الصومال الذي دمرته الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي التي لا تزال تدور رحاها وآثارها، أدت إلى تعطيل الحياة في هذا البلد الغني بالثروات الحيوانية والنباتية والسكانية
الصومال الذي دمرته الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي التي لا تزال تدور رحاها وآثارها، أدت إلى تعطيل الحياة في هذا البلد الغني بالثروات الحيوانية والنباتية والسكانية، مما أبرز مشكلة القرصنة قبالة شاطئ الصومال في سنوات مضت كنتيجة حتمية لانهيار وتضعضع السلطة الحكومية وانهيار الاقتصاد وفقدان الأمن.. هناك من يريد للصومال البقاء تحت الفوضى والمليشيات ورفض التحول لتكون رواندا جديدة في منطقة القرن الأفريقي الحيوي والاستراتيجي، في ظل (براجماتية) وتذاكٍ من الجهات الرسمية في الصومال مع كل الأقطاب التي تثير الريبة، لن يجلب الخير لبلادها، بعدما أصبحت ألعوبة بيد قطر وتركيا وتعمل على تكثيف عملهما لضمان توسيع النفوذ القطري والتركي داخل بلادها، لاسيما بعد ظهور تقارير إعلامية داخلية ودولية تتهمها بالسماح لهم بالتدخل في الشؤون الداخلية الصومالية، خاصة فيما يتعلق بتشكيل الأجهزة الأمنية والاستخبارات.
كل ذلك يُنبئ بأن الصومال سيستمر في حال التوهان وحالة عدم الاستقرار وضعف الأمن، وربما يصدّر الإرهاب لكل الوطن العربي في قابل الأيام، في ظل الارتماء في الحضن التركي والقطري اللذين يتكسبان تجاريا وعسكريا ويستغلان الأوضاع الداخلية الصومالية المعقدة ويصدران الأموال والأسلحة والطائرات للجماعات الإرهابية
كلنا نتذكر ما قالته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأنها تملك معلومات وتسجيلات تؤكد زيارات لمسؤولين قطريين إلى الصومال، ووجود علاقات قوية بين الدوحة والحركات الإرهابية في هذا البلد، ولا شك أن قطر وتركيا تستخدمان الصومال لمغامراتهما الإرهابية والسياسية، وسيبقى الصومال كما هو منذ قرابة ثلاثين عاما، ليجعلوا من الحكومة الحالية والدولة تستمران في الغرق وفي الفوضى والإرهاب ولا تملكان السيادة، ليتبع الصومال لمن يدفع أكثر، ولا يستطيع الخروج على ما يملى عليه. وقد تأكد ذلك بعد تحفظ الصومال على قرار جامعة الدول العربية الخاص بالغزو التركي للأراضي السورية والانتقال نحو المحور القطري التركي، متجاهلا وضعه وأن موقفه يعارض الإجماع العربي والدولي.
كل ذلك يُنبئ بأن الصومال سيستمر في حال التوهان وحالة عدم الاستقرار وضعف الأمن، وربما يصدر الإرهاب لكل الوطن العربي في قابل الأيام، في ظل الارتماء في الحضن التركي والقطري اللذين يتكسبان تجاريا وعسكريا، ويستغلان الأوضاع الداخلية الصومالية المعقدة، ويصدران الأموال والأسلحة والطائرات للجماعات الإرهابية دون حسيب أو رقيب.
نعم.. من المتوقع أن يكون الصومال الخطر القادم على الكثير من الدول العربية والأفريقية وسيكون مرتعا لتخطيطات وهجرة جماعات الإخوان في ظل الصمت والتجاهل الدولي على أفعالهم، وسيكون مركزاً لتعميق النفوذ القطري في البلاد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة