قناصة العراق وداعش.. "قط وفأر" معركة الموصل
القناصة العراقيون يقولون إن دورهم مؤثر في معركة الموصل.
عبر منظار بندقية القنص، التي يحملها المقدادي الساعدي، بدا أفق الموصل المدمر جلياً، لكن قناصة تنظيم داعش الإرهابي الذين كان يترصدهم لم يكن لهم أي أثر.
لم تمر سوى ساعات على إعلان القوات العراقية أنها رفعت علم البلاد فوق مبنى المحافظة في الموصل، يوم الثلاثاء، في أعقاب غارة ليلية جسورة في إطار حملتها لطرد التنظيم الإرهابي من الشطر الغربي من المدينة.
غير أنه في وقت لاحق من ذلك اليوم كان قناصة التنظيم لا يزالون نشطين في المنطقة ويزعجون القوات الحكومية.
وعلى سطح مبنى قريب اتخذ قناصة عراقيون موقعهم وقد تناثرت حولهم فوارغ الأعيرة النارية والفرش الأسفنجية يترقبون أن يعلن عدوهم عن نفسه.
وقال الساعدي، الذي يقود وحدة قناصة ضمن فرقة الرد السريع العراقية: "يختبئون منا كما نختبئ منهم تماماً".
وفي وقت يبدي فيه تنظيم داعش الإرهابي، الأقل عدداً وعدة، مقاومة شرسة دفاعاً عن آخر معقل كبير له في العراق بات القناصة أحد أشد أسلحته فاعلية على الإطلاق. وفي بعض الأحيان يمكنهم عرقلة تقدم القوات العراقية لعدة أيام.
ويقول القناصة العراقيون، إن دورهم مؤثر. فيما يوضح الساعدي: "دور القناص دفاعي أكثر منه هجومي".
وقال أحد أفراد الوحدة، ويدعى طيف تالا، إنهم قتلوا في وقت سابق، يوم الثلاثاء، 4 من قناصة داعش. لكن باقي قناصة التنظيم غيروا مواقعهم بعد ذلك واحتموا بالأشجار.
وأضاف تالا: "نضع أنفسنا مكان العدو.. لو كنت مكانه.. أين سأختبئ؟".
وقال الساعدي: "يعتمد 85 إلى 90 بالمائة (من نجاح الأمر) على الاختباء".
وأضاف "الاختباء والثبات يكمل بعضهما بعضا. البعض يمكنه أن يختبئ لكن لا يسعه الثبات. هذا الشخص لا يصلح أن يكون قناصاً".
والمنزل الذي كانوا يستلقون فوقه يوم الثلاثاء يتبع وزارة العدل، ويبدو أنه لم يستخدم خلال وجود التنظيم على مدى عامين ونصف في المدينة.
وانتشرت على الأرض ملفات خاصة بالوزارة تعود إلى ما قبل العام 2014 عندما اجتاح عناصر التنظيم الموصل. ولا تبدو على الأوراق الآن سوى آثار نعال الجنود العراقيين.
وقال تالا: "أمامنا مبان عالية". موضحاً أنه حتى إذا اعتلى قناص للتنظيم سطحها فلن يكون بوسعه أن يرى أعداءه العراقيين.
وعادة ما ينبطح القناصة العراقيون على بطونهم، لأن البقاء في سكون يكون أسهل على هذا الوضع، وأيضاً لأن هذا يجعل التصويب أدق. لكنهم في يوم الثلاثاء وضعوا بنادقهم على خزائن وضعوها أمام النافذة.
وقال تالا إن حبوب الكافيين تساعدهم على البقاء متيقظين وهم يترقبون. وقال: "أحياناً لا نأكل.. لكننا ننسى الجوع".
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA=
جزيرة ام اند امز