب الذين يقدمون منتجا فارقا، وأزعجنا جدا أن يتم اختزال هذا الكم الهائل من التجارب العظيمة في برامج "التوك شو" في اسم أو اسمين يقدَّمون باعتبارهم رموز العامية المصرية، وهذا خطأ فادح وظلم بيّن، وإجحاف وقتل متعمد لمثل هذه النماذج الجادة".
وأكد شحاتة أنه من الضروري أن تُفتح أبواب المؤسسة الثقافية في كل ربوع مصر لمثل هذه المؤتمرات وتغطيتها بالشكل الذي من خلاله يمكن للمجتمع التعرف على الوجه الحقيقي للإبداع المصري.. هذا ليس في العامية فقط، أتمنى أن يكون في كل المجالات.