أذرع قطر الإرهابية بالصومال في مرمى الغارات الأمريكية
الغارات الأمريكية المكثفة أضعفت حركة الشباب الإرهابية المدعومة قطريا في الصومال، إلا أن اجتثاثها يتطلب جهدا فكريا.
تقود الولايات المتحدة الأمريكية حملة جديدة ضد حركة الشباب الإرهابية في الصومال بتكثيف الهجمات على مواقعها بالطائرات دون طيران "الدرونز"، معلنة أن الهدف هو اجتثاثها.
وتمكنت الحملة وفقا لخبراء صوماليين تحدثوا لـ"بوابة العين" الإخبارية في مزيد من الانحسار للحركة المتطرفة التي أصبحت في جيوب محدودة بأقاليم صومالية وسط تضاؤل لأنشطتها الإرهابية والتخريبية بالبلاد.
وفي تقدير الخبراء أن اجتثاث هذه الجماعة الإرهابية يتطلب مزيداً من الجهد الدولي والإقليمي الى جانب ضرورة أن تستصحب الهجمات العسكرية بمعالجات فكرية لتقليل حظوظها في استقطاب عناصر جديدة من الشباب الصومالي وغيره للقتال بصفوفها.
ولم تكن الهجمات الأمريكية على حركة الشباب الإرهابية التي -تعد دولة قطر إحدى رعاتها "مالياً"- وليدة اللحظة، بل تبنت واشنطن استراتيجية متكاملة للقضاء على الجماعة المتطرفة منذ نشأتها في العام 2006، وبدأت أكثر عنفاً الشهر الحالي، حيث سرعت نسق هجمات الطائرات بدون طيار مما أدى إلى مقتل عشرات الإرهابيين من حركتي الشباب وداعش.
وصنفت وزارة الخارجية الأمريكية في قرار صادر 29 فبراير/ شباط 2008م حركة الشباب الصومالية بأنها حركة إرهابية وأنها مجموعة متطرفة عنيفة ووحشية تنتمي لتنظيم القاعدة، قبل أن تعلن تجميد أموال الحركة في الولايات المتحدة.
وكان الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي في الصومال فرنسيسكو ماديرا أكد على هامش قمة للتكتل في أديس ابابا الشهر الماضي "أن هجمات الطائرات بدون طيار خصوصا هي بصدد اجتثاث الشباب الذين تكبدوا خسائر فادحة.. إنه لأمر جيد أن ينتهي الإرهاب"، مشدداً على أن غارات واشنطن "بصدد اجتثاث" المسلحين المتطرفين.
ويرى الباحث في مركز مقديشو للدراسات، آدم شيخ حسن، أن الحملة الأمريكية نجحت في إضعاف حركة الشباب الصومالية كثيراً وانحسرت إلى جيوب محددة "وسيحالفها النجاح إذا كثفت من وتيرتها الهجومية".
واستبعد شيخ حسن خلال تعليق لـ"بوابة العين" الإخبارية، القضاء نهائياً على الحركة المتطرفة: "هذا الشيء يبدو صعباً في تقديري، أقلها خلال المدى القريب؛ نظرا لتجذر الجماعة فكرياً وعسكرياً، ما يتطلب إزالتها مزيدا من الوقت".
ونصح الخبير الصومالي، بضرورة أن تصاحب الهجمات العسكرية حملة فكرية توعوية بمخاطر التطرف، الأمر الذي سيقلل من حظوظ الجماعة في استقطاب عناصر جديدة للقتال بصفوفها، لافتاً إلى وجود مراكز تعني بهذه القضية في الصومال، لكنها غير مؤهلة بالشكل المطلوب وتنقصها كثير من الإمكانات.
بدوره، شدد الخبير في الدراسات السياسية والأمنية أسامة عيدروس علي أن واشنطن لن تتوانى في حسم حركة الشباب الصومالية بعد ما تجرعت كثيراً من كأس التطرف خلال الحقبة الماضية، لافتاً إلى تراجع الحركة في الفترة الأخيرة.
ويتفق عيدروس الذي تحدث لـ"بوابة العين" الإخبارية، مع الخبير الصومالي آدم شيخ حسن، حول صعوبة اجتثاث نهائي لجماعة الشباب في الوقت القريب قائلاً :"لكن ستظل مجرد جيوب محدودة ليس بذات الخطر السابق".
وارتكبت حركة الشباب، أحد أذرع الإرهاب القطري في الصومال، أعمالاً وحشية ومجازر بحق المدنيين والقيادات السياسية وقامت عناصرها بتفجيرات انتحارية في العاصمة مقديشو وأجزاء متفرقة بالبلاد، ولعل أبرز أعمالها الوحشية تفجير داخل فندق ببلدة بلدوين قضى باغتيال وزير الداخلية السابق عمر حاشي و30 شخصاً آخرين على الأقل.
ولم تكتفِ الحركة المتطرفة باستهداف المدنيين، فإلى جانب قيامها بالتضييق على السكان بمنع الرقص والموسيقى في حفلات الزفاف وإغلاق المقاهي ودور السينما ومنع مشاهدة الأفلام السينمائية والنغمات الموسيقية في الهواتف المحمولة ولعب مباريات كرة القدم أو مشاهدتها، عمدت إلى تدنيس أضرحة ومساجد تخص صوفيين في مناطق سيطرتها.
وسبق أن قالت "المجموعة الدولية للأزمات"، في تقرير لها أغسطس/آب، إن قطر مولت إرهابيين في الصومال في إطار تدخلها التخريبي في منطقة القرن الأفريقي.
كما ذكر موقع "جاروي أون لاين" الإخباري الصومالي أن قطر تستغل الأوضاع الأمنية المزرية التي يخلفها الإرهاب في الصومال، وعمل بعض الشباب في صفوف المليشيات لكي تجندهم للعمل كمرتزقة لديها.
ويخدم التدخل القطري في القرن الأفريقي في الأساس مصالح كل من تركيا وإيران اللتين تتوغلان بقوة في أفريقيا عبر إضعاف دولها.