الأيدي الناعمة أمل الاقتصاد العالمي.. رسالة مؤثرة في "عيد الأم"
تساؤلات كثيرة يتم طرحها حول أوضاع النساء على مستوى العالم، ومدى أهمية دورهن، وذلك في إطار الاحتفال بالنساء والأمهات حول العالم.
الاحتفال بعيد الأم يختلف موعده من دولة لأخرى، ففي الولايات المتحدة يكون في الثاني من شهر مايو/أيار، وفي فرنسا وجمهورية الدومينيكان يتم الاحتفال بعيد الأم في يوم الأحد الأخير من شهر مايو/أيار، وفي إنجلترا تم تعيين يوم الأحد الرابع من الصوم الكبير على أنه "أحد الأمومة"، وفي أرمينيا يتم الاحتفال بيوم الأمومة والجمال كل عام في 7 أبريل/نيسان.
وعلى الرغم من المكاسب التدريجية التي حققتها المرأة على مدى عقود، فإن الرفاهة الاقتصادية للمرأة واستقلالها المالي يشهدان تحديات في عدد كبير من دول العالم، حيث تعوقهما القيود الهيكلية والمجتمعية.
دخل المرأة = ثلثا دخل الرجل المتوقع مدى الحياة
عالميا، تشارك 55% فقط من النساء في سوق العمل مقابل 78% من الرجال، وفقًا لبيانات عام 2020، كما أن ما يقرب من 2.4 مليار امرأة في سن العمل في جميع أنحاء العالم ما زلن لا يحصلن على فرص اقتصادية متساوية، فوفقًا للبنك الدولي، لا تكسب المرأة سوى ثلثي دخل الرجل المتوقع مدى الحياة.
وبحسب أحدث الدراسات لعام 2020، فإن الأمهات اللائي يعاودن العمل بعد إنجاب الأطفال يواجهن فجوة في الأجور تتراوح بين 5٪ و10٪ مقارنة بأقرانهن اللائي ليس لديهن أطفال.
ورغم الجهود الدولية فيما يتعلق بتعليم المرأة، فإن نحو الثلثين من بين 750 مليونا من البالغين الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة، في جميع أنحاء العالم، من النساء، ونحو 16 مليون فتاة لم تلتحق بالمدارس أبدًا؛ ففي كثير من المجتمعات تعطي العائلات الأولوية لتسجيل الأولاد في المدارس عندما لا يستطيعون تحمل تكاليفها لجميع أطفالهم.
وبحسب آخر بيانات متوفرة في عام 2017، فإن ما يقرب من 190 مليون سيدة في العالم ليس لديهن حساب بنكي، في حين تساهم إمكانية الوصول للخدمات المالية الشاملة في تحسين قدرة النساء على كسب الدخل، كما يساهم تمتع النساء بإمكانية الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية في تعزيز فرص حصول النساء على عمل، ومع ذلك، ففي الاقتصادات النامية، تمتلك 74% فقط من النساء هواتف محمولة، مقارنة بـ84% من الرجال.
وما يقرب من 40% من النساء العاملات بأجر لا يحصلن على الحماية الاجتماعية، وفقًا لأحدث بيانات متوفرة في عام 2018، ما زالت مليارات من النساء لا يحصلن على نفس الحقوق القانونية التي يحصل عليها الرجال، وهناك 18 دولة تتطلب إذنًا من الزوج حتى تتمكن النساء من العمل خارج المنزل، وفي 18 دولة لا تستطيع المرأة السفر خارج البلاد بنفس الطريقة التي يسافر بها الرجل، وفي 14 دولة، لا تستطيع المرأة مغادرة منزلها في أي وقت، وفي 34 دولة، لا يمكن للمرأة أن تختار المكان الذي تعيش فيه بنفس طريقة الرجل.
28 تريليون دولار
ماذا عن الأثر الاقتصادي لمشاركة المرأة في سوق العمل؟.. تشير أحدث التقديرات لشركة ماكينزي إلى أنه بحلول عام 2025 يمكن زيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحوالي 28 تريليون دولار، أي تحقيق نمو بحوالي 26%، في حالة سد الفجوة بين النساء والرجال في القوة العاملة، كما أن الفجوة بين الجنسين تكلف الاقتصاد العالمي حوالي 15% من الناتج المحلي الإجمالي.
