خطة مسمومة.. كيف ينشر الإخوان "الإرهاب الإلكتروني" بمصر؟
لا تتوقف محاولات تنظيم الإخوان الإرهابي من أجل إسقاط الدولة المصرية، ونشر الفوضى داخل المجتمع.
وبعد فشل جميع المخططات الإخوانية، ونجاح الأجهزة الأمنية المصرية في إحباط العمليات الإرهابية، اعتمد التنظيم على سلاح آخر وهو "اللجان الإلكترونية" وما بات يعرف بـ"ذباب الإخوان".
وجند التنظيم الإرهابي كتائب إلكترونية في محاولة لضرب الاستقرار، تستهدف بشكل أساسي الوعي المجتمعي والنظام السياسي، من أجل خلق فوضى عادة ما تشكل في أدبيات الجماعة، قاعدة أساسية تمنحها موطئ قدم بمفاصل الدولة.
إسقاط الدولة
الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي منير أديب، كشف تفاصيل عمل اللجان الإلكترونية التابعة للإخوان التي تستخدمها ضد الدولة المصرية منذ سقوط التنظيم الإرهابي في 30 يونيو/حزيران 2013.
وقال أديب، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن لجان الإخوان الإلكترونية هي السلاح الذي يستخدمه التنظيم لنشر الشائعات ومحاولة إسقاط الدولة، وردع الخصوم، وكل من يختلف معهم.
وأكد أن "اللجان تسعى بشكل دائم إلى التشكيك في إمكانيات ومسارات ومشروعات الدولة، وإلصاق الاتهامات بها، بهدف اغتيال شخصية الدولة حتى لا تكون هناك ثقة بين المواطن والدولة".
وأبرز "أديب" أن الإخوان يديرون حاليا المعركة ضد الدولة وخصومهم السياسيين والإعلاميين والباحثين عبر سلاح الإعلام، وجزء من هذا السلاح؛ اللجان الإلكترونية الموجهة والتي تعتمد في حقيقه الأمر على معلومات مغلوطة ومزيفة.
وتابع: "اللجان بمثابة سلاح الإخوان في مواجهة الدولة، بعد فشل العمليات الإرهابية بسبب يقظة الأجهزة الأمنية".
تدار من لندن
وكشف عن أن تلك اللجان تتبع قسم الرصد والمتابعة التابعة باللجنة الإعلامية للتنظيم الدولي للإخوان والتي تدار من العاصمة البريطانية لندن في وظيفة أساسية تسمى عضو لجنة إلكترونية برواتب ثابتة.
ونبه إلى أن اللجان يشرف عليها محمود الإبياري الذي يمثل الذراع اليمنى لأمين عام التنظيم الدولي والقائم بأعمال المرشد إبراهيم منير.
وتطرق الباحث في شئون حركات الإسلام السياسي إلى آلية عمل اللجان الإلكترونية، قائلا: وظيفة اللجان هو القيام برصد لكل ما يكتب عن الإخوان وما يعرض على الشاشات وداخل مواقع السوشيال ميديا، علاوة متابعة عدد من الباحثين العاملين في قراءة وكشف التنظيمات المتطرفة، والإعلاميين ومن يؤيدون الدولة ومسارها وسياساتها.
وأضاف: "يجري إعداد التقارير اللازمة بعد عملية الرصد والمتابعة تلك من أجل اتخاذ قرارات بعينها لها علاقة بملاحقة الخصوم، ومحاولة تشويههم واغتيالهم معنويا، والرد على الانتقادات التي تلاحق التنظيم، وقد تكون تلك الانتقادات مؤشرا لهم في اتخاذ سياسات جديدة مختلفة، أو أكثر عنفا".
100 إخواني باللجان
ووفقا لما وصفها بـ"معلومات مؤكدة"، نوه "أديب" بأن "اللجان التي يعمل بها نحو 100 شخص على مدار الساعة، وعادة ما تعتمد على الشائعات و المعلومات المغلوطة".
ونبه الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي أن هناك أعدادا كبيرة من شباب الإخوان يعملون بشكل تطوعي دون وظيفة، حيث يعتبرون أن ما يقومون به عمل جهادي على السوشيال ميديا.
ودلل "أديب" على أن اللجان الإلكترونية استغلت حادث السير الذي تعرض له الإعلامي عمرو أديب مؤخرا، وبدأت في توجيه جمهور وسائل التواصل الاجتماعي ليس فقط للشماتة في الإعلامي، بل محاولة تشويهه، والهجوم عليه.
ومن جهته، قال معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن "ذباب الإخوان عبر لجانهم الإلكترونية يستهدفون القيادات السياسية، ومؤيدي الدولة، والباحثين لإخافتهم ومحاولة ردعهم عن كشف زيف الفكرة (الإسلاماسية)"، مضيفا: "يعتمد الإخوان على المتاجرة بالإسلام على غير مراد الإسلام".
وأكد عبر حسابه على تويتر أن "الإرهاب الإلكتروني كالإرهاب الجنائي لا يلتزم بتعاليم الإسلام".
وبحسب تقرير مصري رسمي صدر في وقت سابق، "فإن 2020 كان من أكثر السنوات استهدافاً للبلاد بالشائعات على مدار الأعوام الستة الماضية، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الكتائب الإلكترونية".
وأظهر تقرير صادر عن مجلس الوزراء المصري أنه "في عام 2020، زادت الشائعات مقارنة بالسنوات الست الماضية، بنسبة بلغت 29.9 %، فيما قدرت بـ 26.1 % في 2019، و16.9 % في 2018، و12.2 % في2017، و8.5 % في 2016، و4.1 % في 2015، و2.3 % في 2014.
وكشف التقرير أن قطاع الاقتصاد كان أكثر القطاعات استهدافاً خلال "يناير/كانون الثاني" بنسبة 20.3 %، بينما احتلت "الصحة" الصدارة على مدار الأشهر الستة التالية.
ووفق التقرير نفسه، فإن نسبة عدد الشائعات المتعلقة بجائحة كورونا بلغت 51.8 % من إجمالي عدد الشائعات.
وكان الإعلامي والكاتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى، قد أكد في تصريحات إعلامية أن جماعة الإخوان كانت سببا رئيسيا في ارتفاع الشائعات منذ 2014 حتى الآن.
وأكد عيسى أن خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان هو أول من ابتدع وشكل اللجان الإلكترونية واستخدمها لخدمة مصالح وأهداف الجماعة".
ويقول مراقبون إن "الحل الأمثل لمواجهة الشائعات ودعاية الإخوان الباطلة يكون بنشر الحقائق وتفنيد أكاذيب الإخوان وأبواقهم، وأن تقوم المؤسسات الإعلامية والحقوقية بدورها المنوط بها في هذا الشأن".