تمرد في الأسر.. حكايات 200 فتاة نيجيرية في قبضة "بوكو حرام"
رفضت الفتاة النيجيرية نعومي أدامو استبدال زيها المدرسي الأزرق بآخر أسود فيما كانت بقبضة تنظيم بوكو حرام الإرهابي.
الرفض الذي ألهم زميلاتها في الأسر ومنحهم القدرة على تحمل مأساة السقوط في قبضة أحد أكثر الجماعات الإرهابية دموية وقسوة، عام 2014 محور كتاب جديد من المقرر أن يصدر قريبا بعنوان "أعيدوا فتياتنا".
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الكتاب المقرر نشره في أوائل الشهر المقبل، سيكشف حقيقة حياة أكثر من 200 فتاة اختطفن من مدرسة في مدينة شيبوك، تم احتجازهن كرهائن في واحدة من أكثر عمليات الاختطاف الجماعي شهرة في العقود الأخيرة.
وقال جو باركنسون، المؤلف المشارك للكتاب: "أردنا أن نحكي قصة نجاة هؤلاء النساء، وسبب تأخر عملية تحريرهن، والذي بني على مئات المقابلات مع الطلاب وأفراد الأسر والجنود السابقين والمسؤولين والجواسيس وغيرهم من الأفراد الذين شاركوا في العملية".
من بين هؤلاء الطالبات أدامو، التي بدأت مقاومة المتطرفين عندما طلبوا من الطالبات استبدال زيهن المدرسي بملابس سوداء تغطي أجسامهم بالكامل، حيث رفضت الفتاة البالغة من العمر 24 عامًا التخلي عن زيها الأزرق، وخاطرت بالتعرض للضرب أو ما هو أسوأ، وبدأت في كتابة يومياتها.
اليوميات التي سجلتها، والتي اصطحبتها معها عقب فرارها من الغابة وفرت الكثير من المواد الخام للكتاب.
وكان تمردها سببا في قوتها، عندما أخبرها خاطفوها في بوكو حرام أنها ستواجه القتل إذا لم تتحول إلى الإسلام وتتزوج بأحد إرهابييهم، رفضت ونالت عقابها.
لكن خاطفيها لم ينفذوا تهديدهم وبدل من قتلها حُكم عليها ومن اتبعها من الفتيات بالعمل الشاق.
بحلول منتصف عام 2015، تبدد خوف أدامو وصديقاتها المقربات ما ألهم غيرهن من الفتيات بالمقاومة.
وقالت أدامو "صرت قائدة للفتيات لأنني كنت الأكبر بينهن وكنت الأكثر عنادًا. أرادت جماعة بوكو حرام جعلي مثالا لأنهم علموا أن الفتيات الأخريات يستمعن إلي - ضربوني وضايقوني وهددوني بالقتل، لكنني أخبرتهم أنه حتى لو انطبقت السماء على الأرض لن أتزوج".
وسرعان ما بدأ عدد من الرهائن في التمرد بشكل علني ورفضن إطاعة الأوامر وتعرضن للضرب بشكل متكرر لكن غناء الترانيم بهدوء أعانهن في مقاومة قبح جلاديهم.
فصلت مجموعة صغيرة من الطالبات الأكثر تحديا، وأطلق قادة بوكو حرام الغاضبون على آدامو لقب "كبيرة الكفار".
وتقول أدامو "عندما أدركوا أننا لا نرتدي الحجاب مثل الفتيات الأخريات، قاموا بضربنا وقالوا إنهم سيقطعون رؤوسنا. جعلونا نرتدي الحجاب ونصلي، لكننا رأينا الكثير من القتلى، ولم نعد نخشى الموت".
وعندما حاولت بوكو حرام تجويع الأخريات وإجبارهن على الطاعة، ساعدت أدامو في تنظيم إمدادات سرية من الأرز لإطعام الفتيات المقاومات. نجح هذا التكتيك، وبدأ المزيد والمزيد من الطالبات في معارضة التنظيم المتطرف.
وفي محاولة لإنقاذ الفتيات عمل فريق من المتطوعين النيجيريين بقيادة دبلوماسي في وزارة الخارجية السويسرية للتوصل إلى اتفاق لتحرير الطالبات. وفي أكتوبر 2016، تم إطلاق سراح الدفعة الأولى المكونة من 21 طالبة مقابل حفنة من كبار مقاتلي بوكو حرام. وبعد سبعة أشهر، أطلق سراح 82 أخريات. لكن ما لا يقل عن 40 فتيات لقين حتفهن في الغابة. فيما تزال العشرات هناك.
وكانت أدامو من بين الناجيات.
ولا تزال أدامو تعيش في شمال نيجيريا وتطمح في تكوين عائلتها الخاصة وتأسيس عمل خاص بها، لكنها ما زالت غير آمنة. فمنذ اختطاف طلاب تشيبوك، اختطفت بوكو حرام أكثر من 10000 فتى لتجنيدهم كمقاتلين بالإضافة إلى عدد مماثل من الفتيات والنساء، الذين استُغلوا للحصول على طلبات فدية أو إجبارهن على الزواج.
aXA6IDMuMTUuMTQuMjQ1IA== جزيرة ام اند امز