وبالتأكيد لا تعود مشاركة المرأة في سوق العمل بالنفع على الاقتصاد فقط، بل يمتد الأثر الإيجابي لأفراد أسرتها أيضًا؛ فقد وجدت دراسة أجريت في 29 دولة حول أثر توظيف الأمهات على أبنائهن الإناث، سواء من حيث العمل أو مقدار الوقت الذي تقضيه الأمهات في المنزل في رعاية الأطفال أو القيام بالأعمال المنزلية، مقارنة بالإناث اللاتي لا تعمل أمهاتهن، فإن احتمال توظيف الإناث اللائي تربيهن أم عاملة يزيد بمقدار 1.21 مرة، ويزيد احتمال إشرافهن على الآخرين بمقدار 1.29 مرة، كما يقضين 44 دقيقة إضافية في وظائفهن كل أسبوع، ويكسبن المزيد من المال.
وبالنسبة للأبناء الذكور، فقدت وجدت الدراسات أن الأبناء قد يتأثرون بأمهاتهم العاملات، فهم يقضون 50 دقيقة إضافية كل أسبوع في رعاية أفراد الأسرة، كما يتبنى أبناء الأمهات العاملات مواقف أكثر مساواة بين الجنسين؛ لذا فإن وجود أم عاملة يؤثر على الخيارات التي يتخذها الأبناء.
وبحسب The Center for Talent Innovation، يفكر نحو 90٪ من الأمهات في العودة إلى العمل يومًا ما؛ فعلى الرغم من أن قضاء المزيد من الوقت مع الأطفال يؤدي إلى متابعة دقيقة لأداء الأطفال في المدارس، وإلى قلة الضغوط النفسية والعدوانية التي قد يعاني منها الطفل، فإن الدراسات تشير إلى أن النساء اللاتي تمكثن في المنزل تعانين من أمراض جسدية، بما في ذلك ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة، والاكتئاب والقلق، بشكل أسوأ مقارنة باللاتي يعملن خارج المنزل، هذا بالإضافة إلى العزلة الاجتماعية.
ووفقا لاستطلاع أجراه مركز جالوب فإن عددًا كبيرا من الأمهات اللواتي يبقين في المنزل أفدن بتعرضهن للحزن أو الغضب في يومهن بشكل أكثر مقارنة بالأمهات اللواتي عملن خارج المنزل، بالإضافة إلى انخفاض الدخل؛ فقرار عدم العمل يعني التخلي عن الدخل المحتمل. ولهذا، من المهم للأمهات إيجاد التوازن الصحيح في حياتهن الأسرية والعملية، ومع ذلك لا توجد إجابة صحيحة أو خاطئة، فالقرار في النهاية يعود إلى المرأة، فهي صاحبة القرار فيما إذا كنت ستعمل أو لا.
أول عيد للأم
تحتفل مصر ودول الشرق الأوسط اليوم الإثنين (21 مارس/ آذار)، بـ"عيد الأم"، وترجع قصة اختيار يوم 21 مارس/آذار كعيد للأم إلى الصحفي المصري الراحل علي أمين وأخيه مصطفى أمين، مؤسسي جريدة أخبار اليوم، حيث دعا "علي أمين" في ديسمبر/كانون الأول 1955، في زاويته الصحفية اليومية، إلى تخصيص يوم للاحتفال بالأم.
وبعد نشر المقال بجريدة الأخبار، تم اختيار يوم 21 مارس/آذار، وهو بداية فصل الربيع، ليكون عيدًا للأم؛ ليتماشى مع فصل العطاء والصفاء والخير، وكان أول احتفال بعيد الأم في 21 مارس/آذار سنة 1956، وهكذا خرجت الفكرة من مصر إلى بلاد الشرق الأوســط الأخرى.
aXA6IDMuMTMzLjE0Ni45NCA= جزيرة ام اند امز