عرض "الزيارة" في تونس.. احتفاء بـ"عشاق الفن الصوفي" بعد انقطاع 5 سنوات (خاص)
بعد غياب 5 سنوات كاملة، احتفى فنانون تونسيون بعودة عرض "الزيارة" إلى مدينة المنستير الساحلية، عروس البحر ورباطها الأثري.
وتعني "الزيارة" في الموروث الثقافي التونسي زيارة أولياء الله الصالحين والتبرك بهم، ويعد الساحل التونسي من أكثر الجهات التونسية إقامة لليالي هؤلاء الأولياء.
ويكشف العرض، الذي قدمته مجموعة "الزيارة" بقيادة الفنان سامي اللجمي وإدارة محمد بوذينة، ثراء المخزون الصوفي وتنوّعه، إذ لا تزال "الزيارة" تستقطب أعدادا كبيرة من عشاق الفن الصوفي بما فيه من ذكر وتواشيح وأناشيد دينية وموسيقى ورقصات خاصة.
"الزيارة" والهوية التونسية
قال سامي اللجمي، صاحب العرض الموسيقي، إن فكرة العرض "جاءت نتيجة بحوث أنثروبولوجية حول الثقافة التونسية وإعادة استقراء التقاليد الصوفية التونسية والبحث في الهوية التقليدية التونسية وفي السلوكيات الدينية والثقافية".
وأوضح اللجمي لـ"العين الإخبارية" أن كل ذلك ترجم "من خلال الأزياء والرقصات والألحان التي تم رصدها ومحاكاتها ضمن تصورات إخراجية تشمل تجديد وإضافات عصرية مع المحافظة على الروح".
وعلّق محمد البواب، المستشار الإعلامي لمهرجان المنستير الصيفي في دورته الخمسين، قائلًا: "عرض الزيارة عاد بعد غياب 5 سنوات كاملة عن رباط المنستير".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "العرض جاء في حلة جديدة بأصوات شابة ولوحات فنية موسيقية راقصة أخاذة ولباس تقليدي جميل من جهة المنستير الغنية بلباسها وحُليها المعروف ومن ربوع تونس قاطبة".
بينما رأى معز عباس، رئيس جمعية مهرجان المنستير الدولي، أن "عرض الزيارة من الناحية التنظيمية لم يكن سهلا نظرا لتطور العرض من سنة الى أخرى، ما بات يتطلب إعدادا إخراجيا خاصا لما يزيد على 100 عنصر من عازفين وراقصين".
وتابع: "إضافة إلى الإقبال الجماهيري غير المسبوق، وهو ما وضع إدارة المهرجان في مصاعب تقنية وتنظيمية، ورغم ذلك فإن العرض استطاع أن يوفي بوعوده ويلبي انتظارات الجماهير".
أولياء الله الصالحين في تونس
يشتهر في جهة الساحل التونسي أسماء العديد من الأولياء الصالحين الذين طبعوا تراث المنطقة الفني مثل: الولي الصالح "سيدي عامر المزوغي" و"سيدي نصر" والولية الصالحة "ام الزين الجمالية" وغيرهم من أولياء تونس الكُثر.
وكان التفاعل الجماهيري أبرز ما ميز العرض الذي استمر نحو ساعتين، إذ ردد الحضور الغفير مع الفرقة جزءا من الموروث الغنائي الصوفي.
وأقيم عرض "الزيارة" الصوفي في فضاء رباط المنستير، الذي يُعد من أهمّ وأقدم الحصون الدفاعيّة الإسلامية في المغرب العربي، وأبرز معالم مدينة المنستير التاريخية الذي بني سنة 796 ميلادي بأمر من هارون الرشيد عصر الدولة العباسية.
وتمتع هذا العرض بأنغام عذبة استمتع من خلالها الجمهور بالمقامات التونسية الأصيلة، مثل "المزموم" و"المحيرسيكاه" و"العرضاوي" و"الصالحي" و"محيرعراق"، إضافة إلى الأوزان الضاربة في التاريخ الفني التونسي على غرار "المربع التونسي" و"المدور حوزي" و"بو نوارة" وغيرها من الإيقاعات الأصيلة.
aXA6IDMuMTQ1LjE2My4xMzgg جزيرة ام اند امز