الهندسة الجيولوجية الشمسية.. "طوق نجاة" يثير قلق العلماء
وسط المخاوف بشأن التغيرات المناخية، والقلق من ارتفاع درجة حرارة الأرض، حاول البعض إعادة النظر في حلول سبق تعطيلها.
ويسعى العلماء جاهدين إلى حماية الأرض من تسجيل ارتفاع جديد في درجة الحرارة، منعا للوصول إلى "نقطة اللاعودة"، التي لن تجدي حينها الحلول حتى لو نجحت الجهود في تحقيق نسبة صفرية لانبعاثات الكربون.
ومع اعتبار عام 2030 حاسما في هذا الشأن، عاود البعض الحديث عما يُسمى بـ"الهندسة الجيولوجية الشمسية"، التي أيدها بعض رجال الأعمال في فترة سابقة، لكن توجههم قوبل بمعارضة واسعة من جانب خبراء البيئة، باعتبارها تحمل في طياتها أضرارا على صحة البشر.
ما الهندسة الجيولوجية الشمسية؟
هي تُعرف كذلك بـ"SRM"، وتشير إلى مجموعة من التقنيات المختلفة المصممة لتبريد الأرض، منها على سبيل المثال رش ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي، الضار بصحة الإنسان والبيئة.
وأعرب كل من المليارديرات بيل غيتس وغورغ سوروس وداستن موسكوفيتز وغيرهم في وقت سابق، عن اهتمامهم بـ"SRM"، بموجب أنها فكرة مثيرة تضمن تبريد الأرض من خلال "عكس ضوء الشمس إلى الفضاء مجددا" بحسب "CNBC".
مطالبات بإعادة النظر
من منطلق تحديات المناخ التي تزداد يومًا تلو الآخر، طالب عدد من المتخصصين بإجراء مزيد من الأبحاث في تطبيق تقنيات الهندسة الجيولوجية الشمسية، لمعرفة أفضل السبل لتجنب الأخطار الناجمة عنها.
ففي فبراير/شباط الماضي، نشر ما يزيد عن 60 باحثا من مؤسسات بارزة، رسالة طالبت بضرورة إجراء دراسة أكثر صرامة لـ"SRM"، مع إجراء تجارب ميدانية صغيرة الحجم.
من جانبها، أصدرت الأمم المتحدة تقريرا قالت خلاله "لقد حان الوقت لبدء التحقيق في إمكانية (SRM) المساعدة في مكافحة أزمة المناخ".
كذلك سبق أن أعلن البيت الأبيض، في أكتوبر/تشرين الأول، أن هناك خطة بحثية تدوم لـ5 أعوام، من شأنها تقييم طرق تعديل كمية ضوء الشمس التي تصل إلى الأرض.
معارضة شديدة
على صعيد آخر، يعارض مئات خبراء المناخ فكرة الاعتماد على "SRM"، محذرين، في رسالة، من أن "التطبيع المتزايد لهذه التقنيات كإصلاح محتمل للمناخ سيكون له عواقب خطيرة وغير متوقعة".
ورغم تأكيد الأمم المتحدة في تقريرها سالف الذكر على ضرورة دراسة وتقييم "SRM"، شددت على أن "التقنية ليست جاهزة بعد للتطبيق على نطاق واسع ولا يوجد بديل لتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري".
معارضة تطبيق "SRM" وصل إلى حد دراسة أضرارها خلال أوراق بحثية، من بينها واحدة صدرت العام الماضي، وخلص فيها العلماء إلى أن "تنفيذ الهندسة الجيولوجية الشمسية على نطاق الكواكب لا يمكن التحكم فيها بطريقة شاملة وعادلة عالميًا".
فيما قالت نائبة مدير مركز القانون البيئي، ليلي فور، إن "SRM" هي بمثابة "حل نهائي خاطئ"، موضحةً أن هذه الاستراتيجية لا تخفف عن الأرض، مذكرة بموقف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والذي رفضت فيه إدراج الهندسة الجيولوجية الشمسية ضمن تقريرها الصادر في أبريل/نيسان من العام الماضي.
عن هذه النقطة، كشف جيم سكيا، الرئيس المشارك لفريق العامل الثالث التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والذي ساهم في كتابة التوصيات التي أشارت إليه "فور" سلفًا: "كلمة الهندسة الجيولوجية تظهر مرتين فقط في التقرير، وهي فقط للقول إننا (لا نستخدم مصطلح الهندسة الجيولوجية)".
خلال التقرير، ركز فريق العامل الثالث للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، على أن الجهود المطلوبة للحفاظ على حرارة 1.5 درجة مئوية، تحتاج للتذكير بأن "جميع الأدوات والمعرفة اللازمة لمعالجة أزمة المناخ متاحة حاليًا، بشكل يتطلب "النظر في الجوانب القانونية والأخلاقية" بحسب "سكيا".
فيما يرى هارجيت سينغ، رئيس الإستراتيجية السياسية العالمية في شبكة العمل المناخي التي تضم أكثر من 1500 مجموعة من المجتمع المدني، أن التحديات الخاصة بالهندسة الجيولوجية الشمسية يجب النظر إليها على أنها "مشتتات خطيرة".
aXA6IDMuMTQxLjQyLjQxIA==
جزيرة ام اند امز