من "بوابة السفير".. لندن تزاحم روما في الصومال والقرن الأفريقي
في خطوة ذات دلالات جمة، عينت بريطانيا سفيرا جديدا لدى الصومال، فيما يبدو قفزة في صراع على النفوذ مع إيطاليا في المنطقة.
وقالت الحكومة البريطانية في بيان، الثلاثاء: "تم تعيين مايكل نيثافريانكس سفيرا جديدا لدى الصومال خلفا للسفيرة المنتهية ولايتها كيت فوستر".
وأوضح البيان، أن "فوستر سينتقل إلى منصب دبلوماسي آخر" دون تفاصيل.
وعمل فوستر في الصومال منذ يناير/كانون الثاني 2021، وقادت السفارة البريطانية في مقديشو التي ساهمت بشكل كبير في دعم التحول الديمقراطي السلمي هناك.
كما تابع الانتخابات التشريعية والرئاسية الصومالية التي أسفرت عن الإدارة الحالية في مايو/أيار 2022.
وذكر البيان أن السفير الجديد سيصل إلى الصومال في مايو/أيار المقبل لمباشرة مهامه عملة.
وقالت صفحة "المملكة المتحدة في الصومال" على وسائل التواصل الاجتماعي: "سعداء جدا لإعلان السيد مايكل سفيرا جديدًا لدى الصومال.. سيواصل تعزيز العلاقات الممتازة بين الصومال وبريطانيا وتنمية الدعم البريطاني للبلد الذي يمر بفترة حرجة".
ويتمتع السفير البريطاني الجديد بخبرة دبلوماسية واسعة تمتد لأربعة عقود، ما يعكس تعويل بريطانيا عليه في تنمية وجودها في القرن الأفريقي.
وعمل نيثافريانكس في أدوار مختلفة داخل وخارج بريطانيا، أبرزها مهام دبلوماسية كبيرة منذ عام 1984 في اليونان، وإيطاليا، وروسيا، والسعودية، والهند، وباكستان، وأفغانستان، وماليزيا، وغانا.
ويملك الصومال وبريطانيا علاقات قوية، حيث تقدم لندن دعما سخيا للصوماليين في كافة المجالات خاصة الأمنية والإنسانية.
كما تدرب بريطانيا قوات الأمن الصومالية خاصة فرقة 60 من الجيش التي تتمركز في مدينة بيدوا بولاية جنوب غرب الصومال.
دلالات التعيين
وفي هذا الإطار، يقول الباحث الصومالي في العلاقات الدولية أحمد مري، إن خطوة تعيين سفير بريطاني لها أهمية خاصة في هذا التوقيت، حيث يقبل الصومال على تحولات أمنية واقتصادية خلال العام الجاري، وهو بحاجة إلى حضور قوي لبريطانيا.
ويرى الباحث أن الصومال بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لدول داعمة في الحرب على الإرهاب، والتعامل مع تداعيات تغير المناخ، ودفع مسار العملية السياسية داخليا نحو تعزيز الحوكمة والديمقراطية.
ويعتقد الباحث الصومالي أن تغيير السفير جزء من استراتيجية بريطانية لمزاحمة إيطاليا التي أبدت مؤخرا اهتماما متزايدا بمنطقة القرن الأفريقي وتعهدت بضخ استثمارات كبيرة في المنطقة.
ويرى مري أيضا، أن بريطانيا مهتمة بقضايا الاستثمار في الطاقة ومنع الهجرة غير القانونية عبر رفع مستوى الدعم الذي تقدمه للبلدان التي يأتي منها غالبية المهاجرين.
وكانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، زارت القرن الأفريقي خلال الأيام الماضية، وعقدت لقاءات مع القيادات في الصومال وإثيوبيا، ما قرأه محللون باعتبارها عودة إيطالية لممارسة النفوذ في المنطقة.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg
جزيرة ام اند امز