نورالدين بونغو.. "وريث حُكم" الغابون مع وقف التنفيذ
نجل الرئيس الغابوني المخلوع ومستشاره المقرب، وليس ذلك فقط وإنما كان يهيأ ليكون وريث آل بونغو، غير أن حظه لم يسعفه ليصبح ثاني وريث للسلطة.
نور الدين بونغو، النجل الأكبر لعلي بونغو، الرئيس الغابوني الذي أطاح به العسكر، فجر الأربعاء، واحتجزه بمقر إقامته، فيما اقتيد هو إلى السجن.
لكن لماذا استهدف الجيش نورالدين مع أنه لم يكن الابن الوحيد للرئيس المخلوع، وهل فعلا أنه يستعد منذ فترة وتحديدا من 2018 حين تعرض والده لسكتة دماغية كادت أن تودي به، لتقلد منصبه؟
أسئلة كثيرة تحوم حول شخصية يعرفها الغابونيون جيدا، ويكاد سوادهم الأعظم يجزم بأنه لو توفي علي بونغو قبل سنوات لكان نورالدين هو من تولى الحكم، في انتهاك للدستور الغابوني الذي ينص على أنه في حالة مماثلة، فإن رئيس مجلس الشيوخ يتولى الحكم بالوكالة حتى إجراء انتخابات رئاسية في مدة أقصاها 45 يوما.
وكلما ذكر اسم نورالدين، تعود الذاكرة بالغابونيين إلى التعتيم الذي ساد حول مرض والد علي، الرئيس الراحل عمر بونغو الذي نقل في 2009 بسبب مرضه الشديد إلى برشلونة ولم يعلن محليا عن وفاته إلا بعد أن كشفت مجلة فرنسية الأمر.
فيما يلي، تستعرض "العين الإخبارية" أبرز ملامح "وريث" عرش آل بونغو قبل الانقلاب:
لم يكن عرش علي بونغو هو فقط ما أطاح به جيش الغابون فجر الأربعاء الماضي، وإنما وضعوا حدا لحكم آل بونغو المستمر منذ أكثر من 55 عاما.
ففي وقت مبكر من ذلك الصباح، أعلن عسكريون اعتقال نورالدين بونغو فالنتين -كما يطلق عليه- نجل الرئيس وأحد أبرز أركان النظام، وعدد آخر من المسؤولين.
وحينها، أعلن رجال الجنرال بريس أوليغي نغيما، رئيس الحرس الجمهوري المسؤول عن حماية الرئيس المخلوع، اعتقال قادة النظام وهم: نور الدين بونغو فالنتين نجل علي بونغو، وإيان غيزلان نغولو رئيس الأركان، ومحمد علي ساليو نائب رئيس الأركان.
كما اعتقلوا أيضا عبدالحسيني، وهو مستشار آخر للرئاسة، وجيسي إيلا إكوجا، المستشار الخاص والمتحدث الرسمي باسم الرئاسة بالإضافة إلى الرجلين الأول والثاني في الحزب الديمقراطي الغابوني الحاكم سابقا.
وبحسب بيان الجيش، جرى اعتقال هؤلاء بتهم “الخيانة العظمى ضد مؤسسات الدولة، واختلاس أموال عامة على نطاق واسع، واختلاس مالي دولي من قبل عصابة منظمة، والتزوير واستخدام التزوير، وتزوير توقيع رئيس الجمهورية، والفساد والاتجار بالمخدرات".
سيرة
عين الرئيس الغابوني علي بونغو نجله نور الدين (31 عاما) في 5 ديسمبر/كانون الأول 2019 بمنصب المنسق العام لشؤون الرئاسة.
وبموجب المرسوم الرئاسي آنذاك بات نور الدين مسؤولا عن "مساعدة رئيس الجمهورية في تسيير كافة شؤون الدولة".
وقتها، عمل نورالدين بونغو، نجل السيدة الأولى سيلفيا بونغو، بشكل وثيق مع المتحدثة باسم القصر جيسي إيلا إيكوغا.
وقبل تعيينه في هذا المنصب سادت تكهنات كثيرة حول عمل نور الدين بونغو كمستشار خاص لوالده، ثم جاء التعيين ليرفع منسوب التكهنات إلى حد تجهيزه لوراثة سلطة العائلة، التي حكمت البلاد على مدار أكثر من 5 عقود.
كان نورالدين يتمتع بنفوذ كبير في القطاع الخاص الغابوني، وأحاط نفسه بأتباع استراتيجيين، معظمهم من شركة "أولام" التي كان يعمل فيها، والمختصة في زراعة المنتجات الغذائية، والتي تعد ثاني أكبر مشغل بعد الدولة الغابونية.
تقول تقارير محلية إن الابن الأكبر لعلي بونغو مارس نفوذه على بعض التعيينات داخل المجلس لرئاسي، وهو ما يفسر وجود أصدقائه بمناصب عليا.
وبالنسبة للبعض، كانت ترتيبات نقل السلطة من الأب إلى الابن جارية، ولم يجهضها سوى انقلاب الجيش الذي يبدو أن توريث الحكم الذي كان يجري في الخفاء أحد أبرز دوافع تدخله.
تدخل قسري ينهي حكم آل بونغو ويجهض توريثه لنورالدين، الشاب الذي كان يطمح لخلافة والده ويتطلع والده عبره لإبقاء الحكم ضمن سلالته، في آمال سرعان ما تلاشت أمام فوهات العسكريين.