حريق برلمان جنوب أفريقيا.. "الرجل الغامض" يشعل الجدل

على مدى يومين استمرّ حريق هائل بمبنى برلمان جنوب أفريقيا قبل أن يستطيع رجال الإطفاء إخماد النيران التي طالت مفاصل الهيئة التشريعية.
ورغم انشغال وسائل الإعلام بالحريق الهائل الذي استمر ساعات طويلة، خاض فيها رجال الإطفاء معركة صعبة لاحتواء النيران التي التهمت برلمان جنوب أفريقيا، إلا رجلا غامضا سرق الأضواء من الحادث، بعد مثوله أمام المحكمة لمواجهة اتهامات بإشعال الحريق.
متهم غامض وبسيط
ووثقت الكاميرات حضور الرجل الخمسيني إلى قاعة المحكمة، وهو في حالة ارتباك، بينما كان شكله يوحي ببساطته، فقد كان ملتحيا ويرتدي قميصًا رماديًا مع سروال قصير بطول الركبة.
وبعد نزع قناعه واستدارته لمواجهة كاميرات التلفزيون والمصورين، بدا الرجل في غاية الخوف من الأجواء المحيطة.
وأظهرت كاميرات المراقبة وجود المشتبه به في المبنى حوالي الساعة الـ2 صباحًا بالتوقيت المحلي.
وقالت وزيرة الأشغال العامة باتريشيا دي ليل لوكالة فرانس برس: "لكن الأمن لم يره إلا في السادسة صباحا، عندما نظروا إلى الشاشات بعد أن نبههم الدخان".
الوزيرة نفسها أوضحت في مؤتمر صحفي يوم الإثنين، أن "المشكلة هي أنه لم تكن هناك مراقبة لكاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة في تلك الليلة المصيرية.. بالتأكيد، كان هناك خرق أمني"، مشيرة إلى أن هذا قيد التحقيق.
وألقي القبض على الرجل (49 عاما) ويدعى زانديل كريسماس مافي، في مبنى البرلمان، ومثل لفترة وجيزة أمام المحكمة أمس الثلاثاء، للرد على اتهامات باقتحام وإشعال النار في مقر الهيئة التشريعية لجنوب أفريقيا.
وكانت التهمة تتضمن الشروع في سرقة ممتلكات يحويها مقر البرلمان، بما في ذلك أجهزة كمبيوتر محمولة، وأوان فخارية ووثائق.
لكن الغموض يلف قيام الرجل بإشعال الحريق الهائل، ليبقى السؤال هل كان اندلاع النيران بالخطأ، وشرارة السرقة أشعلت كامل البرلمان؟!
وقال محامي المتهم لوفويو جودلا، الذي يدافع عنه، دون مقابل، إن الرجل أكد أنه غير مذنب، بينما جادل المدعون ضد منحه حرية مؤقتة، وظل رهن الحبس الاحتياطي حتى 11 يناير/كانون الثاني الجاري، على ذمة المزيد من التحقيقات، والتي تعتمد على متى يمكن للمحققين دخول مبنى البرلمان، الذي دمرته النيران.
ومع أنه لم ترد معلومات عن وقوع إصابات فى الحريق؛ إلا أن الدمار صدم سكان هذا البلد، حيث طالت النيران المجلس المكسو بألواح خشبية حيث تعقد المناقشات البرلمانية، ويلقي رئيس البلاد خطابه السنوي عن حالة الأمة.
وقال المتحدث باسم البرلمان مولوتو موثابو، في تصريحات صحفية: "الغرفة بأكملها حيث يجلس الأعضاء... قد احترقت".
بداية الحريق
بدأ الحريق في الجزء الأقدم من المجمع، وهو القسم الذي كان يضم في السابق أول برلمان في جنوب أفريقيا، تم الانتهاء منه عام 1884، وهو المكان الذي يحتفظ فيه البرلمان بالكنوز الوطنية، بما في ذلك حوالي 4000 قطعة تراثية وعمل فني، يعود بعضها إلى القرن السابع عشر.
ثم امتد الحريق إلى الجمعية الوطنية الأحدث، ومبنى ثالث يضم مجلس الشيوخ (المجلس الوطني للأقاليم).
وقال المحققون إن الحريق اندلع في منطقتين منفصلتين، وأن نظام رش الماء لإخماد النيران لم يعمل بشكل صحيح، بسبب انقطاع المياه عن المنطقة.
وليس هذا أول حريق يندلع في برلمان جنوب أفريقيا؛ ففي مارس/آذار الماضي، اندلع حريق آخر في الأجنحة القديمة بالبرلمان، ولكن تم احتواؤه بسرعة.
وتعرضت كيب تاون؛ حيث مقر البرلمان، لحريق كبير آخر في أبريل/نيسان 2021، عندما شبّ حريق في جبل تيبل، الذي يطل على المدينة، ودمر جزءًا من مكتبة جامعة الكاب، التي تحتوي على مجموعة فريدة من الأرشيفات الأفريقية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز