كنوز سقطرى الطبيعية في خطر.. نباتات دخيلة تغزو الجزيرة

كجزيرةٍ بكرٍ غنية بالكنوز، يختال أرخبيل سقطرى اليمني ويفخر باحتوائه على تنوع حيوي من الكائنات النادرة، التي لا نظير لها في العالم.
هذا التنوع الفريد منح الأرخبيل كنزا من الغطاء النباتي المتعدد، فقد أكدت الدراسات البيئية احتواء سقطرى على نحو 850 نوعا من النبات الفريدة، منها 293 نوعا مستوطنا ونادرا، لا يوجد بأي مكان آخر من العالم.
غير أن هذا التفرد بات اليوم مهددا، بفعل وجود عدد من الأنواع النباتية "الدخيلة" التي غزت الأرخبيل؛ بسبب الحركة البشرية المتزايدة مؤخرا على سقطرى، الأمر الذي استدعى تدخلا من الهيئة العامة لحماية البيئة بسقطرى؛ لوضع حد لانتشار النباتية الدخيلة على الأرخبيل، والحفاظ على نقاء الغطاء النباتي فيها.
التأثير على التنوع الحيوي
تدخل الجهات والمؤسسات المعنية تمثل في تنفيذ برنامج حماية الموارد الطبيعية من الأنواع الدخيلة والغازية، الذي تنفذه الجمعية الملكية الأردنية لحماية الطبيعة، عبر جمعية "حمهل" في سقطرى.
ويأتي هذا البرنامج برعاية الهيئة العامة لحماية البيئة في سقطرى، وبدعم من برنامج الدعم المتكامل للصون والتنمية المستدامة بالجزيرة.
البرنامج يهدف إلى إطلاق حملة مجتمعية لمكافحة نبات Macroptilium atropurpureum؛ والقضاء عليه؛ لما يشكله من خطر كبير في حال انتشر داخل محميات الجزيرة.
وهذا النبات الذي تم اكتشافه في إحدى الحدائق المنزلية المحلية بسقطرى، من الأنواع غير الموجودة في الجزيرة؛ مما يؤثر على التنوع الحيوي الذي يتميز به الأرخبيل.
حملات إنقاذ متواصلة
هذه الحملة لمكافحة الأنواع الدخيلة، لم تكن الأولى التي ينفذها برنامج الدعم المتكامل للصون والتنمية المستدامة بالأرخبيل، ولكن سبقتها العديد من الحملات المشابهة.
وهو ما أكده نائب مدير البرنامج عبداللطيف سعد، الذي تحدث عن أهمية تلك الحملات التي ينفذها البرنامج للحفاظ على نقاء الغطاء النباتي بسقطرى، مشيرا إلى أن عدد الحملات المنفذة بلغ عشر حملات، بهدف التخلص من الأنواع الدخيلة الغازية التي تهدد التنوع الذي يتميز به الأرخبيل.
مخاطر النباتات الدخيلة
هذه الحملات المنفذة لمكافحة العناصر النباتية الدخيلة ليست ترفا، وإنما جاءت لخطورة هذه الأنواع على الجزيرة وتنوعها الحيوي، حسب مسؤول وحدة الأنواع الدخيلة والغازية، في برنامج الدعم المتكامل للصون والتنمية المستدامة، أحمد سعيد سليمان، الذي أوضح خطورة نبات Macroptilium atropurpureum.
وقال سليمان إن خطورة هذا النبات تكمن في انتشاره السريع، مشددا على ضرورة مكافحته من قبل المجتمع المحلي، وإبلاغ الجهات ذات الاختصاص في حال ظهور أي نباتات غازية في مزارعهم.
إشراك المجتمع
يشار إلى أن هذه الحملة أجريت بعد دراسات ولقاءات مع المزارعين والأهالي وأعضاء الجمعية، لإطلاعهم على مخاطر النباتات الدخيلة في تهديد إرث سقطرى الطبيعي. كما شارك في الحملة طلاب مدرسة حمهل وفريق من المتطوعين والمتطوعات في المشروع وإدارة المحمية، حيث ألقيت بعض الإرشادات التوعوية عن مخاطر الأنواع الدخيلة والغازية بكافة أنواعها.
وساعدت عملية إشراك المجتمع في خلق وعي مجتمعي وشعبي بخطورة الآفات التي تغزو الأرخبيل، والتعريف بطرق مكافحتها والحد من انتشارها.
كنوز سقطرى
التنوع المناخي لسقطرى، وتأثرها بمناخ المحيط الهندي وقربها من خط الاستواء، جعلها من أهم مواقع التنوع الحيوي في العالم، إذ يؤكد العلماء والباحثون في مجالات الطبيعة والبيئة أنها تحتضن أكبر تجمع لكنوز التنوع النباتي في العالم، ومنها أنواع مُدرجة في الكتاب الأحمر للاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN كنباتات نادرة ومهددة بالانقراض.
ويشكل أرخبيل سقطرى نظاما أيكولوجيا بحريا مستقلا، وله أهميته البيئية الفريدة عالميا، التي لا يقل أهمية عن جزر جالاباجوس، وقد وصف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة سقطرى بأنها (جالاباجوس المحيط الهندي). كما تعد الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي، وتعتبر موطنا لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة.