لكلّ من أقحم الدّين في السّياسة وجعل منه جسرا يمر عليه من أجل السّيادة: حبالكم قصيرة وأنفاس الشعوب لا تنقطع
لكلّ من أقحم الدّين في السّياسة وجعل منه جسرا يمر عليه من أجل السّيادة: حبالكم قصيرة وأنفاس الشعوب لا تنقطع.. أكتب مقالي هذا اليوم من موقعي كإنسانة على هذه الأرض، ومن زاوية إنسانية بعيدا عن تحديد ديني أو مذهبي.
بدأ الفلاسفة ومنذ قديم الزمان بتفسير وجود الديانات بتفسيرات ميتافيزيقية تراوحت بين "الهم" و"الوهم" و"الحاجة"، وجاءت الديانات السماوية لتؤكد وجود إله واحد، ومن هنا بدأت مسيرة التوحيد عند الإنسان.
رجب طيب أردوغان الذي لم يساعد العراق من قبل، الآن أرسل طائرتين مجهزتين لقمع المتظاهرين.. قادة إيران ووجوههم في العراق تظهر بلا دم فيها ولا حياة، انتهى زمن الانتهازية والاستغلال وتنويم العقول والشعوب باسم الدين. الأوطان تعود اليوم لأصحابها بأيديهم، حان وقت شروق الشمس وانتهى زمن الظلام.
ورغم اختلاف الديانات وتنوعها على وجه الأرض اليوم، فإن الحضارة الإنسانية في هذه المرحلة تخطت كل الخلافات، لأن المبدأ الأهم والأساس الأعمق هو قبول الآخر بدون الحكم عليه أو تصنيفه حسب لونه أو أصله أو دينه، وهنا قمة الرقي الإنساني الذي نريد أن نحققه، هو نوع من التطور الرّوحي والذهني الذي يجب أن ينمو بالتوازي مع كل مظاهر التطور البشرية الأخرى.
أربعون عاما مرت علينا حزنا وحروبا واقتتالا، أربعة عقود والأرض تروى بدماء أبرياء "آمنوا" أن الدين حزنا وحدادا لا ينتهي إلا مع انتهاء الحياة.
هذا ما زرعه الخميني الذي يخفي تحت عباءته الملايين من بذور الشر المتحركة، والتي أطلقها في عقول وقلوب المؤمنين المسلمين من إيران إلى العراق، سوريا ولبنان.
بذور الشر وجذور الكراهية التي جعلت بين المسلمين الذين من المفترض أن يجمعهم نور الله وحبه، كراهية لا محدودة لبعضهم البعض.
نهم للانتقام وعطش للدم هو ما يريده وما أراده زعماء طهران منذ نهاية السبعينيات وأصحاب الأفكار "الثورية" التهديمية، الذين جمعتهم خانة واحدة وطريق دام مظلم مع الإخونجية، الظلامية والتعتيم على النّور والحضارة باسم الدين، وباسم الله، وحاشا لله ما يزعمون.. كانت عملتهم التي أثروا بها الحقد والكراهية، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، وإشعال نيران الإسلاموفوبيا التي أحرقت أحلام وقدرات شبابنا في دول العالم المتقدم (علميا).
الكتل.. الأحزاب.. الطوائف.. في العراق كلها تحت علم واحد راية ترفرف "الله أكبر"، وهنا قيمة التوحيد في معناه وشكله ومضمونه يعني الوحدة. لكن دخول أصحاب العمائم من الفرس الذين يحملون الكراهية نحو شعوبنا العربية ويحلمون باستعادة كرسي القيصر وإيقاد النيران لهيبا وحرائق في كل دول المنطقة. إنهم الهم والداء.
واليوم ما يحدث في لبنان من مظاهرات أو تظاهرات تدعو لإسقاط التشكيلة الحكومية التي بنيت على أساس إرضاء الخلافات الطائفية، وتدخّل "حزب الله" الإرهابي في شؤون السياسة، بين وعكس الواقع والحقيقة، وهي أن الناس متّحدون في إنسانيتهم قابلون لاختلافاتهم الدينية والثقافية، وأن علم الوطن ورقعته هو سر الفرح الذي قمعه حزن الحداد غير المبرر والدماء التي أريقت هدرا لسنوات.
العراق انتفض اليوم أيضا على سجانيه من أصحاب العمائم، وكل من زرع الخلافات الطائفية وركب على الحريّة التي حققها العراقيون بعد سقوط صدّام حسين والديكتاتورية المطلقة.
شعوبنا وطنيّة بدمها وأرواحها، وكل ما ورد عليها من التقسيمات الطّائفيّة، والمحاصصة السياسية كان دخيلا غريبا. اليوم تحرر الجميع من مختلف الأعمار والديانات والطّوائف ليصرخوا معا في لبنان والعراق: نريد الوطن.. نريد الوطن.
انتهى زمن الغربة والضياع.
رجب طيب أردوغان الذي لم يساعد العراق من قبل، الآن أرسل طائرتين مجهزتين لقمع المتظاهرين.. قادة إيران ووجوههم في العراق تظهر بلا دم فيها ولا حياة، انتهى زمن الانتهازية والاستغلال وتنويم العقول والشعوب باسم الدين.
الأوطان تعود اليوم لأصحابها بأيديهم، حان وقت شروق الشمس وانتهى زمن الظلام.
وللحديث بقية مفرحة.. لأن الإسلام دين السلام والمحبة والفرح.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة