"حوار فاشل".. 3 سيناريوهات مستقبلية لأزمة الصومال
فشلت جولة من المشاورات السياسية غير الرسمية حول انتخابات الصومال، رغم مشاركة دولية رفيعة، ما فتح مستقبل البلاد على 3 احتمالات.
ولم يحدث أي اختراق في جولة المشاورات التي جرت في الأيام الثلاثة الماضية بمشاركة الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو، ورئيس الوزراء محمد حسين روبلى، و5 من قادة الولايات.
وجرت المشاورات أيام 3 و4 و7 أبريل/ نيسان الجاري في مجمع حلني الدبلوماسي داخل مطار مقديشو الدولي، برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ونظيره الأوروبي، إلى جانب سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا.
واتهم وزير الإعلام الصومالي عثمان دبي في تسجيل مصور نشره التلفزيون الرسمي مساء الأربعاء، ولايتي جوبلاند وبونتلاند "معارضتين لفرماجو"، بإفشال المؤتمر وعرقلته بوضع شروط جديدة في كل مرة تجتمع فيها الأطراف الصومالية لبحث حلول الأزمة الراهنة.
من جانبه، رد رئيس ولاية بونتلاند سعيد عبدالله دني على هذه الاتهامات، وحمل فرماجو مسؤولية فشل المشاورات.
وكشف دني في تصريحات صحفية أن تسجيل وزير الإعلام جرى تصويره مسبقا، ما يعد دليلا على إصرار فرماجو على إفشال الحوار السياسي.
وفور انهيار جولة الحوار، أطلق المجتمع الدولي مبادرة لإنقاذ المشاورات الرامية للتوصل إلى اتفاق حول أجندة المؤتمر التشاوري المقبل، ووضع أسس لإجراء انتخابات في البلاد.
وفي هذا الصدد، التقى المبعوث الأممي للصومال، جيمس سوان، رؤساء الولايات الثلاث المتحالفة مع فرماجو، وهي جنوب غرب الصومال، وغلمدغ، وهيلرشبيلى، وطلب منهم تقديم تنازلات وإبداء مرونة في الحوار.
ومن المقرر أن يجتمع المبعوث أيضا مع رئيسي ولايتي جوبلاند وبونتلاند في وقت لاحق.
3 احتمالات
ويرى المحلل السياسي الصومالي محمد نور أن أسباب فشل الحوار السياسي هي انعدام الثقة بين الأطراف الصومالية، وتمسك فرماجو بالسلطة دون تقديم تنازلات في مسار المفاوضات.
وتابع "كما أن فشل القادة في الاتفاق على أجندة موحدة للمؤتمر التشاوري العام المقبل، ورفض فرماجو توقيع مرسوم يقضي بتسليم إدارة شؤون الأمن والسياسة إلى رئيس الوزراء محمد حسين روبلى، من أسباب فشل المشاورات".
وأضاف نور في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "انهيار المشاورات يلقي بظلاله على الوضع الأمني والسياسي في البلاد، إذ يعمق حالة الانسداد الراهنة ويعمق التهديد الأمني".
ويعتقد نور أن المشهد الحالي مفتوح على عدة احتمالات أبرزها العودة إلى طاولة الحوار مجددا بضغوط دولية.
وهناك احتمال آخر يطرحه نور، وهو محاولة فرماجو تمديد فترته الرئاسية عبر البرلمان، ما يمكن أن يقود إلى انقسام البرلمان بسبب الحضور القوي للمعارضة داخل المجالس التشريعية.
بينما يرى مراقبون احتمالا ثالثا، هو توجه البلاد نحو مجلس انتقالي وطني تحت رعاية دولية، يقودها حتى إجراء انتخابات توافقية ونزيهة.
ويحاول فرماجو المنتهية ولايته في 8 فبراير/شباط الجاري، التمسك بالسلطة وتأزيم مسار إجراء الانتخابات الرئاسية، ومنع أي محاولة احتجاج ضد بقائه في السلطة بشكل غير دستوري.
وفي مواجهة ذلك، أعلنت المعارضة عدم اعترافها بفرماجو رئيسًا شرعيا للبلاد، وشكلت مجلس اتحاد مرشحي الرئاسي الذي يتصدر رفقة بعض الولايات المعارضة للرئيس المنتهية ولايته، المشهد المعارض في البلاد، ويطالب بتنظيم انتخابات عامة نزيهة وشفافة بأقرب وقت ممكن.