خبير فضائي لـ"العين الإخبارية": "مسبار الأمل" يمهد لاستعمار المريخ
الدكتور علاء النهري كشف خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" عن فرصة نجاح مهمة "مسبار الأمل" والقيمة العلمية والاقتصادية لها
قال الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، إن مهمة "مسبار الأمل" تطور طبيعي للإنجازات التي حققها قطاع الفضاء الإماراتي، والتي وضعت الإمارات في مقدمة الدول العربية بمجال الفضاء.
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية" كشف النهري عن فرص نجاح مهمة المسبار والقيمة العلمية والاقتصادية لها وتصوراته لكيفية استفادة العرب من الزخم الذي ستحدثه هذه المهمة التاريخية.. وإلى نص الحوار:
- بداية.. ما هي فرصة نجاح هذه المهمة؟
فرصة نجاح المهمة تصل إلى 100%.. متابعتي للاختبارات التي أجريت للمسبار تجعلني أعطيه هذه النسبة الكبيرة، فكل الاختبارات، لاسيما اختبار "محاكاة البيئة الفضائية"، تشير بوضوح إلى أننا أمام مهمة واعدة.
- قد يتساءل البعض لماذا اختارت الإمارات مهمة المريخ، ولم تختر مثلاً تحدي صعود القمر؟
الإجابة تكمن في سبب بسيط، وهو أن الشواهد تشير إلى احتمالية وجود حياة على كوكب المريخ، ومن ثم فإن مهمة "مسبار الأمل" تمهد الطريق أمام إنشاء مستعمرة على المريخ، وهو الهدف الكبير الذي تسعى له الإمارات.
- كيف سيمهد المسبار لإنشاء المستعمرة على المريخ؟
أي حياة تحتاج إلى المياه والأكسجين، وكثير من الدراسات أثبتت وجود مياه في القطبين الشمالي والجنوبي للمريخ، كما عُثر على بكتيريا بالمريخ، بما يشير إلى وجود حياة، بينما تكمن المشكلة الكبيرة في ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، والتي تصل إلى 95%، وستكون مهمة المسبار البحث في أسباب فقدان غازي الأكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي.
- وما أهمية هذه المهمة؟
عندما تبحث في الأسباب، تستطيع أن تقرر كيف تسير الأمور عندما تزرع النبات على سطح المريخ، وهو أمر ضروري للحياة عند الرغبة في استعمار الكوكب، فمن المعروف أن النبات يمتص ثاني أكسيد الكربون ويخرج الأكسجين، فهل هناك ما سيمنع هذه العملية الحيوية؟.. هذه أحد الإجابات المهمة التي ينتظرها المجتمع العلمي من المسبار، والذي سيقدم أول صورة كاملة عن الغلاف الجوي للمريخ.
- هل دراسة هذه الأمور كافية لاتخاذ قرار استعمار المريخ؟
الأرض ستضيق بسكانها، واحتلال الكواكب الأخرى هو توجه عالمي، وسيكون السفر للكواكب مستقبلاً بنفس سهولة السفر من مكان إلى آخر على سطح الأرض، هذا فضلاً عن أن كوكب المريخ له ميزة نسبية حيث يملك إمكانيات معدنية هائلة، لاحتوائه على أكاسيد الحديد.
- ما تقييمك للأدوات العلمية التي يستخدمها المريخ؟
المسبار يملك 3 أجهزة بالغة الأهمية، وهي كاشف يعمل في مجال الأشعة تحت الحمراء للطيف الكهرومغناطيسي، يدرس أنماط التغيرات في درجات الحرارة والجليد وبخار الماء، وكاشف آخر يعمل في مجال الأشعة فوق البنفسجية للطيف الكهرومغناطيسي لدراسة الطبقة العليا من الغلاف الجوي وتعقب آثار غازي الأوكسجين والهيدروجين عند هروبها نحو الفضاء.
بالإضافة إلي كاميرا بصرية ذات قدرة تفريقية مكانية عالية تقوم بإرسال صور رقمية ملونة إلى كوكب الأرض، وبسعة موجة نقل البيانات 1.6 ميجا بايت في الثانية عند أقرب نقطة بين المريخ والأرض.
- هل هذه الأدوات فريدة من نوعها؟
هي أدوات متقدمة جداً، تجعل من المسبار مركبة فضائية متقدمة للغاية، والأهم هو مشاركة العلماء الإماراتيين في المشروع، الذي يعد استكمالاً لما حققته الإمارات من إنجازات قبل ذلك، ولاسيما إطلاق القمر الصناعي "خليفة سات"، بالإضافة إلى 11 قمراً صناعياً آخرين، وهو ما جعلها تحتل المرتبة الأولى في مجال الفضاء عربياً، وفقاً لدراسة أعدتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) وقمت بالإشراف عليها.
- كيف يمكن الاستفادة من هذه المشروعات اقتصادياً؟
بالإضافة للقيمة المعنوية الكبيرة لمثل هذه المشروعات، والتي تظهر بشكل واضح في مشروع "مسبار الأمل"، والذي يضع الإمارات بين 9 دول أطلقت مركبات للمريخ، فإن هناك قيمة اقتصادية تتمثل في تدعيم التوجه نحو (اقتصاد المعرفة)، وهو التفكير دائماً في علوم الفضاء من وجهه نظر اقتصادية، وهذا نهج يبدو واضحاً في مشروعات الفضاء الإماراتية من أقمار الاتصالات وغيرها.
- البعض ينظر لمثل هذه المشروعات على أنها رفاهية.. فما رأيك؟
الفضاء هو الطريق إلى الرفاهية، وهذا ما تفعله الإمارات من خلال توجه "اقتصاد المعرفة"، ويحضرني هنا مقولة لـ"أنديرا غاندي"، رئيسة وزراء الهند السابقة، عندما ظهرت أصوات تعترض على مشروعات الأقمار الصناعية، بالقول: "لا نريد قمراً صناعياً ولكن نريد طبق أرز"، فردت عليهم قائلة:"القمر الصناعي يوفر لكم مزرعة أرز، وليس طبق واحد".
وبالإضافة لهذا البعد الاقتصادي، هناك بعد أمني، فالأقمار الصناعية تساعد أي دولة على حماية حدودها، وهناك مقولة تقول: "من لا يملك سماءه.. لا يملك أرضه".
- وأخيراً، كيف يمكن لقطاع الفضاء في العالم العربي الاستفادة من الزخم الذي يحدثه "مسبار الأمل"؟
آمل أن يكون المشروع تشجيعاً على المضي قدماً في أن يكون لدى العرب وكالة فضاء عربية مثل وكالة الفضاء الأوروبية، كما آمل أن يكون لدينا قمر صناعي عربي.
aXA6IDMuMTQ3LjIwNS4xOSA= جزيرة ام اند امز