انسحاب أتميس من الصومال.. مخاوف زحف "الشباب" تصطدم بجدار الثقة
يثير انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي التدريجي من الصومال مخاوف جمة من زحف "الشباب" الإرهابية على الفراغ الأمني، لكن لغة الثقة ليست غائبة.
وقال قائد بعثة حفظ السلام الانتقالية التابعة للاتحاد الأفريقي (أتميس) الفريق سام أوكيدينغ إن البعثة ستسحب ثلاثة آلاف جندي إضافي من الصومال.
وأوضح في تصريحات صحفية أن "الاستعدادات للمرحلة الثانية من انسحاب 3000 جندي من قوات أتميس، بحلول نهاية سبتمبر/أيلول جارية".
وغادرت الدفعة الأولى المكونة من 2000 جندي من قوات حفظ السلام البلاد، في وقت سابق من هذا العام، كجزء من خطة الصومال الانتقالية (STP)، وهي دليل وضعته الحكومة وشركاؤها لنقل المسؤولية الأمنية إلى القوات المسلحة الصومالية.
وأكد أوكيدينغ أن أتميس ستواصل العمل بشكل وثيق مع مقديشو ومكتب الأمم المتحدة للدعم في الصومال (UNSOS) والشركاء الآخرين لضمان النقل السلس للمسؤوليات الأمنية إلى قوات الأمن الصومالية.
ولفت إلى أن بعثة حفظ السلام "ستتخذ إجراءات لتجنب الفراغ الأمني عندما تخرج من الصومال بحلول نهاية ديسمبر/كانون الثاني 2024".
"خلل" في المعركة؟
بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال، المعروفة سابقا باسم (أميصوم)، هي بعثة متعددة الأبعاد، وتتمتع بتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للعمل في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي منذ عام 2007.
وتهدف المهمة إلى مساعدة الحكومة الصومالية في حربها ضد حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وكثفت الجماعة الإرهابية هجماتها منذ إعلان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، الذي انتخب لولاية ثانية العام الماضي "حربا شاملة" على حركة الشباب.
لكن سرعان ما تراجعت العمليات العسكرية والمشهد الأمني بشكل نسبي.
وفي معرض تفسير هذا التراجع يقول قادة الأمن في الصومال إن ثمة أخطاء إدارية وميدانية تعرضت لها الحرب على الإرهاب ومن المقرر تصحيح المسار قريبا.
رئيس الصومال حسن شيخ محمود ذهب أبعد من هذا التفكير، وتحدث عن بعض الخونة في المناصب العسكرية الذين يسيئون لتضحيات الجيش في الحرب ضد الإرهاب.
قدرات الجيش
وفي هذا الإطار، يقول المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي لـ"العين الإخبارية" إن استمرار انسحاب أتميس، كما مخطط له، يثبت استعادة الجيش تعافيه وقدراته الذاتية للاستمرار في حماية مسؤولية أمن البلاد.
ويعتقد الخبير الأمني أن تنفيذ سياسة الانتقال الأمني تخدم المصلحة الوطنية للصومال حكومة وشعبا.
ورأى أن "الجيش الصومالي برهن على قدراته في مقارعة التنظيم الإرهابي، حيث لم تقدم أتميس منذ بداية العمليات العسكرية ضد الشباب، قبل عام، أية مساعدة عسكرية سوى دعم لوجيستي بسيط".
ويرجح الخبير الأمني أن زيارة رئيس الوزراء حمزة عبدي إلى جبهات القتال ورسائل الدعم القوية للجيش من الرئيس حسن شيخ محمود، وقطع تعهدات بمحاسبة المسؤولين عن الأخطاء التي شهدتها العملية العسكرية، هي تحركات تؤشر على قوة العزيمة والإصرار على إنجاز مهمة الحرب على الإرهاب.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg
جزيرة ام اند امز