أكثر من ست سنوات مرت على بداية ما يسمى الربيع العربي الذي عصف بالدول العربية وحوّل استقرارها النسبي وهدوءها إلى حالة من عدم الاستقرار، وجعل الدول العربية ودول المنطقة على صفيح ساخن، تعيش فيه خريفا عربيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث تساقطت الاقتصادات و
أكثر من ست سنوات مرت على بداية ما يسمى الربيع العربي الذي عصف بالدول العربية وحوّل استقرارها النسبي وهدوءها إلى حالة من عدم الاستقرار، وجعل الدول العربية ودول المنطقة على صفيح ساخن، تعيش فيه خريفا عربيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث تساقطت الاقتصادات وانهارت الموازنات العامة السنوية وخطط التنمية كتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف، كل ذلك كان بسبب الدفع بالإخوان نحو كراسي السلطة من أجل شرق أوسط جديد، وإن كان ذلك بيد من حديد، استخدم فيها الإخوان وهو الفصيل المختار لهذه المهمة على الرغم من قلة الخبرة السياسية بل وانعدامها بسبب جلي وواضح يكمن في أن هذا الفصيل وإن كان تنظيما دوليا كان يمارس السياسة في نطاق دوائر محدودة داخل التنظيم، فإن الإطار العام لعمل التنظيم هو ممارسة الأعمال والأفعال تحت جنح الظلام تماما كاللصوص .
كانت المراهنة على تنظيم الإخوان مرتبطة بمصالح وتعهدات والتزامات سابقة، بموجبها سيتم دعم التنظيم إعلاميا وسياسيا وماديا، فالحسابات منتهية والغنائم مفصول في أمر تقسيمها بتوافق تام بين الأطراف المستفيدة، بغض النظر عن موانع دعم هذا التنظيم الذي يكفر المجتمعات ولا يعترف بها، والأدهى من ذلك بأن كتب مؤسس التنظيم وقياداته تكفر داعميهم الحاليين وتصنفهم كدول معادية للإسلام وشرع الله، ولكن ما أن تلاقت المصالح عُطّلت الآراء والنصوص، كيف لا وقد عُطّلت نصوص القرآن والأحاديث النبوية فيما يتعلق بالتحزب وطاعة ولي الأمر وعدم مفارقة الجماعة وأن درء المفاسد أولى من جلب المصالح.
لم يكتف البعض بمجرد رفْض فكرة أن يتم تصنيف تنظيم الإخوان تنظيما إرهابيا بل شحذ همته وأقلامه وحساباته في وسائل التواصل وأدواته وتفرغ للدفاع عن الإخوان وتنظيمهم حتى وإن كان ذلك بفبركة المواقف
مع العنف الذي حدث منذ تأسيس التنظيم والاغتيالات التي تمت وما تسطره كتب مؤسس التنظيم وقصص المنشقين عن تنظيم الإخوان، إلا أن البعض يستميت في إنكار ذلك بمحاولة تسويق تلك الصورة البريئة لذاك الذئب على أنه حمل وديع الا أن المتتبع لتاريخ الإخوان الدموي، الذي بدأ في العام 1945 باغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر في قاعة البرلمان واغتيال القاضي أحمد الخازندار الذي كان ينظر قضية تفجير الإخوان لدار السينما في العام 1948، وصولا لاغتيال المستشار هشام بركات وحرق مراكز الشرطة وتصريحات محمد بديع وخيرت الشاطر وباقي قيادات الإخوان الذين كانوا على استعداد لإحراق مصر من أجل التنظيم، فالوطن ليس إلا حفنة من تراب عفن كما قال سيد قطب، كما أن المتابع ليس بالسذاجة التي تجعله منساقا لتبرير البعض أن الإخوان أعلنوا تخليهم عن العنف في سبعينيات القرن الماضي، وهل سيعترف اللص بأنه لا يزال يسرق!
لم يكتف البعض بمجرد رفض فكرة أن يتم تصنيف تنظيم الإخوان تنظيما إرهابيا بل شحذ همته وأقلامه وحساباته في وسائل التواصل وأدواته وتفرغ للدفاع عن الإخوان وتنظيمهم حتى وإن كان ذلك بفبركة المواقف وافتراض نظريات خاطئة ومحاولة تعميمها كفرضية أن هناك من يدافع عن أنظمة مستبدة، يرفض إسقاطها بدعوى المعادلة الصفرية، وهي إما بقاء تلك الأنظمة وإما داعش، بينما المتابع لأحداث ظهور داعش يعلم تماما بأن بداية ظهور هذا التنظيم كانت في العراق لا في مصر أو تونس أو ليبيا، وهي البلدان التي كانت مستهدفة بداية بما يسمى الربيع العربي، بل حتى في سوريا فإن تواجد تنظيم داعش وأتباعه هو امتداد لتواجد التنظيم في العراق، لذا فمن غير المنطقي طرح نظرية الصفرية تلك بهذه السذاجة، بل إن نفس من يطرح هذه الفكرة هو ذاته من يروج أن مواجهة الإخوان ومحاكمتهم وفقا للقوانين سيخلق قاعدة جديدة في السجون، متناسيا بأن قيادات القاعدة كأسامة بن لادن والظواهري والزرقاوي خرجوا من رحم تنظيم الإخوان.
ازدواجية المعايير ليست بجديدة، لكن الجديد هو أن ينكر البعض على الإمارات حقها الأصيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة فصيل أو تنظيم استهدفها علانية في مؤسساتها، بينما يمارس هو حرب الوكالة في تسخير قلمه وأدواته المنحرفة عن اعتبارات الحق للتهجم على الإمارات وترويج الأكاذيب، ومستميتا في تلك الحرب وكأنها حربه المقدسة للدفاع عن تنظيم لو سألناه سينكر أنه ينتمي له، لكنه يقدس تلك الحرب بالشكل الذي يجعل منه على دراية ووعي لكل الجوانب للدرجة التي تجعله أكثر دراية من الأجهزة السيادية الأمريكية والرئيس الأمريكي ترامب، وهو الأمر الذي دفع به لتحذيره من إعلان الإخوان تنظيما إرهابيا وأن ذاك الإعلان إن تم فإن في ذلك إضرارا بالمصالح الأمريكية.
مهما استمات البعض في الدفاع عن تنظيم الإخوان ومهما كان الدافع من ذلك متغيرا بحسب المصالح إلا أننا نقول:
"عذرا إنهم إرهابيون".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة