على الرغم من إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن لها أيضاً جانبا سلبيا وجب التنويه عليه
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع في الأعوام العشر الأخيرة، تفتحت أذهاننا ومُدَّت أبصارنا إلى الكثير من السلع والخدمات، التي ربما لا نحتاجها حقاً، ولكن تكرار ظهورها أمامنا ينشئ في داخلنا حاجة وهمية لاقتناء الكثير من الأشياء، فلم تعد الدعاية تظهر في التلفزيونات والإذاعات، بل تعدت ذلك لتظهر لنا بشكل مستمر، حتى في هواتفنا، وأننا مجبرون على الانتظار لعدة ثوانٍ حتى نتخطاها.
على الرغم من إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن لها أيضاً جانبا سلبيا وجب التنويه عليه، إذ بدأ يتشكل في دواخلنا نوع من الشعور بالنقص، والعجز بسبب عدم قدرتنا على فعل كل ما يفعله الناس ويعرضونه على منصاتهم المختلفة عبر حساباتهم، سواء المشاهير (الإيجابيون وغيرهم)، أو حتى المقربون منا.
هذا فضلاً عن وسائل التواصل الاجتماعي، التي قربت الناس من بعضهم أكثر وأكثر، ولكنها في نفس الوقت، أنشأت في دواخلنا -شئنا أم أبينا- مبدأ المقارنة بشكل متواصل على مدار اليوم. فعلى الرغم من إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن لها أيضاً جانبا سلبيا وجب التنويه عليه، إذ بدأ يتشكل في دواخلنا نوع من الشعور بالنقص، والعجز بسبب عدم قدرتنا على فعل كل ما يفعله الناس ويعرضونه على منصاتهم المختلفة عبر حساباتهم، سواء المشاهير (الإيجابيون وغيرهم)، أو المقربون منا.
هل توقفنا يوماً، وتأملنا، هل نحن فعلاً بحاجة إلى شراء ما يشترونه أو يروجون له؟ هل فعلاً نستمتع بفعل ما يفعلون؟ هل هذا ما نريده حقاً، لننعم بحياتنا كما نريد؟
توقفت منذ زمن عن زيارة عددٍ من المطاعم، وارتياد عددٍ من الفنادق، وشراء بعض أنواع الهدايا، ليس لشيء يعيبها، ولكنني وجدت أنني لا أستمتع بها كما يستمتع الآخرون. فقررت أن أفعل ما أستمتع به فقط، وأخرج إلى تلك الأماكن إذا اضطررت لذلك سواء تلبية لرغبة أسرتي، أو الاجتماع بأصدقائي، ولكن بقدر محدود.
وانعكس ذلك بشكل واضح على نفسيتي، ومستوى رضاي وسعادتي، وكذلك انعكس على ميزانيتي، أصبحت متابعتي للناس من حولي تمر على مصفاة ما يرضاه ضميري، ويتماشى مع متطلبات سعادتي، ويتوافق مع قدرتي المالية، فأتعرف على مختلف المطاعم ووجهات السفر، وآخر صيحات التكنولوجيا ومختلف أنواع الهدايا، ولكنني لا أود زيارة أو اقتناء أي منها قبل أن أسأل نفسي بضعة أسئلة: هل أنا بحاجة للقيام بهذا أو اقتنائه فعلاً؟ هل أستطيع تحمل تكلفته؟ هل أحب القيام به أو اقتناءه فعلاً؟
محمد عمر الجعيدي
حسابات التواصل الاجتماعي:
تويتر وأنستقرام وسناب: @Mo7ammed_O
البريد الإلكتروني: Mohamed.o.a@live.com
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة