تغيير طفيف في طول اليوم.. الزلازل تكشف عن سر في باطن الأرض
تخيل أنك في حديقة ترفيهية، وهناك عجلة "فيريس" عملاقة، فعادة، تدور بسرعة ثابتة، ولكن في أحد الأيام، لاحظت أنها تتحرك ببطء أكثر من المعتاد، وللتحقق من ذلك، كان عليك أن تقرر قياس سرعتها في أوقات مختلفة.
بالمثل، يحاول العلماء من جامعة جنوب كاليفورنيا، فهم كيفية تحرك اللب الداخلي للأرض (كرة صلبة من الحديد والنيكل)، بالنسبة لسطح الكوكب، وكشفوا عن نتائج غير متوقعة في دراسة نشرت بدورية "نيتشر".
وفي السابق، كان يُعتقد أن اللب الداخلي يدور بشكل أسرع من سطح الأرض، ويهدف البحث الجديد إلى تحديد ما إذا كانت هذه السرعة قد تغيرت مع مرور الوقت.
وكانت الوسيلة التي لجأ لها الباحثون هي الزلازل، حيث تنتقل الموجات الزلزالية عبر الأرض وتوفر معلومات حول بنيتها الداخلية، ولذلك قام العلماء بوضع أجهزة قياس الزلازل في جميع أنحاء العالم لالتقاط هذه الموجات.
واستخدم الباحثون بيانات من الزلازل المتكررة، والتي تحدث في نفس الموقع وتولد أنماط مماثلة من الموجات الزلزالية، وهذا سمح لهم بإجراء مقارنات دقيقة مع مرور الوقت.
وللحصول على صورة كاملة، لم يستخدموا البيانات الحديثة فحسب، بل استخدموا أيضا البيانات القديمة، حيث قاموا بتحليل البيانات الزلزالية الناتجة عن الزلازل المتكررة بين عامي 1991 و2023، كما استخدموا بيانات من التجارب النووية التي أجريت في السبعينيات، والتي قدمت أنماطا إضافية للموجات الزلزالية من أجل إجراء المقارنة.
ومن خلال مقارنة بيانات الموجات الزلزالية مع مرور الوقت، لاحظ الباحثون أن المعلومات التي قدمتها تشير إلى أن اللب الداخلي كان يتحرك بشكل أبطأ من ذي قبل، وجدوا أنه بدأ في التباطؤ حوالي عام 2010.
واقترح الباحثون أن تباطؤ النواة الداخلية يرجع إلى التفاعل مع النواة الخارجية السائلة المحيطة بها، والتي تولد المجال المغناطيسي للأرض، وتأثيرات الجاذبية من الوشاح الصخري الكثيف أعلاه.
وقال الباحثون إن هذا التغيير في حركة النواة الداخلية يؤدي إلى تغيير طفيف في طول اليوم على الأرض، بأجزاء من الثانية، وهو أمر غير محسوس تقريبا بسبب التغيرات الطبيعية الأخرى.