«هدنة فول الصويا».. اتفاق أمريكي-صيني ينعش المزارعين بعد شهور من القلق
منحت الهدنة التجارية التي عُقدت يوم الخميس بين الولايات المتحدة والصين مزارعي فول الصويا الأمريكيين قبلة حياة، كانوا في أمسّ الحاجة إليها بعد أشهرٍ من القلق من أن مقاطعةً صينيةً مطوّلة قد تُفقِدهم القدرة على الاستمرار في العمل.
وصرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أذن لبلاده بالبدء في شراء "كمياتٍ هائلة" من فول الصويا والذرة الرفيعة ومنتجاتٍ زراعيةٍ أخرى، قائلًا: "سيكون مزارعونا سعداء للغاية!".
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، لم تُكشف الشروط النهائية للاتفاقية بعد، إلا أنّه يبدو أن مشتريات الصين من المنتجات الزراعية ستعود إلى مستوياتها السابقة قبل عودة ترامب إلى منصبه وبدء الحرب التجارية الجديدة.
وصرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت لشبكة "فوكس للأعمال" بأن الصين وافقت على شراء 12 مليون طن متري من فول الصويا الأمريكي هذا العام، من الآن وحتى يناير/كانون الثاني، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 25 مليون طن متري سنويًا خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وأوضح بيسنت أن الكميات المتفق عليها تتماشى مع متوسط المشتريات الصينية في السنوات الأخيرة، التي تراوحت بين 25 و30 مليون طن متري، مشيرًا إلى أن تقلب أسعار فول الصويا يجعل من الصعب تحديد قيمة الإنفاق الصيني المستقبلية.
وبيّن بيسنت، الذي يمتلك آلاف الأفدنة من مزارع فول الصويا في ولاية داكوتا الشمالية، أنه يتوقع أن يواصل الرئيس ترامب الضغط على الصين لإجراء مشترياتٍ إضافية.
ويُعدّ فول الصويا أكبر صادراتٍ أمريكية إلى الصين من حيث القيمة، إذ بلغت قيمة مشتريات الصين العام الماضي 12.6 مليار دولار. إلا أنه بعد فرض ترامب رسومًا جمركيةً مرتفعة على الواردات الصينية، حوّلت بكين مشترياتها من فول الصويا إلى البرازيل.
وقد أثار فقدان الصين كمشتري رئيسي لفول الصويا والمنتجات الزراعية الأمريكية الأخرى مخاوف واسعة في الأرياف الأمريكية من تكرار أزمة زراعية مشابهة لأزمة الثمانينيات، واحتمال إفلاس العديد من المزارع.
وكانت إدارة ترامب تستعد لتقديم مساعداتٍ فيدراليةٍ للمزارعين لمساعدتهم على تجاوز موسم الحصاد الحالي، غير أنّ هذه الخطط توقفت بسبب الإغلاق الحكومي الفيدرالي المطوّل.
وقال بيل ويلسون، أستاذ الأعمال الزراعية والاقتصاد التطبيقي في جامعة ولاية داكوتا الشمالية: "سيُخفف هذا الاتفاق من وطأة الأزمة، إذ تسعى إدارة ترامب إلى تلبية مطالب المزارعين ودعمهم".
وأشار ويلسون إلى وجود العديد من الأسئلة العالقة حول آلية تنفيذ الاتفاق والإجراءات العملية لتفعيله.
يُذكر أن الاتفاقية التجارية التي توصل إليها ترامب مع الصين عام 2020 تضمنت أيضًا التزاماتٍ بشراء كمياتٍ كبيرة من السلع الزراعية الأمريكية، إلا أن جائحة كوفيد-19 عطّلت سلاسل التوريد العالمية في ذلك العام.
ووفقًا لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، فإن الصين اشترت فقط نحو 83% من المنتجات الزراعية الأمريكية التي التزمت بشرائها حتى عام 2021.
وتُوصف الاتفاقية التجارية الحالية بين الولايات المتحدة والصين بأنها هدنة لمدة عامٍ واحد، ما يترك الباب مفتوحًا أمام إعادة التفاوض بشأن التزامات الشراء الزراعي مستقبلًا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU0IA==
جزيرة ام اند امز