بوصلة «الانتقال الأمني».. الصومال ينشد دعما دوليا لبناء جيشه
الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يناشد الشركاء الدوليين مواصلة الدعم لبناء جيش "يتسم بالكفاءة والفاعلية" لتعزيز قدرات مواجهة الإرهاب.
وقال شيخ محمود، في كلمة ألقاها الثلاثاء بافتتاح مؤتمر أمني دولي حول الصومال بنيويورك: "من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن يدعم المجتمع الدولي الصومال في بناء القدرات المطلوبة".
وأوضح خطة حكومته لبناء قوات أمن صومالية قادرة وخاضعة للمساءلة وبتكلفة معقولة.
وقال إن المرحلة الأولى تبدأ بأولويات فورية تتمثل في تشكيل قوات أمنية كافية ومدربة ومجهزة لتلبية متطلبات العملية الهجومية والحفاظ على الأراضي المحررة.
وتركز المرحلة الثانية على بناء القدرات، والحفاظ على المكاسب، والاستجابة للتهديدات الناشئة التي تنقل المسؤوليات من الجيش إلى الشرطة.
وتتضمن المرحلة الثالثة من الخطة الاستمرار في بناء وتوسيع قدرة القطاع الأمني ليشمل البحرية والجوية مع التركيز بشكل أكبر على الشرطة والعدالة.
وبحسب الرئيس الصومالي، فإن تنفيذ الخطة يغطي الفترة حتى عام 2029، أي بلوغ البلاد مرحلة اعتماد ذاتي لإدارة الوضع الأمني.
وكرر إصراره على "القضاء" على حركة الشباب في الصومال، مشددا على أن الخطة هي هزيمة حركة الشباب "مرة واحدة وإلى الأبد".
وقال إن الحكومة الصومالية لديها خطة واضحة للغاية لهزيمة حركة الشباب عسكريا الآن.
وأضاف أن "الأمر قد يستمر من الناحية الأيديولوجية في وقت ما، لكننا نريد أن نأخذ حركة الشباب إلى مستوى لا تشكل فيه بعد الآن تهديدًا للصومال والدول المجاورة لنا".
ووفق الرئيس الصومالي، فإن المجتمعات المحلية الصومالية ساندت الجيش بقوة في حربه على حركة الشباب في تطور غير مسبوق في تاريخ الصراع.
ولفت إلى أن ما تقدم "ساعد الحكومة على تحقيق مكاسب ميدانية كبيرة وتحرير عشرات الآلاف الكيلومترات من التنظيم المتطرف".
وأشار شيخ محمود إلى أن "هزيمة الإرهاب مرهونة بملف التنمية والتعليم والصحة وأن المناطق التي تحررت من قبضة الإرهابيين تتمتع بخدمات أساسية اليوم بعد نحو عقد ونصف من توقفها".
أرقام ومعايير
وفي تصريحات إعلامية، قال مستشار الأمن القومي الصومالي حسين الشيخ علي إن خطة الحكومة تتمثل في إعداد 30 ألف جندي من الشرطة و8 آلاف و500 من قوات مصلحة السجون.
وأوضح أن "الخطة لا تشمل جهاز المخابرات والقوات البحرية والجوية والقوات الخاصة التي تسعى الحكومة إلى معالجتها بشكل منفصل".
وأكد أن "عدد القوات متوفر لكن التحديات قائمة في التسليح والتدريب والتأكد من الجودة المطلوبة لأداء المهام".
وذكر مستشار الأمن القومي الصومالي أن مخرجات المؤتمر تشكل نواة دعم دولي موحد تجاه المجال الأمني والدفاعي.
وأشار إلى أن الحكومة ستتعامل مع الدول بشكل ثنائي في خارطة متفق عليها دوليا للحصول على حجم الدعم الذي تستطيع كل واحدة أن تقدمه إلى مقديشو لتنفيذ سياسة الانتقال الأمني.
فرصة تاريخية
ووفق الخبير العسكري الصومالي العقيد أحمد عبدالله فإن "قدرة الدبلوماسية على جمع هذه الدول والمنظمات على طاولة واحدة يعد إنجازا غير مسبوق بحد ذاته".
وأضاف عبدالله، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن ثمة رؤية أمنية وسياسية ثاقبة قادت البلاد الوصول إلى هذه المرحلة، لافتا إلى أن إطلاق عملية عسكرية ضد حركة الشباب دون دعم دولي جاهز كانت مغامرة ناجحة يجب الاستمرار بها.
واعتبر أن "الجيش سيكون جاهزا من حيث العدد في ظرف أيام معدودة، لكن التحدي يكمن في التسليح والتدريب وإنشاء منظومة منضبطة تلتزم المعايير التي تتطلبها المهنة الصعبة والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم".
ويعتقد الخبير العسكري أن "الصومال يمر الآن بمنعطف خطير في حال فشل احتواء الدعم الدولي الجدي"، مشددا على أن مقديشو أمام "فرصة تاريخية لا تتكرر لفرض استقرار مستدام وبناء الجيش وهزيمة الإرهاب، وبناء منظومة أمنية متطورة تواكب احتياجات الصوماليين".
aXA6IDMuMTQzLjIzLjM4IA==
جزيرة ام اند امز