تسريبات وصراعات داخلية ومحاولة بقاء.. «فوضى» داخل البنتاغون

"تهديدات بالخضوع لاختبارات كشف الكذب، وتسريبات، وصراعات داخلية".. عناصر تشكل مشهدا مرتبكا داخل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون".
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يواجه وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث اتهامات بإساءة التعامل مع المعلومات السرية واتخاذ خطوات أثارت مخاوف تتعلق بالأمن القومي، في أعقاب سلسلة تسريبات كشفت عن توتر العلاقات بين الأجنحة المختلفة داخل أروقة "البنتاغون".
وتصاعدت الأزمة عندما هدد هيغسيث، الأدميرال كريستوفر غريدي، القائم بأعمال رئيس هيئة الأركان المشتركة، بإخضاعه لاختبار كشف الكذب بعد تسريب معلومات عن خطة لعقد إحاطة سرية لإيلون ماسك حول الصين، ما أثار غضب الرئيس دونالد ترامب.
وواجه مسؤولون آخرون، مثل الليفتنانت جنرال دوغ سيمز، تهديدات مماثلة، في محاولة من هيغسيث لاحتواء التسريبات التي اعتبرها محاولات لتقويض سلطته.
وتفاقمت الأوضاع أكثر بعد تسريبات إحاطة ماسك وتقارير تُفيد بأن وزير الدفاع اصطحب زوجته إلى اجتماعات حساسة، وأن البيت الأبيض طلب من "البنتاغون" تطوير خيارات عسكرية لقناة بنما.
فضلًا عن مشاركته معلومات حساسة حول الضربات الأمريكية في اليمن في محادثة عبر تطبيق "سيغنال"، شملت زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.
كما أثارت إحالة وزير الدفاع موظفين للتحقيقات الجنائية، وطرد خمسة على الأقل من طاقمه، انتقادات حول أسلوب إدارته، خاصة بعد أن بدأ المفتش العام للبنتاغون تحقيقًا رسميًا في تعامله مع الأسرار.
وحذّر مسؤولون سابقون، مثل إريك إيدلمان، وهو سفير أمريكي سابق، من أن الفوضى داخل الوزارة قد تعرّض الأمن القومي للخطر، مشيرين إلى افتقار هيغسيث للخبرة اللازمة لإدارة المنصب.
رغم ذلك، أبدى ترامب دعمه العلني لهيغسيث، ووصف أداءه بـ"الرائع"، معتبرًا التسريبات نتيجة "سخط موظفين". لكن مصادر كشفت أن الرئيس بدأ يسأل عن أداء وزيره، بينما يراقب مستشاروه تصريحاته الإعلامية عن كثب.
من جانبه، تزايد قلق هيغسيث بشأن كيفية تصور ترامب للوضع وإمكانية إقالته، وفقًا لمسؤولي الدفاع وأشخاص مطلعين على قيادة "البنتاغون".
إقالات وهيكلة فريق العمل:
مع تزايد التساؤلات حول بقاء هيغسيث، أيد الأخير الفصل المفاجئ لمساعدين رئيسيين ومستشارين قدامى، بسبب مزاعم لم تثبت بعد بتسريب معلومات، وعمد إلى تضييق دائرته الداخلية، ووثق بجندي مشاة بحرية متقاعد صغير ليشغل منصب كبير مستشاريه.
ورغم أن مستشاريه المقربين نصحوه بالظهور هادئًا وواثقًا أمام الكاميرات، لكنه اختار نهجًا قتاليًا، فواجه وسائل الإعلام وجهًا لوجه، ودافع عن قيادته بكل تحدٍّ، حسبما قال المسؤولون.
في خطاب علني، دافع هيغسيث عن إدارته، واصفًا الفوضى المزعومة بأنها "تصحيح طال انتظاره"، مؤكدًا تركيزه على دعم القوات العسكرية وقاعدة "ماغا" المؤيدة لترامب.
لكن الوضع الداخلي ظل متأزمًا مع استقالات متتالية أفرغت مكتبه من مناصب رئيسية، مثل كبير الموظفين ونائبه. كما أثار نقص الكوادر في فريقه قلقًا دوليًا.
aXA6IDE4LjE5MS4xNDIuMTAyIA== جزيرة ام اند امز