العالم يوجه أنظاره لجنوب ليبيا.. خبراء: فتش عن النفط و"فاغنر"
تتجه أنظار العالم بشكل متزايد إلى جنوب ليبيا؛ المنطقة المهملة تاريخيا وتعصف بها الأزمات الاقتصادية والأمنية، ما يثير كثيرا من التساؤلات.
وأمس الأربعاء، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إطلاق برنامج "بناء السلام المحلي والتعافي" لدعم سكان جنوب ليبيا، وذلك بحسب بيان صدر عن البرنامج الأممي.
وقال البرنامج إنه "وبالتعاون مع الحكومة، يقيم شراكات مع السلطات المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لإحلال سلام شامل ومستدام للجميع على مستوى المجتمع المحلي".
ويهدف "برنامج بناء السلام المحلي والتعافي" -وفق البيان- إلى "تحسين الثقة بين المواطنين والمؤسسات المحلية وتحسين الخدمات الأساسية وفرص كسب العيش لسكان جنوب ليبيا".
وتابع البيان: "يمكن إحلال السلام في ليبيا عبر بنائه من الأساس لا سيما في الجنوب".
وعن ذلك، قال مارك أندريه فرانش الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا، إن "إطلاق تقرير التنمية البشرية العام الماضي سلّط الضوء على التأثير المدمر للعقد الماضي على الاستثمار والتقدم في ليبيا والذي يعادل خسارة 20 عاماً".
وأضاف: "اليوم، نحن رفقة وزارة التخطيط ووزارة الحكم المحلي لدعم سكان الجنوب.. يركز برنامجنا على تحسين سبل العيش وخلق فرص العمل ودعم الأعمال التجارية على مدى السنوات الثلاث المقبلة في تسع بلديات ذات التأثير الأكبر محلياً".
ويعمل البرنامج الإنمائي، وفق بيانه، على "إحلال سلام مستدام وتعزيز الاقتصاد المحلي في جنوب ليبيا من خلال دعم الحكومة في توفير الخدمات الأساسية وإيجاد فرص عمل للشباب والنساء".
وقبل ذلك، أبدت الولايات المتحدة أيضاً اهتماماً بجنوب ليبيا، حيث أعلنت عبر خارجيتها في 25 مارس/آذار الماضي، عن استراتيجية مدتها 10 سنوات تنفذها في الدول التي تمر بصراع سياسي وبينها ليبيا، مؤكده أن خطتها الجديدة ستنطلق وتركز على جنوب ليبيا.
هذا أكده أيضا المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، الذي قال خلال لقاء مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني في أبريل/نيسان الماضي، حين قال إن "الاستراتيجية العشرية الجديدة ستجلب التركيز للمناطق المهمشة تاريخيا في ليبيا"، في إشارة لجنوب البلاد.
ورغم أن منطقة الجنوب الليبي أو كما تُسمى في ليبيا "إقليم فزان" هي فعلا منطقة مهمشة تاريخيا وفي ظل جميع الحكومات الليبية المتعاقبة، فإن التركيز عليها في الوقت الحالي وفي ظل أزمات تعصف بكل البلاد، يثير تساؤلات لدى الليبيين.
ليبيون يجيبون
الكاتب الليبي نور الدين السبهاوي، وهو من سكان جنوب ليبيا، قال عن ذلك الاهتمام الدولي "إنه أمر يثير الفرح والريبة معا".
وأضاف في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "تركيز الولايات المتحدة الأمريكية على جنوب ليبيا أمر يعد غريبا بعض الشيء، فإن كانت الخطة العشرية لواشنطن تستهدف استقرار ليبيا والدول التي بها نزاع سياسي؛ فالجنوب الليبي ليس من المناطق المتنازع عليها سياسيا، بل إن ما تعانيه المنطقة هي مشكلات اقتصادية وأمنية بحتة".
وتابع: "مشكلة الجنوب الأولى هي انتشار عصابات تهريب الوقود الذي يصل للجنوب وعصابات تهريب البشر، لا سيما أن المنطقة الجنوبية متاخمة للسودان والنيجر وتشاد، وهي من أهم الدول التي تعتبر مصدرا للمهاجرين غير الشرعيين القاصدين أوروبا".
السبهاوي أوضح أيضا أن "الجنوب الليبي يعج بالعصابات والفصائل المسلحة المناوئة لدول الجوار الأفريقية"، مستطردا بالقول "في الفترة الأخيرة أعاد الجيش الليبي بعضا من الاستقرار الأمني للجنوب الليبي بعد أن أرسل قواته للمنطقة لمكافحة الجريمة والتهريب".
أما اقتصاديا فيقول الكاتب الليبي، إن "الجنوب الليبي غير محسوب تماما في ميزانيات التنمية لدى الحكومات المتعاقبة"، مضيفا "مشكلتنا اقتصادية أمنية، وأهالي الجنوب بعيدون عن الصراع السياسي، فمن الأولى التركيز على حل المشكلة السياسية في ليبيا وإيجاد حكومة موحدة توضع لها خطة للتوزيع العادل لإيرادات النفط ليكون الجنوب بخير".
النفط هو المفتاح
وعلى ذكر النفط، أكد الخبير الليبي في العلاقات الدولية فتحي الكراتي أن "النفط والطمع الدولي في احتياطياته، هو محور التفات الجميع للجنوب الليبي".
وأضاف: "واشنطن مثلا تعي جيدا أن أكبر مخزون من النفط في ليبيا في الجنوب، وأكبر عدد حقول في الجنوب، بالتالي هي تسعى للسيطرة على المنطقة لمواجهة النقص العالمي للطاقة".
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، أضاف الخبير الليبي أن "هذا هو سبب تكالب الجميع على الجنوب الليبي الذي يعد مهمشا وفقيرا لعقود طويلة"، متسائلا "لماذا الآن يهتمون به؟".
الكراتي تحدث أيضا عن سبب آخر لـ"لالتفات الدول المختلفة المريبة" كما يسميها، للجنوب الليبي، قائلا: "واشنطن تتهم قوات فاغنر الروسية بالوجود في الجنوب الليبي، وهي تسعى لإخراجهم من هناك".
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA== جزيرة ام اند امز