"العين الإخبارية" تقلب في صفحات السوشيال ميديا.. خراب بيوت بتكنولوجيا العصر
لا أحد يستطيع إنكار أن وسائل التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" أصبحت جزءًا من حياتنا، وأداة من أدوات العصر لا يمكن الاستغناء عنها.
تدخلت وسائل التواصل الاجتماعي في كل شيء، حتى أنها أصبحت جزءًا من الحياة الزوجية، ورفعت سقف تطلعات الأزواج للحياة الوردية التي تظهرها تلك الوسائل.
في مصر، على سبيل المثال، تحدث حالة طلاق كل 2.2 دقيقة، وتتجاوز حالات الطلاق سنويًا 250 ألف حالة، بحسب أحدث البيانات الصادرة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي.
انفكاك الرباط المقدس
يقول الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان في مصر، إن "السوشيال ميديا" تطور طبيعي للعصر الحديث، وبفضلها خرج الناس من القوقعة التي يعيشون فيها، وأصبح العالم "أوضة وصالة".
ويوضح الباسوسي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن الخصوصية تلاشت، ودخلت "السوشيال ميديا" غرف النوم، وكان لها تأثير كبير على الوعي والقيم والتعليم.
ويضيف الباسوسي أن "السوشيال ميديا" دفعت الناس لزيادة الاستهلاك والطموح، مما أثر على المنظومة القيمية داخل الأسرة، وخصوصا أن العلاقة الزوجية تتأثر بالغلاف المحيط بنا من بيئة اقتصادية واجتماعية وقيمية.
ويؤكد استشاري العلاج النفسي أن منظومة الزواج تأخرت عن الماضي، فبعد أن كان الزواج رباطا مقدسا، أصبح كل شخص بفضل "السوشيال ميديا" منشغلاً بمشاكله وشأنه الخاص.
ويضيف الباسوسي أن "السوشيال ميديا" رفعت الطموح والتوقعات في العلاقات الزوجية، وأوجدت البدلاء، مما سهل على الناس إيجاد زوجة أو صديقة بسهولة، فبدأ الناس يقررون إنهاء العلاقات، أو الخيانة الزوجية.
الصورة ليست سلبية
ويخالفه في الرأي، الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الذي يقول إن "السوشيال ميديا" لها تأثيرات إيجابية وسلبية.
ويوضح صادق، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن من تأثيرات "السوشيال ميديا" الإيجابية أنها وسعت دائرة المعارف مما أتاح اختيار الأزواج بسهولة.
وأشار صادق إلى أن "السوشيال ميديا" تساهم في تقليل المشاكل الزوجية من خلال تذكير الزوج بموعد ميلاد زوجته أو عيد زواجه، وسهلت كذلك التواصل مع الزوجة، والتواصل المستمر على مدار اليوم، حتى أثناء العمل.
وأكد صادق أن اتهام "السوشيال ميديا" بأنها السبب في الخيانة الزوجية غير صحيح، فالعلاقات إذا كانت قوية وسليمة لن تؤثر فيها "السوشيال ميديا"، وإنما تأثيرها يكون مع العلاقات الضعيفة، والتي كانت ستصل إلى هذه النهاية.
وعن رفع سقف التوقعات، قال صادق إنه يحدث بالفعل نتيجة وضع الصور الجمالية ومظاهر الحياة السعيدة، لكن هذا يحدث أيضًا في التليفزيون ووسائل الإعلام الأخرى.
لها ما لها وعليها ما عليها
الباحثة في العلوم الاجتماعية، نسرين عبدالله عبدالقادر، والتي أجرت دراسة ميدانية على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الزوجية، وجدت أن هناك دورا كبيرا لـ"السوشيال ميديا" في زيادة التوافق الزوجي، من خلال زيادة التفاهم بين الجانبين نتيجة القدرة على التواصل بأشكال متعددة وروتينية، مما يكسر الروتين في العلاقة.
لكنها في الوقت ذاته، قالت إن وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي إلى مشاكل في العلاقات الزوجية بسبب نشر أسرار البيوت على الملأ، وتحول المناقشات إلى شجارات، وتقليل فترات التواصل بين الزوجين، وعدم رضا طرف من العلاقة عن علاقة الطرف الآخر بمعارفه، وفي النهاية تراجع الرغبة في العلاقة الزوجية، وأحيانا الخيانة.
كيفية الاستفادة
وطالبت عبدالقادر بأن يكون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي محدودا، وأن يقترن بالمسؤولية والاتزان للإبقاء على إيجابياتها في العلاقات الزوجية.
أما الباسوسي، فطالب بأن يخضع الزوجان للكشف النفسي قبل الزواج، لكنه أكد ضرورة أن تكون خطوة موثقة وليست مجرد ورقة تستخرج بلا كشف.
وحذر الباسوسي، من أن عدم التقييم النفسي للمقبلين على الزواج يتسبب في إنتاج أولاد مشوهين نفسيا، مؤكدًا أن معظم الحالات التي يعالجها تكون ضحية لعلاقات فاشلة وأب وأم مضطربين نفسيا.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز