وعود ورسائل في "زيارة تاريخية".. الصومال "بتوقيت غوتيريش"
عقارب الساعة في الصومال تدخل مدار التوقيت العالمي، لتتوقف عند "زيارة تاريخية" يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لبلد يتطلع للدعم الدولي.
واليوم الثلاثاء، أجرى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القصر الرئاسي بالعاصمة مقديشو.
ووصف القصر الرئاسي الصومالي الزيارة بـ"التاريخية"، واللقاء المثمر بين المسؤولين.
وبحسب مصادر صومالية رسمية، فقد عقد شيخ محمود وغوتيريش مؤتمرا صحفيا عقب مناقشات ثنائية استمرت أكثر من ساعتين.
وأعرب غوتيريش عن سعادته بزيارة الصومال، داعيا المانحين إلى تكثيف المساعدات الإنسانية، كما عبر عن تفهمه للوضع المأساوي في البلاد، وتعهد بالوقوف إلى جانب البلد الأفريقي في الأوقات الحرجة.
وعود ورسائل
من جانبه، قال الرئيس الصومالي إن مواطنيه قادرون على تجاوز الأزمات الراهنة، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن تغير المناخ والفقر والصراعات الأهلية والإرهاب تفاقم الوضع كثيرا.
وأوضح شيخ محمود أن الزيارة تهدف إلى دعم الحكومة والعملية الديمقراطية، وتوضح التزام الأمم المتحدة بدعم خطط الدولة الصومالية في تعزيز الاستقرار وتحقيق المصالحة.
واستعرض الرئيس مع المسؤول الأممي إنجازات الشعب الصومالي بمجالات الأمن وتعزيز الحوكمة وتنمية الاقتصاد والتقدم في مسار إعفاء الديون.
وقال الرئيس الصومالي إن الأمم المتحدة شريك موثوق للصومال، وتسعى للتعاون في الشأن الإنساني ورفع حظر الأسلحة المفروض على البلاد.
فيما شدد غوتيريش على أن الصومال بحاجة إلى دعم إنساني كثيف لبناء القدرات الأمنية، وفرض الاستقرار وتعزيز التنمية، لافتا إلى ضرورة دعم جهود الحكومة للقضاء على الإرهاب لتعزيز السلام في البلاد.
وحذر غوتيريش من خطورة ثنائية الإرهاب والجفاف على حياة الصوماليين.
وعقب انتهاء الاجتماع مع الرئيس الصومالي، توجه غوتيريش إلى مدينة بيدوا بولاية جنوب غرب الصومال، والتي تضم أكبر عدد من النازحين.
وتفقد المسؤول الأممي معسكرات النزوح رفقة وزير الداخلية الصومالي أحمد معلم فقي ومدير هيئة إدارة الكوارث الصومالية، وأدلى بتصريحات قال فيها إن النازحين الذين التقى بهم في المخيمات "خسروا كل شيء"، مشيرا إلى أن "غياب الأمطار لخمسة مواسم متتالية ليس سهلا" .
وسيشارك الأمين العام في إفطار بالقصر الرئاسي باستضافة الرئيس حسن شيخ محمود، حيث يصوم اليوم لإظهار التضامن مع الفقراء الصوماليين الصائمين في ظل ظروف إنسانية صعبة.
ناقوس خطر
المختص الصومالي في الشؤون الإنسانية، أبوبكر عمر، يرى أن زيارة غوتيريش تعتبر خطوة جيدة نحو تمويل استجابة الخطة الإنسانية في الصومال التي تتطلب تمويلا بـ2.6 مليار دولار.
ويقول عمر، لـ"العين الإخبارية"، إن غوتيريش لن يعلن حزمة مساعدات مالية للصومال، لكنه يدق ناقوس خطر بشأن الوضع الإنساني في البلاد، ما يلفت انتباه المجتمع الدولي ووسائل الإعلام الدولية لتغطية احتياجات الصوماليين، ويعجل بالتالي استجابة المانحين.
ويحذر الخبير الصومالي من عدم استيعاب قادة البلاد رسالة الزيارة التي تشكل فرصة ذهبية لحشد الدعم في كافة المجالات، بداية من الحرب على الإرهاب وتقديم الدعم الإنساني، وصولا لإقناع المسؤول الأممي بأهمية إيصال المساعدات الإنسانية.
ويعتقد أبوبكر أن نتائج الزيارة ستظهر سريعا، حيث يتوقع ارتفاع تمويل خطة الاستجابة الإنسانية إلى أكثر من 50% بحلول نهاية يونيو/حزيران المقبل.