عضو مجلس النواب الصومالي يطالب بإجراء تحقيق كامل في مصير القوات والمهام التي أرسلت فيها خارج حدود البلاد
هاجم عضو مجلس النواب الصومالي، أحمد معلم، حكومة الرئيس محمد عبدالله فرماجو بشدة، متهما إياها بدعم إرهاب تنظيم الحمدين، عبر إرسال ألفي جندي صومالي إلى الدوحة، بزعم التدريب.
- عام ونصف على رئاسة فرماجو.. حصاد من الانتكاسات للشعب الصومالي
- أحزاب صومالية: قرارات فرماجو الأخيرة تقود البلاد لمأزق أمني
وقال معلم، خلال جلسة عاصفة للبرلمان الصومالي، الثلاثاء، إن حكومة بلاده أرسلت ألفي جندي من القوات الحكومية الصومالية إلى قطر دون تقديم أي معلومات حول مصيرها حتى الآن.
وتساءل: ما مصير تلك القوات؟ نحن لا نمتلك أي معلومات عنها، مرجحا أن يكون هؤلاء الجنود تم إلحاقهم للقتال في سوريا بجانب تنظيم القاعدة وجبهة النصرة.
وطالب النائب الصومالي الحكومة بإجراء تحقيق كامل في مصير القوات والمهام التي أرسلت فيها خارج حدود البلاد وكشف ذلك للرأي العام.
وكشف النائب أيضاً عن أن القوات الحكومية انسحبت من نحو 30 منطقة استولى عليها مسلحو حركة الشباب الإرهابية المدعومة من قطر.
كما وجه عدد كبير من النواب خلال الجلسة، التي كانت مخصصة لمناقشة التطورات الأمنية، انتقادات حادة للحكومة واتهموها بالفشل في حفظ الأمن في البلاد والقضاء على حركة الشباب.
وقال النائب عبدالله محمد نور إن التغييرات المتكررة في قيادة الجيش وقوات الأمن ساهمت في تفاقم المشكلة الأمنية في البلاد.
وأكد أن:" إقالات فارماجو عددا من القيادات العسكرية لم تكن تتعلق بأدائهم، بل لاعتبارات أخرى، مثل رفض تنفيذ التعليمات".
وأوضح: "قائد عسكري تمت إقالته من منصبه لرفضه أمرا بفتح علاقات مع مسؤول رفيع من حركة الشباب".
وأكد النائب الصومالي "حدوث تلاعب في الأسلحة التي تحصل عليها الحكومة الصومالية من جهات صديقة".
واتهم جهات لم يسمها بتقديم جزء منها إلى مسلحي حركة الشباب بأوامر صادرة من مسؤولين حكوميين.
وأوضح النائب عبدالحكيم معلم أحمد أن ملاعب كرة القدم في مقديشو أغلقت بأمر من مسلحي حركة الشباب الإرهابية، بسبب تخوف المدنيين من بطش الحركة الإرهابية.
كما أشار النائب محمد غني إلى أن دور رئيس الوزراء حسن علي خيري انحصر في تهديد الولايات الإقليمية في الوقت الذي خرج فيه الوضع الأمني في البلاد عن السيطرة.
وأضاف أن خيري فشل في أداء المهام الموكلة إليه ودعاه إلى الاستقالة.
وذكر النائب محمد عبدالله نوح أن الحكومة الفيدرالية فشلت في إدارة شؤون البلاد، ما جعل الناس يتحاكمون إلى حركة الشباب.
وأكدت النائبة عائشة كوس انعدام الثقة بين النواب وقوات الأمن الحكومية، مشيرة إلى أنها تخفي بطاقة عضويتها في البرلمان عند مرورها في نقاط التفتيش الأمنية بمقديشو.
وأسهم التدخل القطري في الصومال في تأجيج الصراع على عدة أصعدة في ذلك الموقع الحيوي، والذي يؤثر بشكل مباشر على منطقة الشرق الأوسط.
واعتمدت الدوحة بشكل أساسي على أموال الغاز التي يمتلكها الشعب القطري، لافتعال الأزمات في الصومال، ما أدى لتأجيج القتال في هذا البلد بعد هدنة طويلة.
وعملت قطر من خلال تنظيم حركة الشباب على تصدير مشروع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق إلى القارة الأفريقية لضرب الاستقرار والتنمية .
وشّكل وجود هذة الحركة الإرهابية في الأراضي الصومالية وإعلانها التمرد على الحكومة الفيدرالية عام 2007، تحدياً أمنياً واقتصادياً كبيراً أعاق التنمية والاستقرار وامتد نشاطه لدول أخرى في منطقة القرن الأفريقي.
وأكدت دراسة أمريكية أن الحركة الإرهابية تلقت تمويلاً من رجل الأعمال القطري المصنف إرهابياً عبدالرحمن النعيمي، بمبلغ 250 ألف دولار، مشيرة إلى وجود علاقة قوية كانت تربط بين النعيمي وزعيم الحركة "حسن عويس" المحتجز حالياً لدى السلطات الصومالية.
كما أظهرت وثائق نشرها موقع التسريبات "ويكليكس" استقطاب الدوحة لـ"خلية عبدالقادر مؤمن" التابعة لحركة الشباب، والتي أعلنت انفصالها مؤخراً عنها وبايعت تنظيم داعش واستقرت في شمال الصومال، وأصبحت تتلقى التدريبات والتمويلات بشكل مباشر من المخابرات القطرية تحت ستار مساعدات التنمية والإغاثة الإنسانية.