إسبانيا تعلن رسميا إعادة فتح سفارتها في ليبيا
أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن إعادة افتتاح سفارة بلاده في طرابلس ومباشرة القنصلية في تقديم خدماتها.
وعقد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، الخميس مؤتمرا صحفيا مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، عقب جلسة مباحثات تناول خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
وشدد سانشيز على عمق العلاقات والروابط بين إسبانيا وليبيا ورغبة البلدين في توطيد هذه العلاقات وتوسيعها لتشمل مجالات أخرى، مؤكدا على وقوف بلاده إلى جانب ليبيا في هذه اللحظات ودعمها لعجلة الاستقرار والمصالحة.
وأعلن عن إعادة افتتاح سفارة بلاده في طرابلس ومباشرة القنصلية في تقديم خدماتها بإعطاء تأشيرات شنغن للمواطنين للمساهمة في زيادة التعاون وتقوية العلاقات بين البلدين.
وتمنى سانشيز في نهاية كلمته أن تمثل زيارته لليبيا نقطة تحول إيجابية تتيح المزيد من العمل المشترك في هذه المرحلة التاريخية المهمة.
ليبيا الجديدة
من جانبه، رحب رئيس الحكومة الليبية بعودة العلاقات الدبلوماسية مع إسبانيا بعد سنوات من غياب التمثيل الدبلوماسي الرفيع المستوى عن ليبيا.
وأشار خلال كلمته إلى أن هذا الأمر يبعث العديد من الرسائل مفادها بأن ليبيا تشهد مرحلة جديدة نحو الاستقرار والتعافي بعد سنوات من الحروب والدمار.
كما أعرب عن ترحيبه بإعادة فتح سفارة اسبانيا بطرابلس، معتبرا أن هذه الخطوة تعتبر دلالة على جدية المملكة الاسبانية في الرفع من مستوى العلاقات بين البلدين الصديقين وتعزيز تواجدها الدبلوماسي في ليبيا.
وتطلع الدبيبة إلى أخذ المزيد من هذه الخطوات الإيجابية، باستئناف حركة الطيران بين المطارات الليبية والإسبانية، وتسهيل منح التأشيرات لليبيين وبالأخص الطلبة الدارسين في إسبانيا بمختلف المجالات.
الدعم الأوروبي
وثمن الدبيبة عاليا كل الجهود المبذولة من الاتحاد الأوروبي وإسبانيا في تعزيز الأمن المتوسطي، وتأمين الحدود، والدفع بعجلة الاستقرار، ودعم تحول ليبيا الديمقراطي بالوصول إلى دستور وانتخابات حرة وشفافة ونزيهة.
وأكد أن سيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها، ووحدتها، في جميع أنحاء البلاد شرقا وغربا وجنوبا، هو منطلق تعاون بلاده مع أسبانيا والاتحاد الأوروبي وعلاقاتهم الاستراتيجية في حكومة الوحدة الوطنية.
اتفاقات اقتصادية
وتم خلال المباحثات الاتفاق على إعادة تفعيل اللجنة المشتركة الليبية الإسبانية التي لم تنعقد منذ الـ 2008 لإعادة تقييم كافة الاتفاقيات المبرمة السابقة وتحديد ما هو مجدٍ منها.
كما تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين الجانبان في مجالات عدة تساهم في دعم الاقتصاد والتنمية، والتبادل التجاري، والاستثماري الثنائي .
وقدم رئيس الحكومة الشكر للحكومة الإسبانية لموافقتها على علاج عدد من الأطفال المصابين بمرض السرطان بالمستشفيات الإسبانية.
وفي الختام جدد الدبيبة تطلع ليبيا إلى بناء علاقات استراتيجية مع كافة الدول الصديقة، آملا أن تكون العلاقة مع إسبانيا مثالا إيجابيا على ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الأصدقاء، وما يمكن تحقيقه من منفعة مشتركة.
واستقبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة بالعاصمة طرابلس رئيس الحكومة الإسبانية "بيدرو سانشيز" رفقة وفد رفيع المستوى يضم وزيري الخارجية، والدولة للتجارة، ومجموعة من رجال الأعمال ومدراء لبعض الشركات الإسبانية الكبرى.
وأجرى الدبيبة الأسبوع الماضي جولة أوروبية زار فيها العاصمة الإيطالية روما والفرنسية باريس لعقد مباحثات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية حول الأوضاع في ليبيا.
ويعمل العديد من دول العالم على إعادة افتتاح سفاراتها وقنصلياتها وبعثاتها للعمل داخل ليبيا، وذلك منذ الإعلان عن تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة للبلاد في 5 فبراير/شباط الماضي، من قبل لجنة الحوار السياسي في جينيف.
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز