خبير إسباني يضع 5 وصفات لتصبح مصدر الفكاهة لمن حولك
المونولوجست الإسباني إينياكي مارانيون المتخصص في علم الاجتماع يضع وصفة للباحثين عن الفكاهة لتساعدهم ومن حولهم على تحمل ضغوط الحياة
يشبه الكاتب وإخصائي علم الاجتماع والمونولوجست الإسباني إينياكي مارانيون حس الفكاهة بـ"عضلة لدينا جميعا وبوسعنا تدريبها وتطويرها".
ويقول مارانيون إن العداء الجامايكي "يوسين بولت يركض كما الريح. أحيانا يبدو أنه سيطير. كما لو كان قد ولد بهذه الهبة. ولكنه لو لم يحاول، لو لم يتمرن، لو لم يعلموه كيف يقوم بذلك على أفضل نحو ممكن، لما كنا نتحدث عنه".
وإينياكي مارانيون هو الاسم الفني الذي أطلقه على نفسه إيجناسيو بيالايث، المولود في عام 1977 في مدينة فيتوريا بشمال إسبانيا "بسبب وجود مستشفيات بهذه المدينة -على حد قوله-، تكريما لمارانيون، القرية الصغيرة الجميلة الواقعة في إقليم نافارا (شمالي إسبانيا) و"حيث يعيش 40 شخصا"، وهو ينحدر من هذه المدينة ويعيش حاليا على مسافة كيلومتر منها.
ويسترسل: "مع الفكاهة يحدث الشيء نفسه: كل شيء في هذه الحياة يمكن تعلمه والتدريب عليه، ومثل أي مهارة، يمكن للمرء صقلها وأن يصبح خبيرا بها".
ويبين مارانيون، المهتم بـ"تشجيع الفكاهة باحترام وتهذيب، الأمر الذي يفتقر إليه المجتمع الحالي"، أن "بعض الأشخاص في الحقيقة يولدون وهم يتمتعون بقدر أعلى من الظرف، وآخرون بقدر أدنى. ولكن الفكاهة، مثل سرعة عداء، يمكن اكتسابها وتحسينها عبر معرفة 'مكوناتها'، مع تعلم استخدام الأخيرة لتحسين علاقاتنا الاجتماعية والأسرية والعملية والشخصية".
ونشر مارانيون، أول كتيب إرشادات بالإسبانية يشرح العناصر والآليات التي تشكل الفكاهة. وهو حاصل على ليسانس في علم الاجتماع وهو خبير في العلاقات العامة والتواصل، ومدرب في مجال الفكاهة والمهارات الاجتماعية، ومقدم الحفلات والفعاليات.
ويقول في كتابه "بروتوكول الفكاهة": السخرية والاستدعاء (معاودة الاتصال) والمواجدة (التقمص الوجداني) والمبالغة والمفاجأة هي بعض الأدوات التي ينصح بها على أن يتم استخدامها "دائما بأناقة وتهذيب".
ويؤكد: "نحن البشر نحب الضحك والابتسام. إنه أمر مثبت علميا. ومن ثم معرفة حيل الفكاهة يفيد دائما. إنه هدية لمن يتلقاها ومكافأة جيدة لمن يعطيها".
ويوضح الخبير أن "الفكاهة، كأي مهارة اجتماعية أخرى، يمكن تعلمها والتدريب عليها وتطويرها. إنها تنطوي على عناصر وآليات معروفة منذ سنوات".
ويبرز أن الفكاهة المتكاملة والاجتماعية والإيجابية تقدم فوائد أساسية لأي مجموعة من الأفراد، وروح الدعابة تخلق الثقة والتواصل والانسيابية، وتمنع تفاقم الصدامات وتزيد الإبداع.
ويتساءل: "كيف ستكون وجبات الطعام العائلية، ومرحلة المراهقة، والحساب المصرفي في نهاية الشهر، إذا لم يكن هناك القليل من الفكاهة".
كما يلفت إلى أن روح الفكاهة الإيجابية تحسن ربحية الشركات، لأنها تخلق الترابط بين مجموعات الأفراد، وتتيح تعزيز العلاقات بين مختلف الزملاء، كما أنها تحد من العطلات المرضية، وبالأخص المرتبطة بالحالة النفسية.
ويتابع: "الضحك والابتسام يجعلاننا أكثر سعادة، والإنسان الأكثر سعادة عادة ما يكون أكثر فائدة في جميع نواحي الحياة".
