انتخابات بلا توافقات.. ألغام فرماجو تزلزل الصومال
بإعلان الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو بدء المسار التنفيذي للانتخابات، تدخل البلاد منعطفا مشحونا بالألغام السياسية.
خطوة أحادية الجانب تفتح المشهد الصومالي على أسوأ السيناريوهات المتمثلة في انقسام قد يعبث باستقرار هش ببلد تكبله أطماع فرماجو بالعودة إلى الحكم.
انتخابات بلا توافق
والسبت، أعلنت الحكومة الصومالية انطلاق الانتخابات التشريعية والرئاسية العامة، في ظل انقسام حاد بين الحكومة والمعارضة بشأن عدد من النقاط أبرزها تسوية قضية إقليم غدو بين فرماجو ورئيس ولاية جوبلاند أحمد مدوبي، ونزاهة لجان الاقتراع.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس ولاية غلمدغ أحمد عبدي كاريه "قور قور"، بحضور رئيسي ولايتي هيرشبيلى وجنوب غرب الصومال وعمدة مقديشو، أعلن رئيس الوزراء محمد حسين روبلي دخول المسار التنفيذي للانتخابات حيز التنفيذ وفق الاتفاق السياسي.
وقال روبلي: "أعلن أن الحكومة الصومالية قررت انطلاق الانتخابات العامة لإجرائها في موعدها، وتعزيز الممارسة الديمقراطية في البلاد حتى لا نضيع على الشعب المزيد من الوقت".
وأضاف: "أعلن للشعب الصومالي قيام الحكومة بجهود كبيرة لحل القضايا الخلافية حول الانتخابات مع بعض الولايات الإقليمية والسياسيين الآخرين، وكرئيس للوزراء، تعهدت سابقا بإيصال البلاد إلى انتخابات توافقية في جو مستقر" .
وتابع: "في لقاء سابق مع رئيس ولاية غلمدغ أحمد عبدي كاريه قور قور ، الشهر الماضي، ناقشت معه لعب دور وسيط في حل اعتراضات ولايتي جوبلاند وبونتلاند على مسار الانتخابات العامة" .
ولفت روبلي إلى أن جولاته بالشهرين الماضيين إلى ثلاث ولايات هي بونتلاند، جنوب غرب الصومال وغلمدغ، كانت جزءا من جهود حكومية لحل القضايا الخلافية حول الانتخابات .
من جانبه، قال رئيس ولاية غلمدغ، بالمؤتمر نفسه، إن جهود الوساطة بلغت طريقا مسدودا، مضيفا أن "الحكومة الفيدرالية تجاوبت مع جهود الوساطة برحابة صدر، ولم أحصل على رد من رئيسي ولايتي جوبلاند وبونتلاند أحمد مدوبي وسعيد دني على الترتيب، بشأن مواقفهما النهائية حيال الحلول التي طرحتها بالقبول أو الرفض" .
وجاءت الخطوة بعد مشاورات استمرت اليومين الماضيين في مقديشو، بين فرماجو ورئيس الوزراء روبلي مع رؤساء ثلاث ولايات موالية لنظام فرماجو وهم: علي غودلاوي (هيرشبيلى)، وأحمد عبدي كاريه قور قور (غلمدغ)، وعبدالعزيز محمد حسن لفتاغريين (جنوب غرب الصومال) .
انقسام
ويرى مراقبون أن إعلان بدء المسار التنفيذي للانتخابات سيحدث انفجارا في المشهد السياسي، وسيقود نحو انقسام حاد حول نتائج الاستحقاقات، في ظل الخلافات الراهنة، ودون إقناع جميع المكونات السياسية بالبلاد.
وفي حال استمرار الوضع على ما هو عليه، لا يحق للرئيس فرماجو الترشح في الانتخابات القادمة طالما أنه ينحدر عشائريا من المكون القبلي للولايتين اللتين تعارضان الانتخابات.
وخلافا لذلك، سيختل نظام تقاسم السلطة السياسية العشائري في البلاد، المعروف بأربع ونصف، والمعمول به منذ إعادة تأسيس الدولة الصومالية.
ويترقب الشارع الصومالي ردود الأفعال من المجتمع الدولي، وكذلك قرار ولايتي جوبلاند وبونتلاند ومجلس اتحاد مرشحي الرئاسة الذي يضم 14 شخصا من أبرز الوجوه السياسية، وتشكل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لوقف محاولات فرماجو لاختطاف الانتخابات.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMS4xODQg جزيرة ام اند امز