ملتقى "فضاءات" يختتم فعالياته بتكريم أدباء عرب وأردنيين
الدورة الخامسة لملتقى فضاءات للإبداع العربي التي جاءت تحت شعار "الإقصاء والعنف سلاح العاجز" تختتم فعالياتها بالعاصمة الأردنية عمّان
اختتمت في العاصمة الأردنية، عمّان، فعاليات الدورة الخامسة لملتقى فضاءات للإبداع العربي الذي تقيمه سنوياً دار فضاءات للنشر والتوزيع، والذي تم فيه اختيار الروائي الراحل "غالب هلسا" شخصية لهذه الدورة التي جاءت تحت شعار "الإقصاء والعنف سلاح العاجز".
تضمنت فعاليات هذه الدورة قراءات في فضاء الرواية الأردنية والعربية شارك بها كل من: الروائي العراقي حازم كمال الدين، والروائي الأردني زياد محافظة، والروائي الأردني فادي المواج، بالإضافة إلى النقاد: د.نزار قبيلات، ود.مها القصراوي، ود.بلال كمال رشيد. كما شارك في أيام الملتقى عدد من الشعراء الأردنيين والعرب؛ منهم علي جعفر العلاق من العراق، ومن الأردن يوسف عبد العزيز وراشد عيسى.
الحدث الأبرز في فعاليات الملتقى، كان تكريمه لأربعة أسماء أدبية لها ثقلها في الفضاء الثقافي العربي؛ وهم: الناقد السوري كمال أبو ديب، والشاعر العراقي علي جعفر العلاق، والروائي الأردني جمال ناجي، والفنان الفلسطيني عبدالرحمن المزين، وذلك في القاعة الرئيسية بمقر رابطة الكتاب الأردنين.
الشاعر أبو حشيش، لفت في بداية الحفل إلى أن هذا التكريم جاء بعيداً عن التزلف والمجاملة، وأشار إلى أن دار فضاءات تعتز بتكريمهم، بتكريم الأدب الذي لن تقف يوماً إلا مع الإنسان وحقه في إبداء رأيه، لقد باتت الظلامية على اختلاف مساراتها، والإقصاء بأشكاله كافة يتغولان ليبتلعا كل ما هو إبداعي وجميل ومتطور في مجتمعاتنا العربية، وصار الاحتقان والعنف هما الظاهرة التي تحتل الذهنية السائدة عربياً، وبالتالي بتنا جميعاً مطالبين بضرورةِ ممارسةِ دورِنا، كمؤسساتٍ خاصةٍ معنيةٍ بالثقافةِ والمجتمع إلى ما هو أفضل.
من جهته، شارك الناقد والمفكر السوري كمال أبو ديب زملاءه المكرمين عبر السكايب قائلاً: "في حياة كل منا لحظات استثنائية في عمق تأثيرها، غبطة أو أسى، وهذه اللحظة إحداها في حياتي الشخصية وهي إحدى لحظتين كلتاهما مرتبطة بالأردن؛ وهما لحظة خروج ولحظة رجوع، وكلتاهما لحظة درامية بحق؛ فلقد خرجت من الاْردن قبل 30 عاماً مطوقاً بتكنولوجيا الأسلحة الحديثة، وها أنذا أعود محفوفاً بتكنولوجيا المعرفة الحديثة!".
وأضاف أبو ديب "شتان ما بين لحظة الرجوع الآن تفيض متعة وتشع غبطة؛ لأنني ألتقي فيها بكم في احتفال معرفي غني بالدلالات. ومن جمال دلالاته أنه يحتفي بكاتب التقيته وأنا طالب جامعي في دمشق وهو منفي من بلده، والآن يحتفي بلده به ببهاء واعتزاز لأن جيلاً جديداً تربى على معارف وقيم أسهم "غالب هلسا" في إثرائها، وتتاح لي فرصة أن يكرمني هذا الجيل الجديد، في عرين غالب هلسا وضمن الاحتفاء به، وأنا ما أزال منفياً عن فضائه، بعد أن بذلت ما استطعت بذله من جهد في إثراء المعارف والقيم ذاتها. وإن ذلك لأجمل ما كان غالب هلسا ليسعد به، وهو أجمل ما تحقق لي، وإني لمغتبط به".
أما الشاعر علي جعفر العلاق، فقال في كلمته "ما الذي يحلم به شاعر أمضى 50 عاماً من عمره ساهراً على لغته ينفض عنها الغبار، والصخب، والترهلات الفائضة عن الحاجة؟ أليس ما يحلم به هو الإصغاء الصافي، والتفاعل الحيّ مع ما أنجز وكتب؟ إن فوز الشاعر بتقدير ما هو فوز بالنيابة عن كل شاعر جرّب السهر والمشقة من أجل قصيدة تحرص على بلاغتها الشفيفة وكرامتها الإنسانية".
وأشاد الفنان الفلسطيني عبد الرحمن المزين بالدور الريادي الذي تصدرت له فضاءات في الاهتمام بنشر الجرافيك ووضع الفن بموازة الكلمة، وتحدث عن دور فضاءات وتجربته معها وثقته بمسارها، ثم تحدث عن مسار الفن التشكيلي الفلسطيني الذي يقود اتحاده حتى اللحظة.
ثم تحدث الروائي جمال ناجي، الحاصل مؤخراً على جائزة الملك عبد الله (فرع الآداب) قائلاً "إن التكريم الذي لا شخصنة فيه، والذي تقوم به فضاءات هو من أهم التكريمات التي أنال".