وردا على سؤال حول أدوات عملية لتدريب "عضلة الفكاهة"، ينصح مارانيون بخمسة أمور لإضحاك الآخرين.
السخرية
يقول إخصائي علم الاجتماع إن "الحياة ذاتها تعلمنا تناقضاتها، وترينا كيف يمكن أن تصبح مثيرة للسخرية. وفهم هذه السخرية يساعد على تخطي أحداث الماضي".
ويضيف مازحا: "ما طريقة تطبيقها؟ حين ننتظر لمدة 15 دقيقة عند بوابة ملهى ليلي، قد نقول: ما أجمل الشخص الذي ينصت إليك ويفهمك ويكون دائما موجودا من أجلك، مثل حارس الملهى الليلي!".
الـ"Call-Back" (معاودة الاتصال)
يوضح مارانيون أن هذه الآلية التي تعني شيئا يشبه "معاودة الاتصال" عادة ما تستخدم في نهاية حديث فردي (مونولوج) أو في لحظة ملائمة، بالإشارة إلى مزحة أو دعابة لاقت استحسانا أو إلى موقف ظريف حدث؛ لأن الناس تتذكر هذه اللحظات الفكاهية، وذكرها يضفي جوا من الظرف والمرح.
ويبرز أن "تذكر بعض اللحظات الماضية يجعلنا نفهم أن لا شيء تقريبا يحظى بتلك الأهمية التي كثيرا ما نمنحها له، خالقين مآسي دون أي داعي. 'معاودة الاتصال هذه' تساعدنا على إضفاء نسبية على الأمور، وإيجاد درس يمكن استخلاصه من ذلك، علاوة على الضحك من أنفسنا".
المواجدة أو "التقمص الوجداني"
يقول مارانيون إنه "في وقت التوتر، إذا وضعنا أنفسنا في موقف شخص آخر، نستطيع أن نفهم بشكل أفضل تصرفه، وهنا يمكن لتعليق ظريف أن يساعد على تخفيف حدة الأمور وأخذها باتجاه سياق أكثر فائدة".
ويتابع: "على سبيل المثال، حين نرى مديرنا غاضبا مثلنا، ونضع أنفسنا في موقفه، ونوجد ونتماهى مع الملابسات، ننتبه إلى أننا جميعا بشر، بغض النظر عن وضع كل منا".
ويؤكد أن "المواجدة أو التقمص الوجداني تعد إحدى المهارات الاجتماعية الأساسية، وربما هي والإنصات الفعال، أفضل وسيلتين تقومان بدور "الملطفات".
المبالغة
-انظر يا باكو، لدى مليون حمامة.
-حمام زاجل؟
-لا. إنني لست مبالغا على الإطلاق.
يقول مارانيون: "لا يسعني مقاومة عدم ذكر هذا الموقف بالتحديد"، ضاربا المثل على المبالغة كوسيلة للفكاهة.
إنها أداة يمكننا اللجوء إليها حين يروي لنا صديق أن رفيقته هجرته، أو حين يواجه أحد "فشلا" أو "يخفق في تسجيل ضربة جزاء"، وفقا للكاتب الذي يؤكد أنه فشل في تسجيل "8503 ضربات جزاء، بعضها أطلق باتجاه قوس قزح".
ويضيف في مزيج من الجدية والسخرية إن "المبالغة في بعض الجوانب، التي نعطيها أهمية كبيرة تساعد على استشعار منظور آخر للأمور، وعلى عدم أخذها على المحمل الجد بشكل مبالغ فيه. وفي النهاية، جميعنا سيصاب بالصلع في غضون 100 عام، ولا أقولها على سبيل المبالغة".
المفاجأة
يوضح مارانيون أن "هذا الأسلوب يمكن أن يكون مفيدا حين نواجه مواقف غير لطيفة، مثل قيام كلبنا بقضاء حاجته على طاولة غرفة الاستقبال".
ويضيف مازحا: "يمكنك أن تفاجئ زوجتك بهذا الأمر وتحاول إقناعها بأن تتولى عملية التنظيف، وستقدم لنفسك مفاجأة إذا تمكنت من إقناعها".
ويسترسل بلهجة ساخرة: "على كل الأحوال، ستكون هذه دائما طريقة جيدة لمواجهة هذا الموقف. وإذا كان عليك تولي الأمر، أي القيام بعميلة التنظيف، فلا تنس أن تبتسم".