ديكتاتورية السوشيال ميديا.. هل تتحكم الجماهير في الكرة التونسية؟
تشهد كرة القدم التونسية نفوذا كبيرا لجماهير مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت عنصرا مؤثرا في اتخاذ القرارات المصيرية للأندية.
وباتت الحملات المنظمة ضد اللاعبين والمدربين ورؤساء الأندية بمثابة الروتين في كرة القدم التونسية خلال الأشهر الماضية.
السنوات الأخيرة شهدت انتشارا بدرجة أكبر لتلك الظاهرة، وهو ما جعل العديد من المسؤولين والمدربين يعزفون عن تحمل المسؤولية للهروب من ضغوطات مواقع التواصل الاجتماعي.
سلبيات بالجملة
وسائل التواصل الاجتماعي باتت عنصرا فعالا في الحياة اليومية خلال الوقت الراهن، باعتبارها تسمح بتسهيل التواصل وتمنح الفرصة للتعبير عن الرأي بكل حرية.
بعض الأطراف، وبصفة خاصة جماهير كرة القدم، أساءت استعمال تلك الميزة، حيث أصبحت تروج لخطابات تنشر الكراهية والحقد، فضلا عن انتقاد جميع المتدخلين في الشأن الكروي بطريقة تفتقد للذوق السليم.
في تونس مثلا، تشهد شبكات التواصل الاجتماعي في أعقاب كل حدث رياضي، حملة انتقادات واسعة تلاحق اللاعبين والمدربين والمسؤولين..
هذه الحملات تخرج في أغلب الأحيان عن الجانب الرياضي لتشمل بعض الجوانب الشخصية دون أي اعتبار لخصوصيات الأفراد.
حملات مدفوعة الأجر؟
تشكل وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة ناجعة لدى بعض الأطراف من أجل تحقيقها أهدافها على الصعيد الرياضي، وهو ما يجعلها تستعين ببعض الصفحات المؤثرة للقيام ببعض الحملات المدفوعة الأجر، على حد وصف بعض المسئولين واللاعبين.
معين الشعباني مدرب فريق الترجي يعد من أكثر من المدربين الذين تم استهدافهم من قبل بعض الصفحات، التي وصفها بـ"المأجورة"، بحكم تعودها على انتقاده بشكل لاذع حتى بعد الفوز بالألقاب.
العديد من المصادر المقربة من نادي العاصمة التونسية، تؤكد لـ "العين الإخبارية" أن هذه الصفحات تعمل بتوجيهات بعض المدربين الذين يطمحون لتدريب الفريق بدلا من الشعباني.
إدارة الترجي تفطنت لتلك المحاولات المشبوهة حيث رفضت إقالته، بالرغم من حجم الضعوطات الخيالية التي تتعرض لها مؤخرا، وفق نفس المصادر.
هذه الحملات مدفوعة الأجر موجودة في معظم الأندية التونسية، وتظهر بشكل خاصة خلال فترة الهزائم، أو مع قرب انتخاب مجلس إدارة جديد.
ضحايا بالجملة
العديد من المدربين والمسؤولين بشكل خاص تعرضوا لحملات انتقاد واسعة من قبل رواد مواقع السوشيال ميديا في تونس، جعلتهم يرمون المنديل ويفضلون الانسحاب.
عمار السويح المدرب الأسبق للترجي خلال الفترة بين عامي 2015 و2017، عانى من لعنة الانتقادات اللاذعة، وهو ما أثر على تركيزه ليفضل في نهاية المطاف الاستقالة من منصبه.
وتكرر الأمر مع سليم الرياحي الرئيس الأسبق للنادي الإفريقي الذي فضل الرحيل، بعد أن تم تحميله مسؤولية تراجع نتائج فريق كرة القدم، بالرغم من الاسثمارات الضخمة التي قام بها من خلال التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين المميزين.
ويعيش عبدالسلام اليونسي الرئيس الحالي للإفريقي نفس المأزق، حيث اعتصمت الجماهير بتوجيهات من رواد السوشيال ميديا في ملعب تدريبات الفريق من أجل الإطاحة به من منصبه
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز